عمان جو-أثارت واقعة مروعة انتشرت على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مصر موجة غضب واستنكار عارمة، بعد ظهور مقطع فيديو يوثق اعتداء أب بوحشية على طفله داخل شرفة منزله في مدينة الإسكندرية.

تُظهر اللقطات المروعة الأب وهو يعلق ابنه عاريًا خارج شرفة الشقة السكنية بمنطقة سيدي بشر، حيث قيّد ذراعي الطفل بطريقة قاسية، ثم أقدم على إطفاء أعقاب السجائر في جسده، متجاهلاً بكاءه واستغاثات الجيران الذين صُدموا من هذا المشهد البشع.

تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الفيديو على نطاق واسع، مطالبين بسرعة تدخل السلطات المصرية لحماية الطفل وتوقيع أقصى العقوبات على الأب الجاني. ورجح العديد من المعلقين أن يكون الأب قد ارتكب فعلته الشنيعة تحت تأثير المخدرات، بينما أكد آخرون أن ما حدث يمثل جريمة مكتملة الأركان لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال.

من جانبها، تحركت النيابة العامة المصرية على الفور وباشرت تحقيقاتها العاجلة فور تلقي البلاغات حول الواقعة، حيث يواجه الأب اتهامات خطيرة تتعلق بتعريض حياة قاصر للخطر وممارسة العنف الأسري.

كما أعلن المجلس القومي للطفولة والأمومة عن تقدمه ببلاغ رسمي إلى الجهات المختصة، مؤكدًا متابعته الدقيقة لحالة الطفل بالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية لضمان سلامته النفسية والجسمية وتقديم كافة أوجه الدعم اللازم له.

ووفقًا للتقارير الأولية، لم يتعرض الطفل لإصابات جسدية بالغة تهدد حياته، إلا أنه يخضع حاليًا لفحوصات طبية شاملة وتقييم نفسي واجتماعي دقيق لتحديد وضعه الصحي وتأثير هذه التجربة المؤلمة عليه. في الوقت نفسه، زعم الأب أثناء التحقيقات الأولية أن ما قام به كان بدافع "تأديب ابنه".

وأكد المجلس القومي للطفولة والأمومة أنه سيتابع عن كثب كافة مستجدات القضية، مع دراسة إمكانية نقل الطفل إلى دار رعاية آمنة في حال ثبت وجود أي مخاطر محتملة من بقائه مع أسرته، مع توفير الدعم النفسي المتخصص لمساعدة الطفل على تجاوز الآثار الصعبة لهذه التجربة القاسية.