عمان جو – خاص

أثار مقطع فيديو متداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الغضب الشعبي بعد أن أظهر مجموعة من الفتية يقومون بنزع العلم الأردني من فوق أحد الجسور في العاصمة عمان ومن ثم إلقائه أرضًا بطريقة مستفزة وسط تساؤلات متزايدة حول خلفيات الحادثة ودوافعها وما إذا كانت تعكس تصرفًا فرديًا طائشًا أم توجهًا فكريًا يستدعي الوقوف عنده بجدية

الحادثة التي وقعت في وضح النهار دفعت مواطنين ونشطاء على مواقع التواصل للمطالبة بمحاسبة صارمة لمن أقدموا على هذا الفعل معتبرين أن الإساءة إلى العلم الأردني ليست تصرفًا عابرًا يمكن تبريره بصغر السن أو اللعب بل إهانة متعمدة لرمز وطني يجسد سيادة الدولة وكرامة شعبها

مصدر أمني أكد لـ عمان جو أن الجهات المعنية باشرت التحقيق في الحادثة وتم التعرف على الفتية المتورطين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وأوضح المصدر أن القضية ستتابع وفق القانون مع الأخذ بعين الاعتبار رمزية الفعل وخطورته

وفي المقابل أبدى عدد من الناشطين تخوفهم من أن يتم التهوين من الواقعة وتحويلها لاحقًا إلى قضية حقوقية خصوصًا في حال تبني بعض المنظمات أو التيارات السياسية للفتية المتورطين كما حدث في وقائع سابقة

محللون اعتبروا أن ما حدث لا يمكن فصله عن سياق ثقافي وتربوي يشهد تراجعًا في مفاهيم الانتماء والاحترام للرموز الوطنية مشددين على أن التربية الوطنية لم تعد كافية وحدها بل بات من الضروري إعادة ترسيخ مفاهيم الولاء والانتماء بشكل عملي داخل المدارس والمؤسسات والمنازل

الحادثة وإن بدت فردية فتحت نقاشًا أوسع حول ما إذا كانت مؤشرًا مبكرًا لسلوكيات قد تتطور إلى مواقف أكثر خطورة إذا لم يتم التعامل معها بالحزم والتوعية معًا فالعلم الذي يُلقى أرضًا اليوم قد يُستهدف معنويًا أو فعليًا غدًا إن لم يتم تدارك الأمر

ويبقى السؤال هل تكفي الإجراءات القانونية وحدها أم أننا أمام حالة تستدعي مواجهة أعمق مع أنماط فكرية باتت تستهين برموز الدولة دون خوف أو حساب