ردودك “المنتقاة” أشبه بـ”مقال شعبي” .. لنتنياهو: لماذا ترى في “لجنة التحقيق” وحشاً؟
عمان جو - من معرفة وصلت رئيس الحكومة بالحقيقة، لا مناص من القول بأنه ما لم يثبت العكس فإن نتنياهو كذاب ومتحايل وجشع. هو يكذب، يشوه، يحرّف ويتملق، في الخطابات والتصريحات والأفلام، وأيضاً -ليحفظنا الله- في توقيعه في المحكمة.
في حينه، وقع على اتفاق ائتلافي مع غانتس، وخرقه قبل أن يجف الحبر. هو يكذب على المحكمة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع؛ فمثلما شهد بأنه لم يطلب هدايا من أرنون ملتشن، خلافاً لشهادات هداس كلاين وملتشن نفسه، الذي كما نذكر كان يئن اقتصادياً (ونفسياً) واضطر إلى التوجه إلى الملياردير جيمس فاكر كي يوافق ويشاركه في تحمل العبء، هو الآن بتوقيعه على التصريح المشفوع بالقسم، لا دليل واضحاً على قوله للحقيقة.
التصريح الذي وقع عليه رئيس الحكومة ليس وثيقة قانونية، بل بيان للصحافة، يظهر مثل مقالات شعبية. مع التشديد، والتأكيد والشتائم، وكأنها مكتوبة معاً على يد شلومو قرعي وتالي غوتلب. وكما هي عادته، يستخدم نتنياهو أيضاً هذه الأداة لحرف الانتباه والتحريض. وحتى لا يحدث سوء فهم لدى هيئة القضاة، فقد هدد أمس في اجتماع الحكومة، وقال: “إذا ألغت المحكمة قرار الإقالة فسنجتمع ونقرر ما يجب فعله في هذا الشأن”.
المتحدثون بلسان نتنياهو في وسائل الإعلام قالوا إن التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه يدمر ادعاءات بار
المتحدثون بلسانه في وسائل الإعلام قالوا إن التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه يدمر ادعاءات بار. هم اعتمدوا على أجزاء من المحاضر، التي اختار فيها رئيس الحكومة، بخطوة متسرعة وغير مسؤولة (حتى لو كانت قانونية)، أن يكشفها. السؤال هو: ما الذي لم يكشفه. نصف الحقيقة أو الحقائق الانتقائية كلها أقرب إلى الكذب.
وجد الخداع تعبيره في أجزاء من التصريح المشفوع بالقسم. مثلاً، عدد المرات التي طلب فيها رونين بار منه التحدث معه على انفراد، ومقابل المرات التي طلبها نتنياهو. يبدو أن عدد الطلبات النسبي لبار، يثبت بأن نتنياهو لم يطلب منه الخضوع لرئيس الحكومة أو المحكمة العليا، في حالة وجود أزمة دستورية. هذا بطبيعة الحال لا يثبت شيئاً. إضافة إلى ذلك، يمتنع نتنياهو، وأنا أسأل لماذا، عن نفي وجود هذا الطلب بشكل قاطع. يبدو أن لديه حدوداً أيضاً.
جزء كبير من التصريح المشفوع بالقسم يخصصه رئيس الحكومة لفشل 7 أكتوبر، الذي يلقيه كله بالطبع على “الشاباك”. هو يتهم بار بعمى مطلق طوال مسيرته. بار نفسه اعترف بذلك في التحقيق الذي أجراه الجهاز، بكلمات حادة لا تحمل أكثر من معنى. لا خلاف حول مسؤولية “أكبر فشل استخباري في تاريخ اسرائيل”، كما أكد نتنياهو. ولكن أين كان هو؟ أين اختفى رئيس الحكومة المخضرم والأكثر تجربة في تاريخ إسرائيل، “السيد أمن”، الذي كان “أول من لاحظ”؟ هل صعب الأمر، هل وجه أسئلة، هل تحدى، هل طلب من السياسي تساحي هنغبي أن يأمر مجلس الأمن القومي بتقديم ورقة تعويذة، أو أرسل رئيس الموساد يوسي كوهين إلى القطريين للتوسل إليهم لإغراق القطاع بالأموال، ثم شراء السلام والهدوء، وفي الوقت نفسه، العمل على إضعاف السلطة الفلسطينية؟
الوثائق التي ظهرت في التصريح بخصوص دور “الشاباك” في فشل 7 أكتوبر، هي بالفعل الوثيقة الأولى الرسمية التي تفسر موقف رئيس الحكومة من الأشهر السابقة والليلة المصيرية. ليس “الشاباك” وحده هو الذي فشل، بل الجيش ورئيس الأركان وهيئة الأركان كذلك. إذا كانت هذه هي الحال، فلماذا يكاد نتنياهو ينتحر لمنع تشكيل لجنة التحقيق الرسمية؟ من المفروض أن تبرئه من التهمة وتخرجه مع وسام. ما الذي يخاف منه كثيراً؟
محاولة طرح نفسه كطفل مأسور، وأنه لم يعرف كيف يسأل، أمر مثير للشفقة. وهذا ما تبينه الرسالة عندما قال فيها إنه فقد الثقة برئيس “الشاباك” بسبب فشله عشية 7 أكتوبر. في نهاية المطاف، نتنياهو مدح بار عدة مرات أثناء الحرب، وعلى الفور بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالنت، اتصل معه ومع هرتسي هليفي، وقال إنه لا ينوي إقالتهما، وإنه يثق بهما.
التناقض بين رواية هذين الصقرين كبير. لا طريقة للتسوية بينهما إلا من خلال تحقيق مضاد لنتنياهو وبار في المحكمة العليا، وهو الإجراء النادر جداً، في تحقيق شرطي أو عن طريق لجنة تحقيق رسمية. هذه اللجنة مخولة بالاطلاع على كل البروتوكولات وليس مقاطع انتقائية أو متحيزة. تستطيع هذه اللجنة التوصل إلى نتيجة واحدة قاطعة، لا تقبل الجدل. بار مع، هليفي مع، غالنت مع، ومن الذي هو ضد؟
في حينه، وقع على اتفاق ائتلافي مع غانتس، وخرقه قبل أن يجف الحبر. هو يكذب على المحكمة مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع؛ فمثلما شهد بأنه لم يطلب هدايا من أرنون ملتشن، خلافاً لشهادات هداس كلاين وملتشن نفسه، الذي كما نذكر كان يئن اقتصادياً (ونفسياً) واضطر إلى التوجه إلى الملياردير جيمس فاكر كي يوافق ويشاركه في تحمل العبء، هو الآن بتوقيعه على التصريح المشفوع بالقسم، لا دليل واضحاً على قوله للحقيقة.
التصريح الذي وقع عليه رئيس الحكومة ليس وثيقة قانونية، بل بيان للصحافة، يظهر مثل مقالات شعبية. مع التشديد، والتأكيد والشتائم، وكأنها مكتوبة معاً على يد شلومو قرعي وتالي غوتلب. وكما هي عادته، يستخدم نتنياهو أيضاً هذه الأداة لحرف الانتباه والتحريض. وحتى لا يحدث سوء فهم لدى هيئة القضاة، فقد هدد أمس في اجتماع الحكومة، وقال: “إذا ألغت المحكمة قرار الإقالة فسنجتمع ونقرر ما يجب فعله في هذا الشأن”.
المتحدثون بلسان نتنياهو في وسائل الإعلام قالوا إن التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه يدمر ادعاءات بار
المتحدثون بلسانه في وسائل الإعلام قالوا إن التصريح المشفوع بالقسم الذي قدمه يدمر ادعاءات بار. هم اعتمدوا على أجزاء من المحاضر، التي اختار فيها رئيس الحكومة، بخطوة متسرعة وغير مسؤولة (حتى لو كانت قانونية)، أن يكشفها. السؤال هو: ما الذي لم يكشفه. نصف الحقيقة أو الحقائق الانتقائية كلها أقرب إلى الكذب.
وجد الخداع تعبيره في أجزاء من التصريح المشفوع بالقسم. مثلاً، عدد المرات التي طلب فيها رونين بار منه التحدث معه على انفراد، ومقابل المرات التي طلبها نتنياهو. يبدو أن عدد الطلبات النسبي لبار، يثبت بأن نتنياهو لم يطلب منه الخضوع لرئيس الحكومة أو المحكمة العليا، في حالة وجود أزمة دستورية. هذا بطبيعة الحال لا يثبت شيئاً. إضافة إلى ذلك، يمتنع نتنياهو، وأنا أسأل لماذا، عن نفي وجود هذا الطلب بشكل قاطع. يبدو أن لديه حدوداً أيضاً.
جزء كبير من التصريح المشفوع بالقسم يخصصه رئيس الحكومة لفشل 7 أكتوبر، الذي يلقيه كله بالطبع على “الشاباك”. هو يتهم بار بعمى مطلق طوال مسيرته. بار نفسه اعترف بذلك في التحقيق الذي أجراه الجهاز، بكلمات حادة لا تحمل أكثر من معنى. لا خلاف حول مسؤولية “أكبر فشل استخباري في تاريخ اسرائيل”، كما أكد نتنياهو. ولكن أين كان هو؟ أين اختفى رئيس الحكومة المخضرم والأكثر تجربة في تاريخ إسرائيل، “السيد أمن”، الذي كان “أول من لاحظ”؟ هل صعب الأمر، هل وجه أسئلة، هل تحدى، هل طلب من السياسي تساحي هنغبي أن يأمر مجلس الأمن القومي بتقديم ورقة تعويذة، أو أرسل رئيس الموساد يوسي كوهين إلى القطريين للتوسل إليهم لإغراق القطاع بالأموال، ثم شراء السلام والهدوء، وفي الوقت نفسه، العمل على إضعاف السلطة الفلسطينية؟
الوثائق التي ظهرت في التصريح بخصوص دور “الشاباك” في فشل 7 أكتوبر، هي بالفعل الوثيقة الأولى الرسمية التي تفسر موقف رئيس الحكومة من الأشهر السابقة والليلة المصيرية. ليس “الشاباك” وحده هو الذي فشل، بل الجيش ورئيس الأركان وهيئة الأركان كذلك. إذا كانت هذه هي الحال، فلماذا يكاد نتنياهو ينتحر لمنع تشكيل لجنة التحقيق الرسمية؟ من المفروض أن تبرئه من التهمة وتخرجه مع وسام. ما الذي يخاف منه كثيراً؟
محاولة طرح نفسه كطفل مأسور، وأنه لم يعرف كيف يسأل، أمر مثير للشفقة. وهذا ما تبينه الرسالة عندما قال فيها إنه فقد الثقة برئيس “الشاباك” بسبب فشله عشية 7 أكتوبر. في نهاية المطاف، نتنياهو مدح بار عدة مرات أثناء الحرب، وعلى الفور بعد إقالة وزير الدفاع يوآف غالنت، اتصل معه ومع هرتسي هليفي، وقال إنه لا ينوي إقالتهما، وإنه يثق بهما.
التناقض بين رواية هذين الصقرين كبير. لا طريقة للتسوية بينهما إلا من خلال تحقيق مضاد لنتنياهو وبار في المحكمة العليا، وهو الإجراء النادر جداً، في تحقيق شرطي أو عن طريق لجنة تحقيق رسمية. هذه اللجنة مخولة بالاطلاع على كل البروتوكولات وليس مقاطع انتقائية أو متحيزة. تستطيع هذه اللجنة التوصل إلى نتيجة واحدة قاطعة، لا تقبل الجدل. بار مع، هليفي مع، غالنت مع، ومن الذي هو ضد؟
تعليقات القراء
لا يوجد تعليقات




الرد على تعليق