عمان جو - ذكرت مصادر مطلعة لـ “القدس العربي” أن جولة المباحثات التي أجراها وفد رفيع من حركة حماس، يضم المجلس القيادي للحركة في مصر لم تنته، وأن هناك اتصالات يجريها الوسطاء في هذا الوقت، بهدف التوصل إلى صيغة توافقية، تنهي الحرب على غزة، في الوقت الذي تتشاور فيه أيضا فصائل المقاومة فيما بينها، حول هذا الملف.

استمرار الاتصالات

ووفق المعلومات المتوفرة، جرى خلال اللقاءات التي عقدت في القاهرة، مع وفد حماس القيادي، الذي ضم محمد درويش رئيس مجلس الشورى ورئيس المجلس القيادي للحركة وأعضاء المجلس خالد مشعل وخليل الحية وزاهر جبارين، ونزار عوض الله، مناقشة واسعة لملف التهدئة، وكل ما يحيط بالملف من أفكار وآراء، والطرق الكفيلة بإنهاء الحرب، وكذلك مستقبل الحكم في قطاع غزة، من خلال تشكيل لجنة إدارية تكلف بالأمر، وفقا للخطة المصرية التي قدمت سابقا.

كما عرض من جديد وفد حركة حماس، خطة الحركة القائمة على “الصفقة الكاملة” التي تنفذ مرة واحدة، بحيث تطلق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، مقابل عدد يجري الاتفاق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وبينهم الأسرى المحكومون بأحكام عالية، ومقابل الإعلان عن وقف كامل للحرب على غزة، والتوجه بعد تشكيل اللجنة الإدارية التي توكل لها مهام إدارة القطاع، صوب مرحلة الإعمار.

لغاية اللحظة، ورغم مطالبات الوسطاء والعديد من الأطراف الدولية التي دخلت على الخط مؤخرا، ترفض حكومة اليمين في إسرائيل قطع أي تعهد بإيقاف كامل للحرب على غزة

ولغاية اللحظة، ورغم مطالبات الوسطاء والعديد من الأطراف الدولية التي دخلت على الخط مؤخرا، ترفض حكومة اليمين في إسرائيل قطع أي تعهد بإيقاف كامل للحرب على غزة، ولا تزال تتحدث وفقا للمصادر عن صفقة جزئية، يجري خلالها تحسين أكثر على بنود إغاثة السكان، مما كانت عليه في مرحلة التهدئة الأولى التي انتهت يوم 2 مارس الماضي، والتي تلاها في 18 مارس بسبب الرفض الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية من التهدئة، عودة العدوان الحربي ضد قطاع غزة.

وبالعودة إلى اللقاءات التي عقدها وفد حماس، فقد استمع إلى آخر الطروحات الإسرائيلية للتهدئة، والتي نقلها مسؤولون كبار في تل أبيب للوسطاء، فيما لم تستبعد المصادر المطلعة أن يعود قياديون من الحركة من جديد إلى مصر، بعد إجراء مشاورات داخلية في الحركة ومع فصائل المقاومة، من أجل مناقشة التطورات الحاصلة.

والجدير ذكره أن زيارة وفد حماس القيادي للقاهرة، لم تدم إلا لساعات، حيث وصل الوفد فجرا، وغادر مساء السبت.

وقالت الحركة في بيان أصدرته إن وفدها برئاسة درويش رئيس المجلس القيادي للحركة وعضوية باقي أعضاء المجلس غادر العاصمة المصرية القاهرة، “بعد أن أجرى محادثات ومشاورات مكثفة مع المسؤولين المصريين تناولت الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب العدوانية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة وكافة القضايا ذات الصلة”.

وقالت إن الوفد استعرض رؤية الحركة للوصول إلى “صفقة شاملة”، تحقق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والإغاثة والاعمار.


تهديد إسرائيلي

ولوحظ أن الضغط العسكري الإسرائيلي يتواصل منذ بدء الوسطاء في طرح خطة التهدئة الجديدة، والتي صوحبت بتوسيع أيضا رقعة النزوح القسري لسكان القطاع، بإصدار جيش الاحتلال أوامر إخلاء جديدة، ودفع السكان للإقامة في مناطق لا توجد فيها أي مقومات للحياة.

وما يدلل على ذلك، ما أعلنه جيش الاحتلال مع انتهاء جولة مباحثات حركة حماس في القاهرة، حين أعلن بأنه خلال الـ48 ساعة المنصرمة، تم قصف 120 هدفا إضافيا في قطاع غزة، وأن هجماتها أسفرت عن مقتل 400 فلسطيني.

كما كشف جيش الاحتلال أنه يستعد لـ “مناورات أوسع نطاقا”، وتعبئة جديدة لقوات الاحتياط، من خلال خطة تقوم على تعزيز وضع قواته وتوسيع المناورات البرية وتكثيف الضربات.

وأكدت تقارير عبرية أن جيش الاحتلال يسعى لتوسيع رقعة الهجمات، في حال لم يحدث تقدم في المفاوضات الرامية للتوصل إلى تهدئة، ما يعني لجوء إسرائيل للضغط العسكري لتمرير خطتها.