تشكيك إسرائيلي بدوافع واحتمالات تهجير الغزيين .. ونتنياهو شارك قبل سفره بصياغة خطة ترامب
عمان جو - فيما تبدو الحلبة السياسية في إسرائيل منسجمة مع موقف أغلبية الإسرائيليين (كما تدلل الاستطلاعات)، ومتشابهة حيال فكرة الرئيس الأمريكي ترامب بالاستيلاء على غزة وتهجير الغزيين، تواصل أوساط غير رسمية التشكيك فيها وبدوافعها وإمكانية تطبيقها، محذرة من تبعاتها، خصوصًا على مستقبل الصفقة، والعلاقات مع دول الجوار، وحالة الاستقرار في الأردن. وتكشف مصادر إسرائيلية بالتلميح أن نتنياهو كان شريكًا في “خطة ترامب”.
يرى الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب تشاك فرايليخ وإلداد شافيط أن إعلان الرئيس ترامب يمثل انقلابًا تاريخيًا على عقود من التصورات الدبلوماسية السائدة.
ويقولان في مقال مشترك: “العقبات العملية التي تعترض خطة ترامب، والتي لا يمكن تجاوزها، موجودة لدى الفلسطينيين أنفسهم، وخصوصًا الغزيين، والعالم العربي عمومًا، وفي الساحة الدولية” .
يرى باحثان إسرائيليان أن إعلان ترامب يمثل انقلابًا تاريخيًا على عقود من التصورات الدبلوماسية السائدة
ويتابعان: “حتى داخل الولايات المتحدة نفسها، هناك معارضة شرسة للخطة. والقضية لا تتعلق فقط بجدوى مشروع عقاري هائل، بل تتعلق بمعتقدات أساسية للفلسطينيين، وللعالم العربي، وأيضًا بالمبادئ التي وُضعت حتى الآن لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني” .
وفي هذا السياق، يقولان: “صحيح أن ترامب يفكر خارج الصندوق، ويحاول إيجاد حلول خلاقة لمشكلات فشل التفكير الدبلوماسي في حلها لعقود، ومع ذلك، تدل هذه المبادرة، التي من المحتمل أنها لم تستند إلى عمل طواقم من الموظفين، على إيمانه بأن إنجازات عودته إلى البيت الأبيض والقوة التي يظهرها منذ ذلك الحين، ستساعدانه على فرض رغباته وتحويلها إلى سياسة معتمدة”.
ويحذر الباحثان الإسرائيليان من أن هذه المبادرة تنطوي على مخاطر، ففي المدى القصير، قد تُلحق الضرر بتنفيذ صفقة المخطوفين، وفي المدى البعيد، قد يؤدي فشلها إلى مفاقمة عدم الاستقرار الإقليمي. لكن في المقابل، قد تدفع الطرفين إلى إعادة فحص المواقف الراسخة، وربما تؤدي إلى تقويض النظام بصورة دراماتيكية، أو حتى تفتح آفاقًا جديدة.
عنزة سوداء في الغرفة
ويرى المحلل البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم بارنياع، اليوم الجمعة، أن فكرة ترامب مفيدة لنتنياهو، كونها تحظى بدعم أغلبية الإسرائيليين، وتساعده في تثبيت ائتلافه الحاكم. لاحقًا، قد تتيح للسعودية الزعم بأنها لعبت دورًا في إلغاء الترانسفير، ما يمهد الطريق نحو التطبيع مع إسرائيل وتحقيق أهدافها في واشنطن.
ويقول بارنياع إن ما يجري يشبه قصة إدخال عنزة سوداء إلى غرفة شخص كان يطالب بأمور لا يقبلها خصمه، ليتم لاحقًا مساومته على الرضا مقابل إخراج هذه العنزة.
متطابقًا مع عائلات المحتجزين، وعدد كبير من المراقبين الإسرائيليين، ينبه بارنياع إلى أن دعم ترامب لنتنياهو بهذا الشكل سيشجعه على طرح شروط جديدة عشية انطلاق المرحلة الثانية من الصفقة مع حركة “حماس”، لأن توقفها يضمن له عودة بن غفير للحكومة، ويفتح الباب أمام استئناف الحرب على غزة.
أما زميله أيال نداف، المحلل السياسي في الصحيفة ذاتها، فيكتب في مقال بعنوان “العصي والجزر” أن خطة ترامب هزّت العالم، وأثارت مشاعر معظم الإسرائيليين، لكنها تفتقر إلى التفاصيل.
ويحذر من أن إهمال المخطوفين وتركهم لمصائرهم داخل القطاع، وتجديد الحرب، سيؤديان إلى إضافة مرعبة لإسرائيل. ويوضح: “المزيد من جنود الاحتياط لن يلتزموا بأداء الخدمة العسكرية عندئذ، بسبب دوس “عدالة الطريق”. مع كل الاحترام لخطة ترامب، فنحن بحاجة إلى سياسات تخرجنا من الوحل، وليس إلى قيادة تعيدنا إليه”.
أما سيما كادمون، المحللة المتخصصة في الشؤون الأمريكية، فتشير إلى أنه رغم الحماس والانفعال بعد تصريح ترامب، يدرك نتنياهو أنها لن تتحقق، لكنه يستفيد منها لاجتياز عدة تحديات تهدد مستقبل حكومته، مثل قانون الموازنة العامة الشهر المقبل، وقانون تجنيد اليهود الأرثوذكس (الحريديم)، الذي يثير خلافات عميقة حتى داخل الائتلاف الحاكم.
تعطيل الصفقة
ويؤكد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، أن تصريحات ترامب تمثل “خطة مقنعة غير حقيقية”، موضحًا أنه بعد احتفالات اليمين، لن يتبقى من خطة ترامب سوى مبادئ بايدن، وأنه يأمل، عبر فكرته المتطرفة وصعبة التطبيق، في إجبار الفلسطينيين والدول العربية على البحث عن بديل مقبول لديه.
ويضيف: “عمليًا، يبدو أن النقاش سيعود في النهاية إلى الأفكار الأصلية التي بحثت في فترة بايدن. المعنى الفوري لذلك سنشعر به هنا: تبقى أقل من ثلاثة أسابيع لإنهاء المرحلة الأولى من الصفقة، وبعد ذلك، وفي ظل غياب اتفاق، ستواصل الأطراف البحث عن حل خلال وقف النار”.
تسرّب بيئة نتنياهو منذ الآن أنه يرغب في تمديد المرحلة الأولى عبر نبضات صغيرة من التبادل، لتجنب المرحلة الثانية، التي تتضمن الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل بقية الرهائن، بالإضافة إلى إخلاء ممر فيلادلفيا، وعمليًا الانسحاب الكامل من القطاع.
سيما كادمون: يدرك نتنياهو أن خطة ترامب لن تتحقق، لكنه يستفيد منها لاجتياز عدة تحديات تهدد مستقبل حكومته
في هذا السياق، ورغم إشادة نتنياهو بفكرة ترامب واعتبارها “أفضل فكرة سمعها”، تنقل وسائل إعلام عبرية عن ضباط إسرائيليين كبار تأكيدهم أن “حماس” لا تزال تسيطر على القطاع، ولن تسمح للغزيين بالمغادرة.
كما تنقل “يديعوت أحرونوت” عن مقربين من نتنياهو قولهم إن انطباعهم هو أن نتنياهو معنيٌّ بإطالة المرحلة الأولى من الصفقة، والإفراج عن المزيد من المخطوفين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
ومع ذلك، تنقل الصحيفة عن مقربين من نتنياهو تأكيدهم أنه يصرّ على وضع شروط للمرحلة الثانية من الصفقة، تشمل نزع سلاح غزة، والإفراج عن جميع المخطوفين، وإجلاء قادة “حماس”، وعدم تدخلها في إعادة إعمار القطاع.
وتضيف الصحيفة: “يتبنى نتنياهو خطة التهجير، ومقربون منه يلمحون إلى أنه كان شريكًا في صياغتها قبل سفره إلى واشنطن، من خلال وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومته، رون درمر”.
وتنطق بلسان عائلات المخطوفين هداس كلاين، قريبة أحد الرهائن، التي صرحت اليوم قائلة: “ريفييرا ترامب في غزة ستقبر المخطوفين وهم أموات”.
يرى الباحثان في معهد دراسات الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب تشاك فرايليخ وإلداد شافيط أن إعلان الرئيس ترامب يمثل انقلابًا تاريخيًا على عقود من التصورات الدبلوماسية السائدة.
ويقولان في مقال مشترك: “العقبات العملية التي تعترض خطة ترامب، والتي لا يمكن تجاوزها، موجودة لدى الفلسطينيين أنفسهم، وخصوصًا الغزيين، والعالم العربي عمومًا، وفي الساحة الدولية” .
يرى باحثان إسرائيليان أن إعلان ترامب يمثل انقلابًا تاريخيًا على عقود من التصورات الدبلوماسية السائدة
ويتابعان: “حتى داخل الولايات المتحدة نفسها، هناك معارضة شرسة للخطة. والقضية لا تتعلق فقط بجدوى مشروع عقاري هائل، بل تتعلق بمعتقدات أساسية للفلسطينيين، وللعالم العربي، وأيضًا بالمبادئ التي وُضعت حتى الآن لحل النزاع الإسرائيلي- الفلسطيني” .
وفي هذا السياق، يقولان: “صحيح أن ترامب يفكر خارج الصندوق، ويحاول إيجاد حلول خلاقة لمشكلات فشل التفكير الدبلوماسي في حلها لعقود، ومع ذلك، تدل هذه المبادرة، التي من المحتمل أنها لم تستند إلى عمل طواقم من الموظفين، على إيمانه بأن إنجازات عودته إلى البيت الأبيض والقوة التي يظهرها منذ ذلك الحين، ستساعدانه على فرض رغباته وتحويلها إلى سياسة معتمدة”.
ويحذر الباحثان الإسرائيليان من أن هذه المبادرة تنطوي على مخاطر، ففي المدى القصير، قد تُلحق الضرر بتنفيذ صفقة المخطوفين، وفي المدى البعيد، قد يؤدي فشلها إلى مفاقمة عدم الاستقرار الإقليمي. لكن في المقابل، قد تدفع الطرفين إلى إعادة فحص المواقف الراسخة، وربما تؤدي إلى تقويض النظام بصورة دراماتيكية، أو حتى تفتح آفاقًا جديدة.
عنزة سوداء في الغرفة
ويرى المحلل البارز في صحيفة “يديعوت أحرونوت” ناحوم بارنياع، اليوم الجمعة، أن فكرة ترامب مفيدة لنتنياهو، كونها تحظى بدعم أغلبية الإسرائيليين، وتساعده في تثبيت ائتلافه الحاكم. لاحقًا، قد تتيح للسعودية الزعم بأنها لعبت دورًا في إلغاء الترانسفير، ما يمهد الطريق نحو التطبيع مع إسرائيل وتحقيق أهدافها في واشنطن.
ويقول بارنياع إن ما يجري يشبه قصة إدخال عنزة سوداء إلى غرفة شخص كان يطالب بأمور لا يقبلها خصمه، ليتم لاحقًا مساومته على الرضا مقابل إخراج هذه العنزة.
متطابقًا مع عائلات المحتجزين، وعدد كبير من المراقبين الإسرائيليين، ينبه بارنياع إلى أن دعم ترامب لنتنياهو بهذا الشكل سيشجعه على طرح شروط جديدة عشية انطلاق المرحلة الثانية من الصفقة مع حركة “حماس”، لأن توقفها يضمن له عودة بن غفير للحكومة، ويفتح الباب أمام استئناف الحرب على غزة.
أما زميله أيال نداف، المحلل السياسي في الصحيفة ذاتها، فيكتب في مقال بعنوان “العصي والجزر” أن خطة ترامب هزّت العالم، وأثارت مشاعر معظم الإسرائيليين، لكنها تفتقر إلى التفاصيل.
ويحذر من أن إهمال المخطوفين وتركهم لمصائرهم داخل القطاع، وتجديد الحرب، سيؤديان إلى إضافة مرعبة لإسرائيل. ويوضح: “المزيد من جنود الاحتياط لن يلتزموا بأداء الخدمة العسكرية عندئذ، بسبب دوس “عدالة الطريق”. مع كل الاحترام لخطة ترامب، فنحن بحاجة إلى سياسات تخرجنا من الوحل، وليس إلى قيادة تعيدنا إليه”.
أما سيما كادمون، المحللة المتخصصة في الشؤون الأمريكية، فتشير إلى أنه رغم الحماس والانفعال بعد تصريح ترامب، يدرك نتنياهو أنها لن تتحقق، لكنه يستفيد منها لاجتياز عدة تحديات تهدد مستقبل حكومته، مثل قانون الموازنة العامة الشهر المقبل، وقانون تجنيد اليهود الأرثوذكس (الحريديم)، الذي يثير خلافات عميقة حتى داخل الائتلاف الحاكم.
تعطيل الصفقة
ويؤكد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هارئيل، أن تصريحات ترامب تمثل “خطة مقنعة غير حقيقية”، موضحًا أنه بعد احتفالات اليمين، لن يتبقى من خطة ترامب سوى مبادئ بايدن، وأنه يأمل، عبر فكرته المتطرفة وصعبة التطبيق، في إجبار الفلسطينيين والدول العربية على البحث عن بديل مقبول لديه.
ويضيف: “عمليًا، يبدو أن النقاش سيعود في النهاية إلى الأفكار الأصلية التي بحثت في فترة بايدن. المعنى الفوري لذلك سنشعر به هنا: تبقى أقل من ثلاثة أسابيع لإنهاء المرحلة الأولى من الصفقة، وبعد ذلك، وفي ظل غياب اتفاق، ستواصل الأطراف البحث عن حل خلال وقف النار”.
تسرّب بيئة نتنياهو منذ الآن أنه يرغب في تمديد المرحلة الأولى عبر نبضات صغيرة من التبادل، لتجنب المرحلة الثانية، التي تتضمن الإفراج عن آلاف الأسرى الفلسطينيين مقابل بقية الرهائن، بالإضافة إلى إخلاء ممر فيلادلفيا، وعمليًا الانسحاب الكامل من القطاع.
سيما كادمون: يدرك نتنياهو أن خطة ترامب لن تتحقق، لكنه يستفيد منها لاجتياز عدة تحديات تهدد مستقبل حكومته
في هذا السياق، ورغم إشادة نتنياهو بفكرة ترامب واعتبارها “أفضل فكرة سمعها”، تنقل وسائل إعلام عبرية عن ضباط إسرائيليين كبار تأكيدهم أن “حماس” لا تزال تسيطر على القطاع، ولن تسمح للغزيين بالمغادرة.
كما تنقل “يديعوت أحرونوت” عن مقربين من نتنياهو قولهم إن انطباعهم هو أن نتنياهو معنيٌّ بإطالة المرحلة الأولى من الصفقة، والإفراج عن المزيد من المخطوفين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
ومع ذلك، تنقل الصحيفة عن مقربين من نتنياهو تأكيدهم أنه يصرّ على وضع شروط للمرحلة الثانية من الصفقة، تشمل نزع سلاح غزة، والإفراج عن جميع المخطوفين، وإجلاء قادة “حماس”، وعدم تدخلها في إعادة إعمار القطاع.
وتضيف الصحيفة: “يتبنى نتنياهو خطة التهجير، ومقربون منه يلمحون إلى أنه كان شريكًا في صياغتها قبل سفره إلى واشنطن، من خلال وزير الشؤون الإستراتيجية في حكومته، رون درمر”.
وتنطق بلسان عائلات المخطوفين هداس كلاين، قريبة أحد الرهائن، التي صرحت اليوم قائلة: “ريفييرا ترامب في غزة ستقبر المخطوفين وهم أموات”.
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات