إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

فيتو أمريكي


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- الجزائر اعدت مشروعا لوقف الحرب في غزة، واشباح الفيتو الامريكي تطارد مشروع القرار. و سيكون الفيتو الامريكي الرابع ضد قرارات دولية تطالب في وقف اطلاق النار.
و جلسة مجلس الامن عقدت امس، وقبل كتابة هذه السطور.
و بيد ان مندوبة امريكا في مجلس الامن هددت باستخدام الفيتو الامريكي ضد اي قرار دولي لوقف الحرب.
و كان وزير الخارجية الامريكية قد طلب من الجزائر ارجاء تقديم طلب وقف اطلاق النار، وذلك اثناء مسار مفاوضات صفقة باريس ولقاء القاهرة، وما اسفرا عن فشل في التوصل الى توافقات بين حماس و المقاومة واسرائيل على صفقة لوقف مؤقت لاطلاق النار وتبادل الاسرى. واشنطن تصر على استعمال الفيتو، ورغم الضغوط الدولية والحالة الانسانية المأساوية وتصاعد وتيرة الحرب في غزة.. ومرة اخرى فان امريكا تضع في مربع الاختبار لاطروحتها حول السلام، وما يوعد به الرئيس الامريكي حول دولة فلسطينية صالحة ومؤهلة للحياة.
و امريكا لا تستعمل الفيتو فحسب، بل تمارس ضغوطا على دول لمنعها مع التصويت لمصلحة اي قضية عادلة و التصويت ضدها.. وفي الاجتماع قبل الاخير لمجلس الامن كان هناك شبه اجماع دولي على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة وتبني قرار دولي، وحتى بريطانيا فانها امتنعت عن التصويت على غير العادة.
الفيتو الامريكي جاهز، وهو الفيتو رابع اربعة في حرب غزة ومنذ اندلاع طوفان الاقصى، والفيتو رقم مئة او مئتين او الف منذ ولادة كيان دولة الاحتلال الاسرائيلي، وحروبها الغاشمة ضد الفلسطينيين والعرب.
انه انحياز امريكي مطلق لاسرائيل، وكما لو ان مجلس الامن تم تأسيسه لحماية اسرائيل والدفاع عن انتهاكاتها.. والانحياز بلغ حدا دفع وزير الخارجية الأمريكية بلنكين الى القول..ان امن دولة اسرائيل من امن امريكا بدون زيادة ولا نقصان. من الغرابة ان تسمع حديثا عربيا يراهن على الموقف الامريكي، ويراهن على تغيير امريكا لموقفها من الصراع العربي / الاسرائيلي وحرب غزة.. ومناوارت مجلس الامن عقيمة في ظل نظام عالمي قطبي تحكمه امريكا من عنقه، وفي ظل مؤسسات دولية كلاسيكية بائدة ومعطوبة.
بايدن يتحدث عن حل الدولتين، والبواخر والبوارج الامريكية تزود اسرائيل بالسلاح والعتاد، وامريكا تحمي اسرائيل من الانهيار وحافة الانحياز نحو حافة الاندثار عن الخرائط، وتقف بانحياز مطلق مع اسرائيل، وتحارب الى جانبها في غزة وضد محور المقاومة في الاقليم.
غزة اختبار عسير في النظام العالمي، وفي اختبارها سقطت امريكا واوروبا سياسيا واخلاقيا.. ولم يعد قابلا للفهم هذا الانفراط الامريكي في دعم وحماية اسرائيل، ودعم استمرار حرب غزة، ومواصلة انحياز ولابادة وتشريد وقتل على مرأى من العالم كله.
امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا « محمود دوريش «.. وكل ما يقال ويتسرب اعلاميا عن موقف امريكي متغير وعن مبادرة سلام، ورغبة امريكية في وقف حرب غزة هي مجرد خداع كلام، وتفكير رغائبي يدفع البعض ممن لا يريدون ان يبصروا الى حقيقة الصراع في غزة والاقليم، وفقط يريدون ان يروا في عيونهم الجاحظة للحقيقة، والتبدل والانقلاب الاستراتيحي في الاقليم، ولحقيقة جديدة اسمها المقاومة ومحورها. ان من يتفاجؤون من موقف امريكا والفيتو المتكرر فئتان، واحدة لا ترى امريكا في العالم، واستراتيجية القوة الامريكية قدر سماوي، وامريكا قوة فوق التاريخ، وقدرية، والثانية : تصدق ان الدبور يوما سوف ينتج عسلا ورحيقا.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :