ماذا وراء الحراك الملكي الصاخب؟ تحليل يكشف ما لا يقال في الكواليس
عمان جو - شادي سمحان
تشير النشاطات المتتابعة للملك عبد الله الثاني خلال الأسابيع الأخيرة إلى أن الدولة الأردنية تدخل مرحلة جديدة عنوانها الحضور القيادي الفاعل وإعادة ضبط الإيقاع الوطني في مواجهة تحديات داخلية وإقليمية تتطلب وضوحاً في القرار وحسماً في الموقف فمن الميدان العسكري إلى الملف الاقتصادي وصولاً إلى التحرك الدبلوماسي المكثف ظهر الملك بصورة القائد الذي يختار أن يكون في الصف الأول لا في موقع المتابعة من بعيد وأن يقدّم رسائل مباشرة للداخل والخارج بأن الأردن قادر على حماية مصالحه وأن زمن التردد قد انتهى.
في المشهد العسكري كان حضور الملك في التمرين الليلي لوحدة أسود الهاشمية بمشاركة ولي العهد نقطة تحول مهمة تعكس يقظة الدولة واستعدادها لمواجهة أي تهديد وتمثل تأكيداً عملياً على أن الأمن الوطني ليس ملفاً تقليدياً بل أولوية تتقدم كل شيء المشهد الذي ظهر فيه ولي العهد داخل الميدان وتسلمه شارة سيف القوات الخاصة جاء بمثابة إعلان واضح بأن القيادة في الأردن تُصنع عبر الجهد والتجربة والتدريب وأن انتقال المسؤولية يتم على أرض صلبة لا عبر مراسم شكلية. في ظل بيئة إقليمية تتزايد فيها التحديات سواء على حدود المملكة أو في المنطقة المحيطة حرص الملك على إرسال رسالة واضحة بأن الجيش الأردني حاضر وقادر وأن الدولة لن تسمح لأي تهديد بأن يقترب من حدودها أو يستغل ظروف الإقليم للضغط على الأردن أو ابتزازه.
اقتصادياً جاءت الزيارات الملكية الميدانية للقطاع الصناعي وما رافقها من اجتماعات متابعة للتحديث الاقتصادي كجرس إنذار صريح للحكومة بأن العمل التقليدي لم يعد مقبولاً وأن خطة التحديث الاقتصادي ليست وثيقة تزين الأدراج بل مشروع دولة يجب أن ينعكس مباشرة على حياة المواطن من خلال تشغيل حقيقي وتحسين مستوى الدخل ودعم بيئة الاستثمار سقف التوقعات الملكي بدا أعلى من المعتاد ولغة الملك كانت مباشرة وشديدة الوضوح إذ حملت الرسالة بأن مرحلة التباطؤ قد انتهت وأن الأردن يحتاج إلى نتائج ملموسة وليس إلى مبررات أو تأجيلات أو تصريحات منمقة.
على صعيد السياسة الخارجية حافظ الملك على حضوره القوي في المحافل الدولية وكانت مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة مثالاً على الخطاب الواضح الذي يقدمه الأردن تجاه القضية الفلسطينية والملفات الإقليمية الملتهبة لم تكن المواقف التي قدمها الملك بروتوكولاً ديبلوماسياً بل كانت دفاعاً صريحاً عن مصالح الوطن ورفضاً لأي مشاريع أو ضغوط تمس الهوية الوطنية أو الأمن الأردني وفي وقت تتغير فيه معادلات المنطقة بسرعة كان لافتاً أن الأردن يتحرك من موقع الفعل لا من موقع رد الفعل وأنه يفرض صوته السياسي بثبات وعقلانية.
وعند جمع هذه النشاطات يمكن القول إن الأردن يقف اليوم أمام مرحلة إعادة تموضع داخلية وخارجية يقودها الملك بإيقاع سريع ورسائل قوية تعكس إدراكاً عميقاً لحجم التحديات التي تواجه البلاد. ما يجري ليس نشاطاً روتينياً بل إعادة تشكيل لأسلوب إدارة الدولة وترسيخ لنهج جديد قوامه الحسم والسرعة والإنجاز المواطن الأردني ينتظر نتائج وليس مشاهد بروتوكولية والرسائل الملكية الأخيرة تظهر بوضوح أن القيادة تشاركه هذا التطلع وأنها عازمة على تحويل كل خطوة وكل زيارة وكل توجيه إلى أثر مباشر يلمسه الناس على الأرض.
في المحصلة تقدم النشاطات الأخيرة صورة الأردن الواثق القادر على حماية أمنه والدفاع عن مواقفه وتحريك اقتصاده في ظروف صعبة ومعقدة. إنها مرحلة أكثر جرأة وأكثر وضوحاً تحمل في تفاصيلها استعداداً لواقع إقليمي جديد وتؤكد أن الأردن ليس دولة تنتظر ما يُفرض عليها بل دولة تفرض حضورها وتدافع عن موقعها وتتمسك بثوابتها مهما اشتدت العواصف من حولها.
عمان جو - شادي سمحان
تشير النشاطات المتتابعة للملك عبد الله الثاني خلال الأسابيع الأخيرة إلى أن الدولة الأردنية تدخل مرحلة جديدة عنوانها الحضور القيادي الفاعل وإعادة ضبط الإيقاع الوطني في مواجهة تحديات داخلية وإقليمية تتطلب وضوحاً في القرار وحسماً في الموقف فمن الميدان العسكري إلى الملف الاقتصادي وصولاً إلى التحرك الدبلوماسي المكثف ظهر الملك بصورة القائد الذي يختار أن يكون في الصف الأول لا في موقع المتابعة من بعيد وأن يقدّم رسائل مباشرة للداخل والخارج بأن الأردن قادر على حماية مصالحه وأن زمن التردد قد انتهى.
في المشهد العسكري كان حضور الملك في التمرين الليلي لوحدة أسود الهاشمية بمشاركة ولي العهد نقطة تحول مهمة تعكس يقظة الدولة واستعدادها لمواجهة أي تهديد وتمثل تأكيداً عملياً على أن الأمن الوطني ليس ملفاً تقليدياً بل أولوية تتقدم كل شيء المشهد الذي ظهر فيه ولي العهد داخل الميدان وتسلمه شارة سيف القوات الخاصة جاء بمثابة إعلان واضح بأن القيادة في الأردن تُصنع عبر الجهد والتجربة والتدريب وأن انتقال المسؤولية يتم على أرض صلبة لا عبر مراسم شكلية. في ظل بيئة إقليمية تتزايد فيها التحديات سواء على حدود المملكة أو في المنطقة المحيطة حرص الملك على إرسال رسالة واضحة بأن الجيش الأردني حاضر وقادر وأن الدولة لن تسمح لأي تهديد بأن يقترب من حدودها أو يستغل ظروف الإقليم للضغط على الأردن أو ابتزازه.
اقتصادياً جاءت الزيارات الملكية الميدانية للقطاع الصناعي وما رافقها من اجتماعات متابعة للتحديث الاقتصادي كجرس إنذار صريح للحكومة بأن العمل التقليدي لم يعد مقبولاً وأن خطة التحديث الاقتصادي ليست وثيقة تزين الأدراج بل مشروع دولة يجب أن ينعكس مباشرة على حياة المواطن من خلال تشغيل حقيقي وتحسين مستوى الدخل ودعم بيئة الاستثمار سقف التوقعات الملكي بدا أعلى من المعتاد ولغة الملك كانت مباشرة وشديدة الوضوح إذ حملت الرسالة بأن مرحلة التباطؤ قد انتهت وأن الأردن يحتاج إلى نتائج ملموسة وليس إلى مبررات أو تأجيلات أو تصريحات منمقة.
على صعيد السياسة الخارجية حافظ الملك على حضوره القوي في المحافل الدولية وكانت مشاركته في اجتماعات الأمم المتحدة مثالاً على الخطاب الواضح الذي يقدمه الأردن تجاه القضية الفلسطينية والملفات الإقليمية الملتهبة لم تكن المواقف التي قدمها الملك بروتوكولاً ديبلوماسياً بل كانت دفاعاً صريحاً عن مصالح الوطن ورفضاً لأي مشاريع أو ضغوط تمس الهوية الوطنية أو الأمن الأردني وفي وقت تتغير فيه معادلات المنطقة بسرعة كان لافتاً أن الأردن يتحرك من موقع الفعل لا من موقع رد الفعل وأنه يفرض صوته السياسي بثبات وعقلانية.
وعند جمع هذه النشاطات يمكن القول إن الأردن يقف اليوم أمام مرحلة إعادة تموضع داخلية وخارجية يقودها الملك بإيقاع سريع ورسائل قوية تعكس إدراكاً عميقاً لحجم التحديات التي تواجه البلاد. ما يجري ليس نشاطاً روتينياً بل إعادة تشكيل لأسلوب إدارة الدولة وترسيخ لنهج جديد قوامه الحسم والسرعة والإنجاز المواطن الأردني ينتظر نتائج وليس مشاهد بروتوكولية والرسائل الملكية الأخيرة تظهر بوضوح أن القيادة تشاركه هذا التطلع وأنها عازمة على تحويل كل خطوة وكل زيارة وكل توجيه إلى أثر مباشر يلمسه الناس على الأرض.
في المحصلة تقدم النشاطات الأخيرة صورة الأردن الواثق القادر على حماية أمنه والدفاع عن مواقفه وتحريك اقتصاده في ظروف صعبة ومعقدة. إنها مرحلة أكثر جرأة وأكثر وضوحاً تحمل في تفاصيلها استعداداً لواقع إقليمي جديد وتؤكد أن الأردن ليس دولة تنتظر ما يُفرض عليها بل دولة تفرض حضورها وتدافع عن موقعها وتتمسك بثوابتها مهما اشتدت العواصف من حولها.




الرد على تعليق