إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

احتفالات على أنقاض قطاع التأمين هل تحوّل مؤتمر العقبة إلى “رحلة سياحية" .. ؟


عمان جو- محرر الشؤون الاقتصادية
تعيش مدينة العقبة أجواء احتفالية صاخبة بمؤتمر العقبة 2025 الذي نظمه الاتحاد الأردني لشركات التأمين، وسط مشاهد من الفرح والليالي العامرة وكأن القطاع يعيش أزهى أيامه، غير أن الواقع مختلف تماماً. فخلف هذه الصورة البراقة تتراكم أسئلة عالقة حول واقع شركات التأمين وجدوى المؤتمرات التي تتكرر عاماً بعد عام دون أن تلامس جوهر الأزمة.

الحديث عن هذا المؤتمر يأتي في وقت حساس حيث تمر شركات التأمين الأردنية بأوضاع مالية مأساوية وبعضها بات على شفا التصفية في ظل تحديات متراكمة ومقلقة تتطلب وقفة جادة ونقاشاً صريحاً حول حلول حقيقية. ملف التأمين بات واحداً من أخطر الملفات الاقتصادية ومع ذلك تغيب المعالجة الجادة وتحضر المناسبات البروتوكولية.

عند التعمق في ميزانيات شركات التأمين المنشورة في بورصة عمان يصبح المشهد أكثر قتامة حيث الأرقام الصادمة والخسائر المتراكمة تصفع كل من يطّلع عليها حتى أن الشركات التي تتغنّى بأرباحها تخفي خلف الأرقام واقعاً مغايراً يجعل من تلك الأرباح مجرد عمليات تجميل محاسبية لا تعكس حقيقة أوضاعها.

رغم هذا الواقع تجاهل مؤتمر العقبة التطرق لهذه الأرقام ومعالجتها وغابت عن جلساته النقاشات الجادة حول انهيار شركات التأمين وتخليها عن رخصة الحياة الواحدة تلو الأخرى بسبب عجزها عن تلبية الشروط التنظيمية لتدخل بذلك في دائرة التصفية أو الوقوف على حافة الهاوية، منتظرة مصيرها المحتوم.

اللافت أن كلمات المشاركين في المؤتمر رسمت صورة وردية لقطاع التأمين باعتباره ركيزة من ركائز الاقتصاد الحديث وأداة لدعم الاستثمار إلا أن هذه التصريحات بدت بعيدة كل البعد عن الواقع المأساوي الذي تعيشه الشركات. فبعضها رفع الراية البيضاء بالفعل فيما تكافح أخرى في مسارات وعرة لا تجد فيها طريقاً للتقدم ولا مجالاً للعودة.

في الأثناء، تتصاعد تساؤلات حول ما تم إنجازه فعلياً في المؤتمر وهل اكتفى المشاركون بتبادل الصور والابتسامات على شواطئ العقبة أم أن هناك نتائج حقيقية ومعارف وتجارب يمكن البناء عليها؟ وهل تحقق المؤتمر أهدافه فعلاً أم تحوّل إلى رحلة سياحية بغطاء اقتصادي؟

وفي مشهد يتكرر مع كل دورة فشل القائمون على المؤتمر في فتح الأبواب أمام الإعلام المحلي مكتفين بدعوة دائرة ضيقة من الأصدقاء والمعارف مما أبقى النقاشات خلف جدار عازل لا يسمح بالاقتراب وكأن قضايا القطاع لا تعني سوى فئة محددة. هذا الإقصاء أعاد للأذهان تساؤلات حول جدية المؤتمر ورغبة منظميه في تعميم الفائدة لا الاكتفاء بتجميل الصورة.

ويبقى الأمل أن لا يكون مؤتمر العقبة 2025 مجرد مناسبة تسويقية بلا مضمون تردد فيها الشعارات الرنانة بعيداً عن نقاشات الجوهر دون امتلاك رؤية واضحة أو حلول واقعية لانتشال القطاع من أزماته العميقة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :