إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

رمضان مآتم غزاوية


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- اسابيع معدودة تفصلنا عن هلال شهر رمضان الكريم. و لا ندري هذا العام، هل سوف يتفق العرب والمسلمون على بداية شهر رمضان ام كالعادة سوف يختلفون ؟
و الاختلاف في بداية شهر رمضان معجرة عربية واسلامية.. العلم والفلك والتكنولوجيا تطورت وتقدمت، والعرب مازالوا ينزلون منازل الخلاف في بداية ونهاية الشهر الفضيل. هي السياسة لا غيرها.. فانا لا اصغي الى غير ذلك.. انها الدافع والعامل الرئيسي في تحديد شهر الصوم واعلان العيد.. فلا عوامل فلكية ولا احكام شرعية.
الخلاف العربي والاسلامي حول بداية رمضان تفوح وتتقطر منه روائح سياسية..
وحسابات السياسة تدخل في فوهات مدافع رمضان.. وهذا العام يبدو ان هلال رمضان سوف يهل وشلال الدم ينزف في غزة.
و رمضان هذا العام يحل في اجواء لها مزاج وطابع عام مختلف.. وتكبيرات التراويح ودعاوي الصيام ودموع العباد والناسكين مجبولة في الدم، ودم يطفو على المآذن والمساجد.. و في غزة سيصومون مع الموت، ويصومون مع نيران الاحتلال، ويصومون مع القذائف، ويصومون مع صوت الرصاص، ويصومون مع خيام اللجوء والنزوح من موت الى موت في القطاع المنكوب.
و يصومون في العراء، وبيوتهم المدمرة
و المحروقة، ويصومون على ارض من خراب ويباب.. وصواريخ وقذائف الموت العابث تطاردهم، وابادة حارقة لا تميز ارضا وبشرا، وحجرا، وشجرا..
واهم من يظن ان حلول رمضان والمناسبات الدينية سوف توقظ نبض وضمير الامة والعالم، وتوقظ ضمائر في اجساد غارقة في غياهب النسيان والتغافل، والغيبوبة.
و الحقيقة في غزة فاضحة ومقيتة.. واشد قسوة لتذكرنا بان هناك اشقاء عربا منسيين، يموتون من الجوع والقتل، والابادة. هل معقول ان العرب والمسلمين سوف ينشغلون في تقويم شهر رمضان ؟.. ويطوون في النسيان سلاسل الموت والتشرد والنزوح والابادة في غزة. و لا يمكن ان تفطر كعربي او مسلم في شهر رمضان دون ان يشوب نفسك ولو شعرة من الخجل للدم المنزوف في غزة.
و هناك في غزة، وهم اقرب الى هنا سيصومون على اصوات مدافع اورشليم والناتو الصهيوني وبن غفير و غاميتست وغالانت، ونتنياهو..
وارى انه من الواجب القومي ان تقويم شهر رمضان يعلن من غزة.. وهي الدرب الانسب والامثل لكي يصل صيامنا الى مدارج السماء، وليعلن شهداء الارض وترابها متى سوف يصوم العرب والمسلمون. ألم يحن الوقت بعد لنربط ساعاتنا ومواعيدنا على دم الشهداء ولحظات الفداء الوطني.. بعيدا عن مناكفات وخلافات السياسة وبعيدا عن صيام الامعدة والاجوفة الخاوية، وصيام حروب الموائد وطوابير القطايف والهرايس والتمر الهندي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :