إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

لماذا سوف ترد إيران؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- هل سوف ترد ايران على العدوان الاسرائيلي الاخير على سفارة بلادها في دمشق؟ و الى اي مدى سوف تستوعب وتمتص ايران الضربات الاسرائيلية؟
في طهران، قرار الرد على استهداف سفارة دمشق محسوم، وتم اتخاذه على اعلى مستويات مرجعية : سياسية وعسكرية.
و قرار الرد بات واقعا غير قابل للنقاش، وان شذرات الرد الايراني كانت امس في استهداف باخرة اسرائيلية في البحر الاحمر واحتجازها.
في الاعلام الغربي فقعت تحليلات ونبوءات حول الرد الايراني، وذهب خبراء ومحللون في الاعلام الامريكي الى الكشف عن ادق التفاصيل في الرد الايراني في الثانية والدقيقة والمكان، والاهداف والسلاح المستخدم في عملية الرد الايرانية. و اما عربيا، فقد تعالت اصوات تتنمر على المقاومة وتستهزئ من المقاومة ومحورها، وتبث سمومها الخبيث في الاعلام والسوشل ميديا حول الرد الايراني، ومتى سوف يكون، وما هو مدى الرد الايراني ؟
امريكا، وفي مغبة وجلبة دبلوماسية ما بعد العدوان الاسرائيلي على سفارة ايران في دمشق، فان اكثر ما يهمها استراتيجيا حماية امن اسرائيل المطلق، والضغط السياسي والدبلوماسي على دول صديقة وحليفة لايران لثنيها عن الرد. مندوب امريكا في مجلس الامن عبر علانية عن الخشية ان يشمل الرد الايراني على اسرائيل اهدافا امريكية. وواشنطن سارعت بعد العدوان الاسرائيلي لنفي اي دور وعلم لها بالغارة الاسرائيلية.
يبدو ان طهران ستكون امام خيارات دقيقة وحساسة وبالغة التعقيد والصعوبة في مدى قرار الرد العسكري.
الرد الايراني في حسابات الحرب فانه سيؤدي الى زيادة تعقد موقف اسرائيل، والاخيرة هي تعاني من مأزق في الداخل وحالة احتقان شعبي غير مسبوقة، ومأزق دوليا، وفقدان اسرائيل الى الصورة التي رسمتها منذ 75 عاما عن نفسها، انها دولة ديمقراطية وقادرة على الاندماج الدولي، وانها دولة ديمقراطية ومسالمة تعيش في اقليم غير ديمقراطي ولا حضاري.
و من جانب اخر.. فما تشنه اسرائيل من غارات وعدوان على اهداف في سورية، وفانه يظهر انكشافا عسكريا وامنيا واستخباراتيا، ويزيد من هشاشة الوضع العسكري.. وتعني ان الوجود الايراني في سورية معرض الى خطر البقاء. ايران، هل تمتلك ام لا السلاح النووي؟ سؤال في معرض الرد الايراني والتوازنات في استراتيجة الردع في الصراعات الاقليمية.
كيف سيكون رد ايران ؟ والرد طبعا سيكون مجبولا في عقدة الثأر، وذلك دون الوقوع في «فخ ومصيدة اسرائيل».
و ايران تعلم ان الرد العسكري، وما قد يتبعه من رد اسرائيلي، وقد يجر ويأخذ الاقليم الى حرب كبرى، ويفتح ساحات المواجهة، وتلقائيا فان واشنطن وبوارجها والارمادا العسكرية «الجوية والبحرية « الامريكية التي ترسو على مشارف شواطئ بحار الشرق الاوسط، ستكون جاهزة وعلى اهبة الاستعداد الى الرد والمواجهة الكبرى.
و اسرائيل من المستحيل ان تفكر باي تصعيد عسكري وفتح جبهات جديدة دون استشارة واسناد ودعم امريكا. وهذا ما يدعم فرضية ان نتنياهو يسعى الى فتح حرب جديدة، ويريد ان يجر امريكا بقدر المستطاع اليها.
في كل الحسابات الدقيقة والموضوعية فان ايران مجبرة على الرد والثأر.. وكما يبدو فان اسرائيل في حرب غزة وتوابعها اقليميا لا تراهن على توازنات ومعادلات تقليدية للردع والمواجهات العسكرية لما قبل طوفان الاقصى، وما ترمي اليه اسرائيل بمثابة الخلاص التوراتي، وما تحدث عنه وزير التراث الاسرائيلي «عميحاي الياهو»، والدعوة الى استخدام قنبلة نووية في غزة، وليس مستبعدا ان يجن جنون حاخامات تل ابيب للانقاض على ايران وبذريعة الدفاع عن الوجود اليهودي.
حتى كتابة هذه السطور الرد الايراني لم يقع بعد.. والحديث يكبر ويتفجر في مراكز القرار الامريكي والاسرائيلي حول الرد ومداه، وما قد يحدث مبدأ الرد الايراني من انزلاق وتوسع وانجرار اقليمي نحو حرب كبرى.
وحرب غزة دخلت في الشهر السابع، والابادة الاسرائيلية متواصلة يوميا، ومفاوضات القاهرة والدوحة وباريس وصلت الى ابواب مغلقة وافق مسدود، وتعثر في مسارات التفاوض واقتراحات الحلول لوقف اطلاق النار وعودة النازحين وفتح المعابر البرية الانسانية وانسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع، وما يجعل من الصعب والمستحيل عودة الفرقاء الى طاولة التفاوض مرة اخرى. من زواية اخرى، فان مناخا اقليميا خطرا ومتصاعدا، ودخول الاقليم في دوامة الرد والرد على الرد، وهلم جرى.. فان سيفتح ابوابا ضاغطة لتفاوض سواء اقليميا ودوليا لوقف اطلاق النار على كل الجبهات الاقليمية في المنطقة، ولدرء ومنع نشوب حرب كبرى.
و هذا السيناريو الافتراضي الاخير، قد يعيد التوازن وكلف الحرب، وحسابات الهزيمة والانتصار في القاموس العسكري الاسرائيلي، وان كان نتنياهو وحاخامات تل ابيب لا يريدون الاعتراف بهزيمة حرب غزة، ويبحثون عن تفرعات لحروب اقليمية تخفف من احتقان هزيمة غزة في الداخل الاسرائيلي.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :