إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لماذا لا يحظر الأردن «الإخوان المسلمين» ؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- من الواجب الكتابة عن الاخوان المسلمين واعتصام الرابية. و اجد نفسي ملزما باعتباري صحفيا، لحد ما غاطس وغارق في دهاليز مهنة الصحافة والاعلام. و لقرابة 17 عاما العمر، وانا في العمل الصحفي.
و اظن ان ثمة واجبا وطنيا ومهنيا يلزمني ان اقول الحقيقة او ما يقترب منها، وان اقول رأيي، واليوم قبل غد.
الاخوان المسلمين اصدروا امس بيانا صحفيا يتهم الدولة واجهزتها بشيطنة «اعتصام الرابية». حتى اليوم، وانا مصدوم من فيديوهات و تسجيلات منسوبة لجماعة الاخوان المسلمين ومعتصمي الرابية.
و اخرها وليس اخيرا حتما، كان فيديو لسيدة اربعينية، ترتدي» جلبابا وغطاء على الرأس « في اعتصام الرابية تهاجم وتشتم رجال الامن العام. و ظهر في الفيديو استخدام السيدة لالفاظ وكلمات بذيئة وسيئة بحق رجال الامن العام. و اتهمت رجال الامن بانهم» قليلو الاصل «..
رجال الامن العام صدورهم واسعة، و قلوبهم كبيرة، واخلاقهم عظيمة.. ورجال الامن ارفع واجل من الرد على سيدة مخبولة، وعقلها مصاب بلوثة الاسلام السياسي. هذا واجبنا ومسؤوليتنا في الرد بهكذا مواضع ومواقف، وانا اتابع الفيديو نظري خطف 3 رجال امن عام وضباط من اولاد عمي واقاربي وانسباء. هل هؤلاء « قليلو اصل» ؟! و لكن، السؤال الحرج، لماذا يكرهون الدولة واجهزتها ومؤسساتها، ويكرهون العسكر ورجال الامن العام ؟
من الواضح ان ثمة تخطيطا مسبقا، وتخطيطا اخوانيا لخلق حالة اصطدام واحتقان مع رجال الامن العام. و يبدو من وراء « فيديو السيدة « وشتم رجال الامن ان هناك عقلا مدبرا وخفيا ومهندسا للاعتصام، ومهندسا خبيثا، ومهندسا ذا نوايا سوداء. و مهندسا احمق قلبه حاقد على الاردن وفلسطين، وغزة. وموضوع مهاجمة وشتم رجال الامن والمؤسسات العسكرية والامنية ليس مطروحا على ادبيات الحراكات السياسية الاردنية. و طبعا، باستثناء الاخوان المسلمين. و في سنوات الربيع الاردني.. عاصرت وعايشت وتابعت حراك الاردن من الرمثا الى العقبة والدرة، وكنت قريبا ومتابعا وراصدا للحراكات الشعبية والمجتمعية : السياسية والمطلبية. ولم يرصد ويسجل اي شعار واساءة لرجال الامن والجيش. بل العكس، ان مسيرات واعتصامات ووقفات احتجاجية لقوى شعبية وطنية ترفع شعارات «مع الجيش والاجهزة الامنية». و ليس هناك ثأر ولا حقد ومواقف مسبقة بين اي اردني حر والجيش والاجهزة الامنية. و لكن، لاحظتوا كيف يستغل الاخوان المسلمين اي نشاط وفعالية ووقفة احتجاجية لبث سمومهم واطلاق عبارات اساءة وكراهية ضد الدولة واجهزتها.
يبدو ان هناك في قيادة الاخوان المسلمين من يريد للاردن شرا، ويريد للاردن صداما بين الدولة والمواطنين. ومن يتصور من قيادات الاخوان انه قادر على اخافة الدولة. الدولة الاردنية ليست ظالمة ومستبدة، والدولة الاردنية لا تخاف احدا. و اليوم، لا تحتاج فلسطين وغزة الى جر الاردن لحالة فوضى المعمعة وعنف واحتقان داخلي، واشتباك بين الدولة والناس.
الاخوان يغتنمون «اعتصاما سلميا « لضرب السلم العام، وخلق بلبلة وضرب الموقف الاردني من غزة وفلسطين، وحرف المسارات السياسية والشعبية عن برنامجها الوطني في نصرة غزة وفلسطين، وذلك في سياق تنفيذ اجندات اقليمية لدول نعتذر عن ذكرها هنا.
وماذا ينتظر قياديو الاخوان، وماذا يراقبون «سيلان نوافير وشلالات الدم «، وهم يضحكون، وان يشتبك الامن العام مع المواطنين؟!
مشروع الاخوان مكشوف، وطريقهم مسدود. ولن يسمح الاردنيون لفتح اي مسار او طريق او ثغرة تؤدي الى انتاج فوضى وعنف اهلي، وضرب مؤسسات الدولة وتفكيكها، ولن يسمح في النيل من المؤسسات الامنية والجيش.
و اللافت ان شخصيات سياسية ونشطاء يظنون انها لحظة مواتية للانقاض على الدولة، ولحظة للاستقواء خلف الاخوان على الدولة، ولتحقيق مكاسب سياسية، وفي معركة ضد الوطن وضد الذات، والخاسر بها هو الوطن.
و اسمحوا لي بسؤال يحيرني.. ولربما ان الوقت قد حان.. لماذا تلتزم شخصيات سياسية اردنية، ومن بينها رؤساء حكومات ووزراء سابقون الصمت ويلوذون عن التصريح او الكشف عن مواقفهم ازاء ما يتعرض اليه الاردن من مصادر خطر على استقراره وجوده، ومستقبله.
فهل هم خائفون ؟ ام انها «التقية» من اغضاب الاخوان، واغضاب من يقفون سرا وراء اجندات الاخوان، ويحركون « الريموت كنترول «.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :