إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الكفاءات المفقودة… والنهج المستمر


عمان جو-أمجد العواملة
منذ قرن والحكومات الأردنية ترفع شعار “البحث عن الكفاءات”، لكن الواقع يكشف أن الكفاءات ليست سوى كلمة للاستهلاك الإعلامي. الوظائف تدور في حلقة مغلقة، ضمن منظومة متكاملة من مجموعة أشخاص، كأن الأردن لا يملك غيرهم، وكأن الشعب كله مجرد جمهور يتفرج على مسرحية تتكرر بلا نهاية.

هؤلاء الأشخاص لا يحتاجون إلى تدريب، لأنهم يعرفون جيدًا ما تريده الحكومة منهم: استمرار النهج نفسه، تكريس نفس السياسات، وإعادة إنتاج نفس العجز. الكفاءة هنا لا تعني القدرة على الإبداع أو الإصلاح، بل القدرة على الطاعة، على فهم الإشارة قبل أن تُقال، وعلى تنفيذ المطلوب دون أن يُسأل.

النتيجة أن الأردن يعيش في دائرة مغلقة:

• نفس الوجوه تتكرر في المناصب.
• نفس السياسات تُعاد صياغتها بأسماء جديدة.
• نفس العجز يُعاد إنتاجه كأنه قدر أبدي.


الكفاءات الحقيقية تُهمّش، بينما “الكفاءات الرسمية” هي تلك التي تعرف كيف تُرضي السلطة وتُعيد إنتاج النهج. وهكذا يصبح البحث عن الكفاءات مجرد شعار، بينما الحقيقة أن النظام لا يبحث عن كفاءات، بل عن أدوات مألوفة تضمن استمرار اللعبة نفسها.

هل يعقل يا دولة الرئيس أن غالبية مسؤولي الحكومة لا يجيبون على الرسائل ولا يتجاوبون حتى مع الاتصالات، بما فيهم دولتكم؟ كيف يمكن أن يُبنى وطن على صمت المسؤولين، بينما المواطن يصرخ في الفراغ؟ إن الأزمة هنا لم تعد اقتصادية أو اجتماعية فقط، بل صارت أزمة في أبسط أشكال التواصل، وكأن الدولة اختارت أن تُغلق أبوابها في وجه الناس، وتفتحها فقط أمام نفس الدائرة المغلقة التي تعيد إنتاج النهج ذاته.

وطن يبحث عن صوت في زمن الصمت، يبحث عن وجوه جديدة تكسر الحلقة المغلقة، يبحث عن كفاءات حقيقية لا تُقاس بالطاعة، بل بالقدرة على الإصلاح. هذا وطن لا يحتاج إلى شعارات، بل إلى من يسمع صرخته ويحوّلها إلى فعل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :