إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هل يقيل جلالة الملك وزير التنمية الاجتماعية؟


عمان جو - فايز شبيكات الدعجه

كيف يا ترى صارع متشرد الزرقاء سكرات الموت داخل ساحة الوفاة وبين حاويات القمامة . كم تألم واستغاث واستنجد في عتمة الليل ولم تسمعه إلا القطط ، وكم قضمت هوام الليل من بدنه ،واستقرت الديدان في طيات جسده المنهك ،وكيف استوطنت الصراصير مرقده ، وكيف ارتخت اطرافه وعجز عن طرد الذباب من فمه وعاثت الحشرات في انفه. كم بال على نفسه ولوث ملابسه وهو يرتجف من شدة البرد ، وكم اكل من طعام الحاويات ، وكم ابتلع من العفن وعانى من روائحها الكريهة .كيف مات جوعانا عطشانا باكيا.
تقع مسؤولية وفاة المتشرد أولا وأخيرا على وزارة التنمية الاجتماعية ، وكان على الوزير التفضل بتقديم استقالته ساعة تلقيه الخبر التزاما بميثاق الشرف. ذلك انه خالف قواعد سلوك الوزراء استنادا لأحكام الدستور والتشريعات النافذة التي يتعين عليه التقيد بها انطلاقا من مبادئ الولاء والانتماء للوطن والتزاماً بالقسم الذي أداه أمام جلالة الملك .


كان الوزير غائبا تمام الغياب عندما كان المتشرد يقيم بصفة دائمة خلف مجمع باصات الزرقاء القديم ، ويتخذ من الأرصفة قرب حاويات القمامة فراشا له لعدم وجود مسكن يؤويه ويحميه من البرد، واكتفى بالإيعاز من مكتبة المزخرف بالبحث عن جثته في ثلاجات الموتى في مستشفيات الزرقاء بعد ان توفي بسبب إصابته بالتهابات رئوية حادة ، مع ان واجبه قبل الوفاة وليس بعدها ، ولا تعنيه الجثة ولا علاقة للوزارة بالتشريح ومراسم الدفن .


حالة المتشرد أخلّت بمقومات مبادئ النزاهة والموضوعية والمساءلة والشفافية والأمانة والمصداقية والحرص والحياد ووفرت الأركان الأساسية الموجبة لإقالة الوزير او استقالته .
إذا كان الوزير على علم بأحوال المتشرد وتركة على حاله حتى وفاته فتلك مصيبة ، وان كان لا يعلم فالمصيبة مضاعفة ، وفي دولتنا الهاشمية لا يمكن ان تمضي مثل هذه الحالة سريعا كانقشاع سحابة صيف . فلا زال الأردنيون يتذكرون موقف الراحل العظيم جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عندما أقال وزير التنمية الاجتماعية بسبب تقصير مشابه ، رغم انه لم يصل الى درجة التسبب بالوفاة كما في حالة متشرد الزرقاء.


ليعلم الوزير ان المرحوم كان أنسانا رئيسيا كباقي البشر وكان عليه إنقاذه م من حياة البؤس والحرمان والتشرد، وهو يعلم ان واجبه يلزمه توفير الضمان الاجتماعي الشامل له وتقديم المساعدة المادية. ومعالجته قبل ان يلقى مصرعه بهذه الطريقة المذلة.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :