إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات

  • طوفان الأقصى .. كيف نقيم الخسارات الاستراتيجة لأمريكا وإسرائيل؟

طوفان الأقصى .. كيف نقيم الخسارات الاستراتيجة لأمريكا وإسرائيل؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- عاد السؤال مرة اخرى عن الدولة الفلسطينية. و حتى اليوم، لم نسمع عن الدولة الفلسطينية غير كلام مبهم، وكلام مراوغ، وكلام استهلاكي. حرب غزة، اكدت للعالم ان القضية الفلسطينية حية ولا تموت.
و القضية الفلسطينية دخلت متاهة الاختفاء، واصبحت في ادراج التصفية نهائيا. و المقاومة احيت مظلومية الشعب الفلسطيني، وجمعت المقاومة ما يكفي من قوة لاسقاط وتعرية اكذوبة التفوق الاسرائيلي.
و اليوم، اسرائيل تجد نفسها على جدار رخو ومائع. وحيث كانت تستند على قوة «اسطورية مطلقة « تبرمج علاقتها مع دول الاقليم : الصديق والعدو.
ومن غزة، وصمود المقاومة، تجد اسرائيل انه حتى فتح مسارات التطبيع الجديد مع دول عربية.. وما كان قبل حرب غزة عربونه مجاني، وبلا اي كلفة سياسية، فانه اليوم مكفول برهن حل القضية الفلسطينية، وبعدما كانت القضية منسية وفي الهوامش.
القضية الفلسطينية، ستخرج من حرب غزة بمزيد من النجاح والاستثناء الفلسطيني، ومزيد من الدعم العالمي، وكسب مساندة وتأييد معنوي وانساني، واخلاقي، وسياسي عالمي. و في اسرائيل لربما ان السؤال لم ينكشف بعد، وكيف تستعيد اسرائيل قوتها وصورتها المتفوقة واسطورة القوة في اليوم التالي للحرب، وما بعد حرب غزة ؟ نعم، اسرائيل تملك قوة عسكرية جبارة وقوية، سلاح جو وقوات برية ودبابات ودروعا، وانظمة حديثة في الاستطلاع والاستخبارات والتجسس، ولكن المقاومة في مواجهة اسرائيل لقنتها درسا، ووجدت اسرائيل عليها ان تقدم تنازلات على الارض والدور، وان تخفف من وطأة عقدة واوهام التفوق والقوة الاسطورية.
و المفاوضات من باريس الى الدوحة تتشعب وتتعقد، وفتح مسارات تفاؤل يبدو انها تتعقد وتزداد صعوبة ، وتم ارجاء عقد الاجتماع الرباعي على مستوى الفرق التقنية
من مصر وقطر وامريكا واسرائيل الى وقت غير معلوم، وبعدما كان مقررا اليوم او غدا.. وفضيحة مجازر الطحين التي احرجت دول الغرب.
التعنت الاسرائيلي قد يعرقل التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.. ولا ضغوط امريكية وغربية، ولا غيرها، وحقيقة الامر ان المفاوضات رهينة لتعنت اسرائيل، ولذا فانها موضع فشل وتعثر وعودة الى نقطة الصفر بأي لحظة.
بايدن قرر استباق اعلان فشل مفاوضات اطلاق النار، وقرر انزال مساعدات لاهالي غزة من الجو.. وهي مساعدات تحت الضغط الانتخابي، قد بدا ان بايدن يواجه ازمة انتخابية داخل حزبه، ونمو ظاهرة الحياد الانتخابي في صفوف الحزب الديمقراطي في ولايات امريكية كثيرة.. و المساعدات الجوية الامريكية هي محاولة هوليوودية لاحتواء الضغط الانتخابي.. وهروب من كومة عن اسئلة.. عن حل ازمة تكدس الاف من الشاحنات على مداخل معبر رفح، وما ينقصها الا ضغط امريكي على اسرائيل.
نتنياهو، وحاخامات اورشليم غير قادرين على قبول هزيمة طوفان الاقصى.. وقبول حقيقة ان سحق المقاومة وتصفيتها والتخلص من وجودها كقوة في غزة من سابع المستحيلات الاسرائيلية. وقف اطلاق النار يعني قبول الخسارة، وهي خسارة في ميدان الحرب في غزة.. وتترجمها المفاوضات وشروط المقاومة في وقف اطلاق النار وصفة تبادل الاسرى، و فتح الحدود، والاتفاق على اليوم التالي للحرب في غزة.
و عدم القبول الاسرائيلي والامريكي لواقع الحرب في غزة وصمود المقاومة وعدم قدرتهما على المرور نحو مسارات اخرى دون اعتراف بما يجري في الميدان الحربي.
و ذلك، قد يفتح ويوسع في المدارك السياسية والعسكرية لامريكيا واسرائيل نحو درجات اعلى من التصعيد في الحرب لما هو ابعد من غزة، والذهاب نحو حرب كبرى في الاقليم، وهذا مستبعد، وكلا البلدين غير جاهزين لخوضها حاليا، ولتعقد حسابات الهزيمة والنصر، والحرب هنا وتوسعها اختبار غير مضمون.
و اما دوليا، فامريكا والناتو غارقان في وحل ومستنقع عسل اوكرانيا.و يبدو ان لا نهاية قريبة ترسمها واشنطن في حرب اوكرانيا. و قد تجد امريكا من تشعبات الحربين في شرق اوروبا وغزة انه من الصعب والمستحيل الجمع بين جبهتين معا.
و ان كان العقل السياسي الامريكي يصيغ اولويات لاستراتيجية كونية لتأجيج الصراعات والحروب، وبدءا من اوكرانيا ومرورا في غزة وبحر الصين. وهذا دون ربط مسرف في العلاقة والدور والتنسيق ايضا ما بين جبهة حرب غزة وجبهات محور المقاومة، ووحدة الساحات من جنوب لبنان واليمن الى العراق. من طوفان غزة يصعب على واشنطن استمرار الترويج لسيناريوهات مفترضة وحتمية لشكل دول الاقليم والقضية الفلسطينية والعلاقة مع اسرائيل، ونسخ محدثة من صفقة القرن.
الاقليم يتحرك على ضرب ارهاصات تعيد تشكيله، ولكن على ايقاع فلسطين واليمن وجنوب لبنان.. فلا يبدو ان غزة وطوفانها قابل للاحتواء بمسار سياسي ضيق، وحتى لو بدا ثمة ضرورة راهنة الى ذلك، ولكنه سيكون خطوة في مسار صراع خاتمته في ايدي وتوقيع قوى المقاومة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :