إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

اخليف الطراونة في ومضة_نصح من دروب الحياة


عمان جو - د. حسين سالم السرحان

جميلة مرات الصُدف في هذه الحياة، ولعل أكثرها فائدة لا تخلو من شغف المعرفة الحقيقية لتجارب الناس مهما كانت مستويات خبراتهم ونتائج تجاربهم !!

كثيرون قد يعرفون الاستاذ الدكتور أبا فيصل ممن تربطهم معه علاقات قربى او دراسة او عمل او لقاء في مناسبة ما اجتماعية او رسمية،
لكني لست من بينهم ولعل من أسباب ذلك علاقتي الطويلة مع الغربة خارج حدود الوطن رغم ان الوطن يسكن دوما في حنايا القلب وأغادر أرضة كثيرا لكنه لم يغادرني أبدا ًحتى لو كنت في أبهى وأجمل بقاع الارض وأكثرها سعادة ومتعة !!

توقفت عند ومضة على شكل بوح صادق لتجربة رجل بيننا وبينه قواسم مشتركة إنسانيا ً وأخلاقياً وكذلك إجتماعيا ً إذ قدم في مقالته مقطعاً عرضياً لمآلات علاقات بعض البشر مع من قد يمتلك السلطة يوما ً ما ويلتف حوله طيف منهم فهناك الصادقين الاوفياء ممن جاءوا للعلاقة الانسانية من بوابة المشاعر الطيبة والأصالة، وهناك نفر جاء بهم بريق السلطة ووهج المركز وكذلك مستوى المنافع البراغماتية ومن المؤسف ان هذه الشريحة او البطانة التي تبني مشاعرها وعلاقاتها مع الانسان بناء ً على مستوى الفائدة المتحصلة لهم من موقعه !!

أبو فيصل الكركي الأردني نموذجاً صافيا ً نقياً اكتشف بعد حين كل ذلك، وحتما لا اتوقع أنه نادم على طيبته وصدقه لانه كما يقال " رأى الناس بعين طبعه "

لذا فقد شَخص التربوي المُخضرم انواعا من الخيانات تواجه الانسان في صحته وكذلك في تجاربه، وأكد على ان الانسان يجب ان لا يهتم كثيرا اذا بقي " القلب وافياً ووفياً لك، وبعيداً عن تلك الخيانات، ويبقى معه أيضاً من سكنه: محبةً؛ ووفاءً؛ وطيبةً من حافظي الجميل، ومقدّري أيدي الخير والمحبة التي قُدّمت لهم في أوقات شدتهم وانغلاق الآفاق في وجوههم" وأضاف

" في حياتك العملية والإنسانية تلاقي أنواعاً متعددة من صنوف البشر، بعضهم يخدعك بكلامه المعسول، وتحتانيته واستعماله للتُقية، ولعبه على طيبة قلب الآخر وتسامحه وتجاوزه عن الصغائر"

بعد دخول أبا فيصل التجربة الواقعية مع الناس بدون أقنعة منهم قرر بصلابة أن " الإنسان يجب أن لا يُلدغ من جحر مرتين"
ولعله اراد ان يبرر أيضا بلطف ويحمل المسؤولية لسجاياه النبيلة وحذر مشيرا بوضوح "ولكنّ طيبتنا وحُسن ظننا بالآخر يجعلنا نُلدغ مرات ومرات، وهو أمر لا يزعجني شخصياً ولا يجعلني أتوقف عن عمل الخير، وتقديم يد المساعدة لمن يطلبها، وبصرف النظر عنه إن كان من ذوي الطيبة والأوفياء، أو من النموذج السيء وناكري الجميل ممن دعمنا وقدمنا لمراكز المسؤولية والقرار، فكانوا أول من تنكّر وغدر"

أستند الدكتور الطراونة في نظرته الى مرتكزات كثيرة لعل أهمها ما كان يقول له والده رحمه الله، " يا بني كن كالوطن الذي يبذر الخير كله في نفوس أبنائه في الوقت الذي لا يكون فيه جميع الأبناء صالحين"

وفي خاتمة بطاقته الآسرة المكثفة يدعو الرئيس السابق لأم الجامعات … الجامعة الاردنية لساكني قلبه من الاحبة والاصدقاء ان تكون قلوبهم " بعيدة عن خيانات من وثقوا بهم، وان يجعل الله تعالى أيامهم كلها مباركة خالية من الهم والغم والخيانات والمتسلقين…. "

تحية للاستاذ الدكتور اخليف الطراونة وأسعدني هذا التجلي والبوح والتجربة الانسانية والاجتماعية التي يمكن ان يُستفاد منها من قبل اصحاب المناصب المؤقتة حتما حتى لا يصبحوا ضحايا ووسائل للمنتفعين وذوي المصالح واصحاب الخلق الذميم من المتسلقين !!

كسبتك أبا فيصل أخاً وصديقاً وأعتز بنموذجك الجميل
ودمت بخير وحفظ الله
EKhleif Tarawneh




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :