إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

محمد الروسان .. التقينا في دمشق


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- محمد الروسان وانا، كنا نتناقش كثيرا، ونختلف ونتفق كثيرا وقليلا. و عرفت الراحل الروسان في وقفات احتجاجية، وفي ما اذكر وقفات داعمة لسورية ووحدتها، وتعارض اي تدخل اردني وعربي في سورية. و كانت عمان غارقة في سلسلة احتجاجات لتيارات وقوى اخوانية وليبرالية تضغط على الاردن للتدخل في سورية، وجر الاردن الى المستنقع السوري، و جر الاردن الى العنف والفوضى، والارهاب.
و ناشطو الحراك الاخواني والاصلاح السياسي والمطالبون بالتغيير واهمون، ويظنون ان انبعاث الديمقراطية الاردنية لابد ان يمر من الدم السوري والعربي. لم اكن افوت حضور ومتابعة اعتصام او وقفة احتجاجية اخوانية او غيرها. وعرفني صديق على محمد الروسان.. واخذني من يدي، وقال لي : ألا تعرف الروسان ؟ سلمت عليه بحرارة، وتحدثنا على عجالة، ومن لحظتها صرنا اصدقاء.
و بعدما اكتشفنا ان ثمة اراء سياسية وفكرية مشتركة حول الربيع العربي والاخوان المسلمين وازمة سورية، وتركيا اردوغان ونيو عثمانية، والقضية الفلسطينية، وحماية وبناء جبهة وطنية اردنية.
الروسان كان صريحا في رأيه، ومن شدة الصراحة في مساجالاته، فقد يغضب الاخرين. و لا يترك مجالا الا يشتبك، ويطرح رايه، ويدافع عنه، ويساجل. كان رافضا لمشاريع الاصلاح الامريكي وعلى طريقة نهج ووصايا الناتو، ورافضا للاصلاح السياسي الاخواني « المستغرب « وديمقراطية سياسية وحقوقية مستوردة ومستجلبة من دول الغرب، تمهد لتوطين وتجنيس، ووطن بديل فلسطيني في الاردن.
والروسان مؤمن بالقضية الاردنية، ومؤمن ان معركة الاردن وفلسطين واحدة. و ان للاردن هوية وطنية تاريخية نضالية من اجل فلسطين وتحريرها. و ان التطبيع مع اسرائيل قاتل ومدمر وطني للاردن.
كان شديد الهجاء والتعرية والنقد للاسلام السياسي والاخوان المسلمين. و لا يترك مناسبة الا يعري مشروعهم اللاوطني واللاعربي.
الروسان لربما كان عصاميا في همه الاردني والعروبي، ومستشرفا لمفاهيم وتصورات متقدمة في صراعات الاقليم، بدءا من القضية الفلسطينية وحرب غزة، ازمة سورية ولبنان، ومؤمنا في الحتمية التاريخية المشروعة ل»محور المقاومة «.
لم يكن يتحدث عن المقاومة ومحورها على طريقة محللي وخبراء فضائيات» النص كم «. كنت اتابع مداخلات وتحليلات الروسان المكتوبة والمرئية والمسموعة التي يشارك بها على قنوات عربية واجنبية.
و ثمة، استشراف سياسي، واستشراف ناقد، واستشراف ثائر على الافكار والاعتقادات السياسية الاستهلاكية السائدة والرائجة، والمتداولة بحكم قوة تأثير وسطوة وسائل اعلام ومراكز دراسات وابحاث ممولة وموجهة. و كان الروسان مشغولا على صون العلاقة الاردنية / السورية. دعم اي نواة او تحالف او شراكة اردنية / سورية، وباي طابع كانت سياسي او اقتصادي او ثقافي، او اجتماعي.
و اشبه بمهمة وطنية كان بخوضها الروسان من اجل صون علاقة البلدين، ولمنع اي انزلاق وانحراف في الصيرورة الحتمية لعلاقة الاردن و سورية.
و مقاومة نزاعات مستشرية في السياسة الاردنية تناهض اي عودة للعلاقة الاردنية / السورية. وتدعم الفراق والانفصال الاردني / السوري، وتشيطن سورية ونظامها السياسي، وتأخذ الاردن وسورية الى محطات من التشويش والفراق والاتفاق الاستراتتجي.
قبل يومين رحل محمد الروسان.. وترك الباب مفتوحا، ورحل وسيفه مازال مسلولا من اجل مشروع تحرر مشرقي عربي.. وعاش الروسان اشبه ب»محارب ساموراي «، فرض على نفسه قواعد صارمة في الاشتباك الايدولوجي والسياسي، وفي التصميم والشجاعة، والعزلة ايضا، والتصدي لموجهات التطبيع والتطويع، والنفور من المناطق الرمادية التي لا تشبه وعينا وثقافتنا، والقطيعة من ديمقراطيات استعمارية.
رحل محمد الروسان.. واظن ان النقاش والحوار سوف يستمر بيننا. وسابقى اواجه افكارك واراءك وعنادك بقليل وكثير من الاتفاق والاختلاف ؟




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :