إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

اعتذار لنساء فلسطين والأردن والعالم


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- كل عام يمر يوم المرأة العالمي في شهر اذار. ومن هذا اليوم يتسلل دفء الى الطبيعة والوجود والكون، وتنشر المرأة اسرارا، ونشعر باننا مقصرون بحق هذا الكائن، وهو اصل وجذر الوجود، ولولاه لما كنا في الحياة، ولما كان العالم.
هذا العام ذكرى يوم المرأة تتزامن مع حرب غزة، وتعرية وفضح سردية اضافية في حقوق الانسان المزعومة الغربية والخطاب الليبرالي عموما. و لطالما الغرب الليبرالي وابواقهم في دول الهوامش والاطراف يرددون عن حقوق المرأة وتمكينها، وتدخلوا في شؤون البلاد العربية والنامية بذريعة حقوق الاقليات والديمقراطية وحقوق الانسان.
غزة فضحت الغرب الليبرالي، وفضحت مركزية اوروبية وغربية عفنة.. وفي امتحان الدم والجرائم المروعة والابادة للاطفال والنساء والمدنيين.
و لم نسمع اي مقاربة او موقف ثوري لليبراليي الغرب، ولم نسمع مراكز حقوق الانسان والمرأة والجندرية، وتتكلم لو من باب الاعتذار في اليوم العالمي للمرأة كلمة واحدة لنساء غزة وفلسطين.
و في حرب غزة المرأة والاطفال الفلسطينيون هدف توراتي اسرائيلي.. وان المرأة والاطفال يمثلون الحياة والولادة والخصوبة، وانهم مستقبل فلسطين والاجيال القادمة، انهم نبض الثورة والمقاومة، ونبض الولادة الحية لاجيال فلسطينية مقاومة تنازع معنى الموت والابادة والتصفية الجماعية.
في الغرب الليبرالي حرية المرأة كذبة كبرى.. المرأة الغربية وريثة لتصورات اغريقية تضعها في ذيل القائمة الاجتماعية، وتذيل طبقيا مع العمال والاجانب، وفي مرتبة اقل من الرجل الابيض.
و الغرب الليبرالي يصدر اليوم الى العالم العربي والاسلامي «مشروع سيداو «.. وفكرة تحرير المرأة على الطريقة الليبرالية الغربية. وهي مفاهيم قاتلة للهوية الوطنية و قاتلة للخصوصية الثقافية والاجتماعية، وتؤسس الى تغريب في ثقافة الحقوق النسوية، وتحويل المرأة الى سلعة للاستهلاك والاعلانات والماركات التجارية، وسلعة جنسية للابتذال والاستهلاك الجنسي، وتحويلها الى ذكر برجوازي.
***
و في الاردن، كلما سمعت عن تمكين المرأة اتحسس رأسي. والمرأة الاردنية ولجت الى مواقع متقدمة في الحياة العامة والمشاركة العامة، وان كانت استمدت شرعيتها من الكوتا والمحاصصة او انها ولجت الى مواقع سلطوية لكونها ابنة فلان او علان، او ارملته. من «السلطة الابوية « تعبر المرأة الى الحياة العامة والسياسية.. وما نفع ذلك في حركة وثورة المرأة الاردنية والعربية لاسترداد حقوقها، وخلق توازن جندري اجتماعيا وسياسيا. و طبعا، ذلك لا ينفي ان بعض النساء في الاردن تقلدن مواقع كانت حكرا على الرجال، وعبرن الى ذلك في العمل والتمييز والاجتهاد، والمساهمة والابداع في مجالات عامة كثيرة.
و بعض الكلام في مسألة المرأة الاردنية والعربية يبدو « ايدولوجيا « من منظور الوعي الليبرالي الذي ينظر الى الغرب واوروبا وامريكا انها مصدر الى الحريات والحداثة والتقدم وثقافة الحقوق.
و انه الغرب هو المرجع والمعيار الاوحد الحضاري.. وهذا ما تلعبه جمعيات ومنظمات محلية ومغذية ومدعومة دوليا، ومربوطة في شبكات تخضع الى انماط تمويل وسياسات واجندات مرتبطة في بسلطة استغلالية وذكورية مستبدة، وهو نوع محدث من الاستعمار الجديد.
و حقوق المرأة وتمكين المرأة عناوين رنانة وعناوين استهلاكية، وذلك لجلب مساعدات وتمويل ومعونات.. ولا اظن ان معركة التحديث والتقدم الاجتماعي والسياسي يمكن ان تقوم على مشاريع ممولة ومشاريع مصدرها امريكا ودول الغرب وتمن بها على الدول الفقيرة والنامية..
و اي نفع وخير قد يصدره الغرب الراسمالي والليبرالي الى العالم والبشرية ! دعونا نعترف ان معركة التغيير والتقدم الاجتماعي والسياسي تولد من رحم الواقع وجذوره، ومن اصوله ونوابعه الموروثة والراهنة.
و نيل المرأة لحقوقها هي معركة مجتمع، وحرية المرأة تبدأ اولا من تحرير الرجل والوطن، والتخلص من الاستبداد السياسي والاقتصادي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :