إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هذه الشرطية ستصفع محمد بوعزيزي اليوم


عمان جو - في مثل هذا اليوم 17/12/2010 أحرق إيقونة ما كان يسمى ربيعا عربيا محمد البوعزيزي نفسه في تونس فقدح بناره شرارة سقوط 5 انظمة فاسدة مستبدة. لكن هذه ليست كل القصة.

حِمل ثقيل ذاك الذي تحمله الشرطية التونسية فادية حمدي فوق كاهلها. بعد أن تحولت نشرات الأخبار بالنسبة إليها الى شأن شخصي.

لا يمكن استيعاب ثقل المشاعر التي تحملها هذه السيدة وهي تتابع اخبار الدم في بلاد العرب.

ما أن اختطف الغرب وحلفاؤهم ربيع العرب، ونجحوا في تحويل مسارها حتى طرح سؤال عن: ماذا لو لم تصفع الشرطية التونسية فايدة حمدي الشاب محمد بوعزيزي ولم يقم هو كذلك بإحراق نفسه، هل كان العرب سيقفزن عن المرحلة التي يعيشونها منذ ست سنوات من دون ان يختبروها؟

سيبقى السؤال بابا مفتوحا على مصاريع شتى استنادا الى المواقف السياسية للأطراف. فاليسار مثلا الذين نحو باتجاه مناصرة الانظمة الدكتاتورية في الريبع العربي، باعتبار الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح تشي غيفارا العرب، أو ربما كان قذافي ليبيا ماركس بحلة عربية، فيما سيتبنى الاسلاميون قراءة مغايرة تحمل مسؤولية مآلات ما وقع للربيع العربي الى الغرب وحلفائها في المنطقة والانظمة الاستبدادية التي ثارت شعوبها عليها.

على أن الشرطية فايدة حمدي لا تكف عن نوبات التشنج فتأخذها رجفة الرعب، وهي تقول إنها تسببت بكل هذا القتل والفوضى في العالم العربي.

تعبت فايدة وهي تُعدَ قتلاها الذين تجاوزوا الملايين إضافة الى ملايين أخرى ضحايا الانظمة المستبدة في سوريا وليبيا وتونس واليمن.

تعبت الشرطية المتقاعدة والعزباء والمولودة في 1965 وهي تنظر الى شاشات التلفزيون وتقلب بين محطاته الإخبارية، فترى جارتها ليبيا وقد تحولت الى كفن أحمر، مجهول الغد، حتى وإن صالح الإخوة الأعداء بعضهم بعضا.

تعبت من اصدرت محكمة سيدي بو زيد براءتها من الصفعة، لكن ماذا عن محاكمتها هي لنفسها: ماذا لو لم أصفعه؟

تُقلب المحطات فترى تلك البعيدة سوريا، وقد صارت فيها المذابح فعل يومي لقتلة يتوالدون يوما بعد يوم.

ثم تنحو نحو الجنوب أكثر، فترى ما لا يُرى. قتل مجاني في أرض لم تعد سعيدة. هناك حيث اليمن. أما العراق فله في موته المترامي على رقعة خريطته ألف جرح وجرح.

شرطية ولاية سيدي بوزيد بتونس، قَدَحَتْ بكفّها شرارة الكرامة فاندلعت ثورات عربية لا يكف تنورها عن الثوران.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :