إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ما بعد الرد الإيراني؟


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- الرد الايراني، وعلى الرغم من محدوديته، فقد انطوى على دلالات قد تغير مجرى حرب غزة والصراع المتصاعد والملتهب في الاقليم. اسرائيل اهتزت من ادناها الى اقصاها، واسرائيل عاشت ليلة رعب، واهتزت من رأسها الى اقصاها، ووصولا الى عظام بن غورين وغولدا مائير، فهل اهتز العقل التوراتي الهستيري في اسرائيل ؟
الرد الايراني جاء ليكرر مرة اخرى سيناريو ان اسرائيل تحتاج الى من يحميها، عسكريا وسياسيا وامنيا، و حتى لفظيا.
و مسيرات وصواريخ ايران كشفت اسرائيل امام نفسها، وامام حلفائها، وامام العالم.
واسرائيل غير قادرة على ادارة الحرب، ومجانين وحاخامات تل ابيب يدركون هذه الحقيقة.. وبعد طوفان الاقصى رأينا كيف هرع قادة تل ابيب الى امريكا ودول الغرب لطلب العون والاغاثة والنجدة. و «المايسترو الامريكي» يخشى من انفجار الاقليم، ولا يستطيع بادين ان يجاري ويتماهى في الدور والاداء مع نتنياهو وجنونه. وهذا ليس وقت الحروب الكبرى. في الوقت الراهن، امريكا هي اسرائيل، وامريكا كل شيء في اسرائيل.. اسرائيل في حالة تقهقر وموت بطيء.. واسرائيل من بعد طوفان الاقصى رفعت عنوان معركة البقاء.
و في تل ابيب يدركون انهم يواجهون مأزقا وجوديا، ولا خلاص الا بالحرب.
و من ولادة الكيان لاول مرة اسرائيل تخشى الحرب.
وتراهن اسرائيل واللوبي الصهيوني في امريكا على سياسة الضغط وتوريط واشنطن في حرب كبرى في الاقليم.
و البنتاغون يعارضها، وقوى اخرى فاعلة في الدولة العميقة في واشنطن ينظرون الى اي حرب كبرى انزلاق الى المجهول وخطر يهدد مصالح امريكا ومساراتها الاستراتجية.
و هذا الكلام ليس افتراضيا ولا طوباويا او تخيليا.. صواريخ ايران نزر يسير، وهناك مئات الاف من الصواريخ والمسيرات في مخازن ومستودعات وخنادق عسكرية تنتظر لحظة الرد الاسرائيلي على الرد الايراني. في الشرق الاوسط لا احد يحب الحروب، والكل يريد ان يتخلص منها.. فلا دول عربية وايران وتركيا يريدون حربا.. الحرب والصراعات اضنت الشرق الاوسط وشعوبه.
و دول كبرى في الاقليم: السعودية وايران وتركيا ذهبوا الى تسويات واتفاقات، وتوازنات بنيوية في العلاقات، واحدثت انقلابا في استراتيجية الاقليم.
و هي اسرائيل، تجنح نحو اليمين المتطرف، واقصى الايدولوجيا.. وكيان يحكمه حاخامات وشياطين ومجانين، ويدعون الى الاحتكام الى النصوص التوراتية والقربان الى الله، والذاهبون باسرائيل الى الانتحار.
الصواريخ والمسيرات الايرانية رممت معادلة القوة والردع في الاقليم.. وفي التدقيق بالابعاد الاستراتيجية والعسكرية للرد الايراني، تدرك حجم الرسائل التي وصلت الى بايدن ونتنياهو، وكم كانت قاسية وحازمة. واذا ما قرأنا بإمعان الرد الايراني، فانه سيحمل تحديدا خطوات لاحقة في مسارات حرب غزة والاقليم، وسيكون له اثر كبير في صياغة تسوية مقبلة : عاجلا أم اجلا، تضع حدا لحرب غزة، ووقفا لاطلاق النار وعودة الحياة الى القطاع المنكوب.
مثلما ستكون الحرب بعد الرد الايراني، سنكون امام تفاؤل سياسي اقليمي، ولكن حتى التفاؤل في الشرق الاوسط يحتاج الى سنوات من الشقاء. العالم يتغير، هذه حقيقة، والحقيقة الاكبر ان بداية التغيير ستكون من غزة.. واسرائيل لم تعد سندريلا الشرق الاوسط، انها مصيبة وكارثة الشرق الاوسط.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :