إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات

  • كسر "الخطوط الحمراء" .. من الرابح والخاسر من هجوم إيران على الكيان؟

كسر "الخطوط الحمراء" .. من الرابح والخاسر من هجوم إيران على الكيان؟


عمان جو- محمد الكيالي- في الساعات الأولى من مساء أمس، شنّت إيران هجوما غير مسبوق على كيان الاحتلال، ما أدى لتصعيد التوترات الإقليمية، وإثارة المخاوف بشأن صراع أوسع نطاقا في المنطقة.


وإن كان من المبكر الحكم على حسابات الربح والخسارة حاليا، لكن هذا الحدث المهم أكد وفق محللين سياسيين، أنه كسرٌ للخطوط الحمراء التي رسمت العلاقة بين طهران وتل أبيب.

وشددوا على أن القضية الفلسطينية والعالم العربي، الخاسران البارزان مما حدث، داعين إلى ضرورة أن يُبرز العرب ما لديهم من نقاط قوة، حتى لا تصبح أراضيهم مسرحا للقتال وإبراز عضلات الدول القوية.
وفي حين قد يعزز الهجوم الإيراني على الكيان، صورة طهران الإقليمية كقوة ردع ما يسعد حلفاءها، فإنه يهدد أيضا بزعزعة استقرار المنطقة، وتعريض المدنيين للخطر.
ومن هنا، قال رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، إنه بالنسبة للهجمات الإيرانية على الاحتلال الاسرائيلي، فإنها ولأول مرة، تحدث مواجهة مباشرة بين إيران والاحتلال بهذه القوة، كما أن طهران أرادت بعث رسالة، تقول إن المساس بمصالحها سيسفر عن ردّ منها، مؤكدا أن إيران وضعت قواعد اشتباك جديدة في هذا الأمر على الأقل.
ولفت شنيكات، إلى أن نتنياهو استفاد كثيرا من الهجمة الإيرانية، إذ أعاد اللحمة للجبهة الداخلية، خصوصا بعد أن شهد الكيان الصهيوني مؤخرا مظاهرات كبيرة، لتعود الانقسامات فيه إلى سابق عهدها لما قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مبينا انه أشغل العالم الآن بتصريحاته للهجوم على إيران، في حين أن جيشه يعمل بقوة في قطاع غزة، وربما يذهب لأبعد من ذلك في اجتياح رفح اذا ما أتيح له الأمر.
وقال شنيكات إن إيران فعلت كل القوى المتحالفة معها في اليمن والمليشات العراقية وحزب الله في لبنان، وبالتالي أثبتت بأن لديها أذرعا في هذا المجال. موضحا بأن حجم الضربة الكبيرة والضخمة التي شنتها، يعكس ما تمتلكه من إمكانيات، مع ملاحظة أن هناك فارقا تكنولوجيا لصالح السلاح الغربي الأميركي.
وشدد على أن الولايات المتحدة الاميركية، عادت للتأكيد على سياستها الثابتة، بحماية ودعم الاحتلال، وأي شيء يمس أمنه سيدفعها للتدخل مباشرة، بمعنى آخر، أن كل مواقفها التي كان من ضمنها انتقادات لسياسة الاحتلال، تبخرت عندما وُضع الاحتلال على المحك، و"بالتالي عادت أميركا بقوة لتعلن سياستها بأن أمن الكيان وحمايته وضمان وجوده وبقائه أولا وقبل كل شيء".
وشدد على أن أميركا ما تزال صاحبة اليد الطولى في المنطقة، مبينا أنها بحكم وجود قواعد عسكرية لها في المنطقة، هي القوة العسكرية الأكثر تأثيرا، مؤكدا أن رسالتها تكشف عن أن الكيان لا يستطيع الاستغناء عنها، وأنه لولاها لما استطاع حماية أمنه.
وأشار شنيكات إلى أن الانتقادات التي ظهرت في الفترة الماضية من فرنسا وبريطانيا والمعسكر الغربي غير جوهرية، وتتعلق ببعض التفاصيل وليست ذات ابعاد أساسية.
وقال "بالنسبة لإيران، فإنها أرادت إيصال رسالة بأنها موجودة وتؤثر في سياسات المنطقة وترد على العمليات، برسم خطوط اشتباك قوية"، معتبرا بأن الكيان في النهاية كصورتها لأول مرة تتعرض لهجوم بهذا الحجم، وبالتالي وارد أن يتكرر ذلك.
وبشأن العالم العربي، يعتقد شنيكات بأن العرب اليوم في موقف "غير فاعل" يسيرون مع التيار في المجمل، وغير مؤثرين في السياسات الإقليمية، مبينا أنه "ما يزال أمام العرب فترة طويلة من البناء والتحديث والتعلم من التجارب، ولا بد من التكامل حتى تعاد الأمور إلى نصابها الصحيح، وإلا فإن الدول العربية ستبقى مكانا لممارسة النفوذ سواء من إيران أو الكيان أو اميركا".
وأضاف، إن كانت الولايات المتحدة تستطيع ضبط إيقاع إيران أو الكيان في المنطقة، فإن عملية طهران كان محدّدة، أي ليست فوضوية، بمعنى آخر، وجهت مجموعة كبيرة من الصواريخ والطائرات المسيّرة في لحظة معينة وتوقفت، موضحا بإن الولايات المتحدة ما تزال صاحبة الكلمة الفصل في الحرب والسلام في المنطقة.
وأكد شنيكات، أن تراجع الحديث عن وقف إطلاق النار في غزة، في ظل تدهور الحالة الإنسانية التي ازدادت فظاعة، ربما تحتاج لمزيد من الوقت - على الأقل - حتى يتبلور موقف حقيقي وصادق بشأن الوضع في قطاع غزة.
وأشار الى ان الهجوم الإيراني الذي وقع أمس، يهدد بزعزعة استقرار منطقة مضطربة بالفعل، وقد تؤدي التوترات المتصاعدة بين إيران والكيان، لجذب لاعبين إقليميين آخرين إلى الصراع، ما يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا.
بدوره، قال المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي د. منذر الحوارات "من المبكر حساب الربح والخسارة في هذه المواجهة الليلية، التي اعتمدت على توجيه صواريخ إيرانية وطائرات مسيرة رداً على عملية قصف سفارة الاحتلال في العاصمة السورية دمشق".
وأكد الحوارات، أن إيران وبعد نحو أسبوعين، تقول إن عليها استعادة قوة الردع، واستثمار حق الردّ، وهي بهجومها الاخير فعلت ذلك، متسائلا "هل فعلا استعادت حقّ الرد؟"، مجيبا "إنها فعلته"، اذ ألغت تماما الخطوط الحمراء مع الكيان، وحولت الصراع بين الاحتلال وبينها عبر أذرعها إلى صراع مباشر هذه المرة.
ولفت إلى أنه ما لم يكن هناك صفقة كبرى وهذا مستبعد حتى الآن بسبب نوعية الأسلحة التي وُجّهت، "فإننا سندخل في أتون ردّ وردّ على الردّ"، مشيرا الى أن الولايات المتحدة فشلت في منع إيران من الردّ، لأن المطالب الإيرانية على ما يبدو، كانت كبيرة جدا، وربما فشلت في اللحظات الأخيرة.
وأضاف الحوارات "باعتقادي، كان الردّ الإيراني كتعبير عن فشل المحادثات الأميركية- الإيرانية التي جرت في سلطة عُمان، وكانت النقاشات فيها محمومة حول نزع فتيل الأزمة".
وأشار إلى أن ضربات إيران للكيان، كانت تتقصّد أن تصيب هضبة الجولان وبعض الأماكن العسكرية، لكن قوة الضربات كانت غير مؤثرة، وأثبتت دولة الاحتلال أن لديها قوة ردع مضادة، عبر دفاعاتها الجوية والأرضية التي تمكنت من منع وإيقاف 150 صاروخا و200 مسيرة من تحقيق ما أرادت.
وأكد الحوارات أن الفشل بإصابة أهداف للاحتلال واضح بعينه، وقد كشف ماهية ما لدى إيران، وبالتالي خسرت طهران عملية التهويل بكل ما تملكه من قوة.
وأشار إلى أن الجميع كان يتحدث عن النظام الصاروخي الإيراني ونظام الطائرات المسيرة، باعتبارهما قوة ردع هائلة، الى جانب دمجها بأذرع إيران في المنطقة، ليغدو الحديث عن قوة إيرانية تُسمى عسكريا بـ"غير المتكافئة"، أي بمعنى إرهاق الخصوم بدفعات كبيرة من الأسلحة غير النوعية وغير المكلفة، وفي النهاية تتحطم قدراته الدفاعية دون الحصول على نتيجة مرتجاة.
وقال "ربما اتبعت إيران هذا الأمر مع الاحتلال، فضربت مجموعة كبيرة من الصواريخ على أمل ارهاق دفاعاته، لكن هذا لم يحدث بسبب تكاتف حلفائه من الولايات المتحدة والدول الغربية الذين شكّلوا سندا كبيرا له".
وأضاف الحورارت أن يران، كسبت هذه الجولة معنوياً، لأنها ألغت الخطوط الحمراء بينها وبين الاحتلال، وتجاسرت على دولة تعلم بأنها مدعومة من الغرب، واستطاعت وضع شروط جديدة لقواعد الاشتباك، وفي هذه النقطة بالذات ربما تكون كسبت.
وقال الحوارات، "أجزم بأن هناك حملة دولية غربية سترتد على إيران هذه المرة، تكون منسقة بقوة وبشدة، ولن تقف عند حدود فرض عقوبات عليها". مؤكدا أن إيران تجاسرت على مضيقي هرمز وباب المندب، وبالتالي فإنها استثمرت محرمات دولية، وهي: المضائق والاحتلال الذي يعد محرّما غربيا ودوليا.
وأضاف أن إيران تجاسرت أيضا على النظام الإقليمي في المنطقة، واستطاعت نشر مليشياتها فيها والسيطر على العديد من الدول العربية، وحوّلتها إلى دول فاشلة.
واعتبر الحوارات، بأن نتنياهو فشل حتى الآن بجعل دولة الاحتلال قوة رادعة، مشددا على أن هذه الحرب هي للكيان الصهيوني وليست حربه.
وقال إن المجتمع الصهيوني يعاتب نتنياهو عبر الصحافة العبرية، التي تشير إلى أن ضعفه وعدم اتخاذه لقرارات حاسمة، دفع إيران لتتجاسر عليهم، وهذه النقطة خسر فيها.
وأكد أن الكيان يعمل بموجب إستراتيجيات قصيرة وبعيدة المدى، يحددها رئيس وزرائه، لكن هناك دولة شديدة العمق فيه، تُحدّد ما يجب أن يُجرى وما لا يُجرى.
اما في المنطق، فقد أصبح الوضع الدبلوماسي الدولي على المحك، بحيث يتعين على زعماء العالم التعامل مع توازن دقيق، ليدينوا العدوان ويمنعوا في الوقت نفسه، المزيد من التصعيد، موضحا ألا أحد ينكر بأن إيران والكيان قوتان إقليميتان، وبالتالي فهذا الأمر مُقرّ سلفاً.
وأشار إلى أن القوة الإيرانية، صعدت بسبب تغاضي إدارة الرئيس الاميركي السابق باراك أوباما، وكذلك تغاضي إدارة جو بايدن، بحيث تمكنت من التغلغل في العراق وسورية ولبنان واليمن بدون عقاب، بل وبالعكس كوفئت أحيانا على تدخلاتها هنا وهناك.
واعتبر الحوارات، أنه لولا التغاضي الأميركي عن إيران والسماح لها بهذا التوسع، لما وصلت إلى هذه الدرجة من النفوذ والقوة في تغلغلها داخل دول عربية عديدة، وبالتالي فإن المليشيات كطبقة حاكمة في إيران هي المستفيدة.
وأضاف "لا أعتقد بأن إيران- الشعب مستفيد من كل ما يحدث، لأننا لو نظرنا للوضع الاقتصادي في إيران فهو مأساوي جدا، وبالتالي فإن المجتمع لم يخسر بل نظام الملالي الذي كسب مؤقتا، ولكن هذا كله سيرتد عليه".
وحول القضية الفلسطينية، قال الحوارات إنها خسرت كثيرا في هذه الضربة، بتحوّل التركيز العالمي عنها، بحيث كان الاحتلال يقوم بعمليات ضد غزة، والآن سيجتاح رفح، وستقع هناك مجازر، بينما العالم منشغل بالمواجهة بين إيران والكيان.
وأكد أن الحرب الإيرانية مع الكيان، ستؤجل كل الأمور المطروحة على الساحة حاليا، بخاصة ما كان يجري الحديث فيه عن دولة فلسطينية ووقف لإطلاق النار، فالكيان يستطيع في هذه الوقت، التذرع بأنه في مواجهة خطر إقليمي كبير، وبأن هناك قوى عديدة تتحالف ضده وتريد إنهاء وجوده.
وقال إنه منذ أول من أمس، يجري الحديث عن أن إيران تتقصّد رفض وجود دولة الاحتلال، وإن المس بهذا الوجود من المحرمات الدولية والإقليمية. لافتا إلى أن ذلك جرى في حروب عربية عديدة، اذ تبين للعرب بأنه في لحظة الحسم، تتدخل قوى دولية وتنقذ الكيان مهما كان ضعيفا، ومهما كان ميزان القوى ليس في صالحه، وبالتالي أدركوا بأن الحروب لن تؤدي إلى نتائج مع هذا الكيان المدعوم من الغرب، وبالتالي ذهبوا منفردين ومجتمعين لنقاشات حول عملية سلام، أو سلام منقوص.
واعتبر الحوارات أن من حقّق سلاما وهو منتصر هي مصر، لأنها كانت منتصرة في حرب تشرين الاول (أكتوبر) 1973، ففرضت بعض أجنداتها وليس كلها. مشددا على أن الكاميرا متجهة إلى إيران والكيان بعيدا عن القضية الفلسطينية التي ستؤجل لأجل غير منظور، وغزة لن تأخذ حقها من الاهتمام، وستقوم إسرائيل بمزيد من القتل والترويع وستدخل رفح، وتقوم بعمليات إجرامية بدون أن يلتفت اليها أحد، معتبرا بأن العرب خاسرون كبار لأنهم بلا أنياب.
وقال الحوارات "عندما يعلم عدوك بأن خيارك الوحيد، هو أن تكون مسالما، فمعنى ذلك أنه لن يلقي بالا إليك، وهذا الأمر يحصل في كل ساعة مع العرب، لأنهم لم يبقوا لأنفسهم مخالب يدافعون فيها عن أنفسهم، واعتمدوا على اميركا كضامن للأمن والسلم، واستسلموا لهذه الرؤي".
ودعا الحوارات العرب لإبراز أنيابهم قليلا، كي يعترف العالم بهم، ويرى حقيقة أن لديهم قوة ردع.
واعتبر بأن الكثيرين يعتقدون بأن الرئيس الاميركي الحالي جو بايدن ضعيف، وهو كبطة عرجاء، يمنعه ترشحه للانتخابات الأميركية ثانية، من اتخاذ قرارات حاسمة، لذلك يتنمّر عليه الجميع ويعتقدون بأنه متردد، ولن يتخذ أي قرار جدي وجذري، مكرّرا بأن الأمن الإسراتيجي للكيان ليس أمن بايدن ولا منافسه دونالد ترامب، ولا أي شخص مسؤول في أميركا، بل هو موقف إستراتيجي لها كدولة وكمؤسسات، قبل أن يكون لأي رئيس أو أي مسؤول.
وقال الحوارات، "يجب ألا يعول أجد على خلاف هنا أو هناك، بأن شرخا ما سيحصل بين اميركا والاحتلال. فهذا لن يحصل ولا يمكن توقعه في لحظة من اللحظات مهما كانت درجة الخلاف بين بايدن ونتنياهو".
واعتبر بأن وجود الكيان، مصلحة وغاية إستراتيجية أميركية، ستدافع عنه واشنطن بغض النظر عن علاقتها مع رئيس وزرائه، أو موقفها من سلوكه في المنطقة.
في حين أكد المحلل العسكري الموريتاني العقيد المتقاعد البخاري محمد مؤمل، أن الترسانة العسكرية الإيرانية خطر لا يستهان به على الكيان، مشيرا إلى أن تغييب الأنظار عن حرب الإبادة الصهيونية في غزة، عنصر من أبرز نتائج الهجوم الإيراني الأولية، خصوصا بعد أن استدار اهتمام الإعلام العالمي من غزة إلى الحرب السريعة التي بدأتها إيران على الكيان.
وقال مؤمل، مهما كانت التأويلات الجيوسياسية بشأن حسابات طهران التكتيكية وأهدافها، فإن الهجوم الإيراني يذكّر بحقيقة، يجب أن تبقى راسخة في عقل كل فلسطيني على أرض قطاع غزة والضفة الغربية، وهي أنه لا ينبغي للفلسطينيين انتظار قدوم التحرير والخلاص من أي كان غيرهم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :