إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

2017 .. لا حاضنة للإرهاب في الاردن


عمان جو_ هبه العمري

ها قد وصلنا الى نهاية العام ، مع أن التشاؤم ما يزال سيد الموقف إزاء العام المقبل، والأوقات الرصينة لا تدل على التفاؤل حيال متغيرات العام 2017، ولم يكن هناك شك في أن الأوضاع المضطربة التي شهدتها الاردن في الايام الماضيه والتي ما زلنا نخوض بها ولو بالقليل ستحتل سلم الأولويات الأردنية في العام الجديد، فها نحن نرى الاحداث الصعبه التي شهدتها الكرك كأهم الأحداث التي حصلت عام 2016 والتي ارتقى فيها أبناؤنا شهداءً على أرض العزّ الكركيّة، أحداث ترقى لأن يكون هناك تحديات ونقطة تحول لحرب مجهولة مع الجماعات الارهابية ، ما يفرض علينا استعادة قوانا العقليه والنفسية والاجتماعيه بوقفة وطنية تؤكد أن الاردن سيبقى وطنا للأمن والأمان عصياً على ضلالية الارهاب، ورفض تلك المؤشرات القوية التي من الممكن أن ينطوي عليها عام 2017

وفي غضون أيام قليلة، اتضح لنا أننا دولة مستهدفه من التنظيم الارهابي الذي يريد بنا شرا وعدم الاستقرار في بلدنا، ولاننا في قلب المحيط الملتهب بلا شك من الطبيعي ان تحرض تلك الجماعات أنصارها على الاردن لتنفيذ المزيد من العمليات الارهابية كما سبق في أبرز حدث أردني كان لها بجريمتهم النكراء بحق الشهيد معاذ الكساسبة وبدورنا علينا فهم مستوى الخطر الذي تمثله خلايا التنظيم الارهابي والاستراتيجية التي ينبغي اتباعها للوصول إلى أدنى حد ممكن من هذا الخطر ، ولأن القلق والتوتر في نهاية هذا العام بلغا مستوى غير مسبوق وباتا يسيطران على الشعب الاردني فلا بد من استعادة الثقة وابراز القوة بأسرع وقت ممكن.

من الجميل أن أغلب الاردنيين يدركون عبثية الداء الإرهابي بأنه منظومة لا أخلاقيه، فهم يراهنون بأنهم مدركون لحجم هذه المخططات وما سيؤول اليه الحال اذا تمكنت هذه العصابات من تحقيق ما تهدف اليه، وبذلك فإن الوعي الشعبيّ هو خطّ الدفاع الأوّل في التصدّي للعصابات الإرهابيّة.

تعاون المواطن الاردني من أهم الوسائل التي تعنى بإحباط مخططات الإرهاب، بالاضافه الى جيشنا العربي وأجهزتنا الأمنيّة القادرةٌ على التصدّي للخطر العسكريّ الأمني، فوعي المواطن الاردني بملاحقة الممارسات والتحركات المشبوهه والتبليغ عنها أمر أساسي لإحباط هذه المخططات، فالحرب ضد الارهاب ضرورة نخوضها دفاعا عن استمرارية الحياة بعزيمة وشرف، وهذا هو اليقين الحاسم لما أكده المشهد الذي تبلور مؤخرا بعد أحداث عملية الكرك.

ومن جهة أخرى نحن لا نستطيع مقارعة التحديات ان لم نقر بسلبياتنا وضعفنا أحيانا بدل من الإصرار على اقناع أنفسنا بأننا نموذجا للتكاتف والحريات السياسية.، فالتحديات التي تواجهنا باتت معقدة أكثر مما كانت عليه سابقا، فلأول مره يشعر الاردنييون بأن بلادهم جزء من هذا الإقليم المضطرب، وليس ولاية آمنة كما كانت سابقا.
وحول ذلك يسعني أن اتطرق لأهم نقطة الا وهي تكميم وسائل الاعلام بتصريحات مخفيه دون رقابة ذاتيه ، فلم يعد هناك تطبيق لقوانين الجرائم الالكترونية على المواطنين الذين يعبرون بما يجول في خاطرهم دون الأخذ بعين الاعتبار مدى خطورة هذا الانفتاح .فالاراء باتت تعج بها وسائل التواصل الاجتماعي دون رقيب حول القضايا السياسية والاجتماعيه والاقتصادية التي نحن بحاجة الى التروي أثناء الحديث عنها والا تفاقمت سلبيا، وذلك جاء في غياب رواية رسمية مقنعه تحدهم من التعبير العشوائي.
وهنا أقول .. كيف ننسى عام 2016 وهو العام الذي ضرب الإرهاب فيه الأردن ، كيف لا نستذكره وهو عام البطالة والضائقة الاقتصادية وارتفاع الأسعار والسلع والمحروقات، كيف ننساه وهو عام الشغب الجامعي، والجرائم الاجتماعيه وقتل النساء والاطفال، كيف ننساه وهو عام الخذلان وسقوط القيم والمبادىء وتصاعد الأزمات والمصاعب، كيف ننساه وهو عام التوحش في سورية والعراق واليمن وليبيا ، وغيرها الكثير من داخل القائمة السوداء غير المعهوده والتي تتفاقم من عام لعام .
وهذا العام الذي نستعجل رحيله ولهول ما شهده من فواجع وحوادث أليمة وسقوط طائرات واغتيال شخصيات بارزة وفيضانات وعواصف ، والأكثر التصاقا بالذاكرة عام ترامب دونالد وأفكاره الجديده التي لا نعرف مداها ،ربما نطمح أن يكون هذا العام خير وعطاء ، أمن وأمان ، بالرغم من أن الذاكره لا تنسى أنه عام الدماء والاستعصاء وعلى ما أعتقد هذا ما سيدونه البعض في سجلات أعوامهم الماضيه.
أخيرا اللهم اني استودعك سنة مضت وأن تبارك لنا في أيامنا القادمه لتكون أقل دموية بوطنية صناع القرار والمواطن والمسؤولين .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :