إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • مقالات

  • قرار تأنيث الصفوف من الرابع حتى السادس: خطوة نحو بيئة تعليمية أكثر أمانًا ودفئًا

قرار تأنيث الصفوف من الرابع حتى السادس: خطوة نحو بيئة تعليمية أكثر أمانًا ودفئًا


عمان جو- د. رانيا بدر عبيدات / مشرفة تربوية .
في خطوة تُعد من أبرز معالم التطوير التربوي في الأردن، أصدرت وزارة التربية والتعليم قرارًا يقضي بتأنيث الصفوف من الرابع وحتى السادس في المدارس الحكومية. قرارٌ يعكس فهمًا عميقًا لخصوصية المرحلة العمرية التي يمر بها الطلبة، ويعزز البيئة العاطفية والنفسية الآمنة داخل الصفوف الدراسية.

تأتي هذه الخطوة انسجامًا مع توجهات الوزارة الرامية إلى تحسين جودة التعليم في سنوات الطفولة المتأخرة، وتوفير بيئة حاضنة تتيح للطلبة النمو بثقة واستقرار. فالمرأة المعلمة، بما تمتلكه من حسٍّ عالٍ بالرعاية والتفهم، تُعد أقدر على قراءة مشاعر الأطفال وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي إلى جانب التعليم الأكاديمي. وهذا ما يجعل قرار التأنيث في هذه الصفوف ليس فقط قرارًا تنظيميًا، بل رؤية تربوية مستقبلية تُعلي من شأن الطفولة وتحترم خصائصها.

لقد أثبتت الدراسات التربوية أن الأطفال، وخصوصًا في الأعمار من 9 إلى 12 عامًا، يستجيبون بصورة إيجابية للتواصل العاطفي والتشجيع اللفظي والاحتواء التربوي. وهذه مهارات لطالما تميزت بها المعلمات، مما يجعل وجودهن في هذه المراحل عاملًا داعمًا لرفع مستوى التحصيل الدراسي وتعزيز الانضباط الذاتي لدى الطلبة.

ثمار القرار: من التعليم إلى التكوين
إن تأنيث هذه الصفوف يفتح الباب واسعًا أمام إعادة تشكيل العلاقة بين المعلم والمتعلم لتكون أكثر دفئًا واحتواء. كما أنه يتيح الفرصة لتوفير نماذج أنثوية إيجابية أمام الطلبة من كلا الجنسين، ما يسهم في ترسيخ قيم الاحترام والمساواة والتعاون.

كذلك، فإن هذا التوجه يسهم في تمكين المرأة الأردنية في القطاع التربوي، ويفتح مزيدًا من فرص العمل للخريجات المؤهلات في تخصصات التربية والتعليم. وهي نقطة تحسب لصالح الوزارة التي باتت تنظر للتعليم بمنظور شمولي يربط بين جودة التعليم وتمكين المجتمع.

تحديات طبيعية لا تحجب الأثر الإيجابي
ومع ذلك، لا يمكن إغفال بعض التحديات الطبيعية التي قد تظهر في المراحل الأولى لتطبيق القرار. فبعض المدارس في المناطق النائية قد تواجه صعوبة في تأمين الكوادر النسائية المؤهلة، وقد يتطلب الأمر خططًا مرحلية وتدريبية لسد النقص المحتمل.

كذلك، قد تظهر بعض الأصوات المتحفظة من أولياء الأمور الذين اعتادوا النمط التقليدي المختلط في التعليم الأساسي، لكن هذه التحفظات غالبًا ما تتلاشى بمجرد أن يلمس الأهل أثر القرار على نفسية أبنائهم وهدوء بيئتهم الصفية.

ختامًا: تأنيث التعليم ليس عزلًا بل رعاية
في جوهره، لا يعني قرار تأنيث الصفوف عزلًا أو تفرقة، بل هو تصميم تربوي يضع مصلحة الطفل في المقام الأول، ويصوغ السياسات التعليمية وفقًا لما أثبتته التجربة والبحث من أفضل الممارسات.

إن وزارة التربية والتعليم، بهذا القرار، لا تمارس مجرد تنظيم إداري، بل تبني جيلًا في بيئة آمنة، تُصقل فيها المهارات، وتُصان فيها الكرامة النفسية للأطفال، وتُرعى فيها القلوب قبل العقول.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :