إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الاب يعق ابنه قبل ان يعقه ولده


عمان جو - غزال عثمان النزلي

كلنا نسمع عن صور مختلفة و أشكال متعددة عن عقوق الأبناء لآبائهم و على الجانب الآخر يزيد الضغط منا علي الأولاد و نفرض عليهم أوامر و التزامات و واجبات, و إن لم يفعل الولد مانأمره به و يطبق ما نريده منه نعتبره عاقا لوالديه, نعم الإسلام أمر بطاعة الوالدين, وأوجب على الأبناء برهم وحرم بل وجرم عقوقهم , حتى جعل طاعة الوالدين وبرهما من أوجب الواجبات, وجعل عقوقهما من أكبر الكبائر, لكنه أيضا أمرنا بنوع آخر من الإحسان هو الإحسان إلى الأبناء, وأمرنا نحن الآباء و الأمهات بعدم عقوق أولادنا هم الآخرين.

وفي الأثر أن رجلا جاء إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بابنه و قال : إن ابني هذا يعقني, فقال عمر للابن أما تخاف الله في عقوق والدك فإن من حق الوالد كذا؟ فقال الولد يا أمير المؤمنين أما كان للابن على والده حق ؟ قال نعم ,حقه عليه أن يستنجب أمه و يحسن اسمه و يعلمه الكتاب فقال الابن : فولله ما استنجب أمي و ما هي إلا سِنْديَّه اشتراها بأربعمائة درهم و لا حسن اسمي سمَّاني جُعَلاً, و لا علمني من كتاب الله آية واحدة فألتفت عمر إلي الأب و قال : تقول ابني يعقني ,فقد عققته قبل أن يعقك.
ويقول الإمام ابن القيم : " فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء إليه غاية الإساءة، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوها صغارًا، فلم ينتفعوا بأنفسهم ولم ينفعوا آباءهم كبارًا "
احد الناس كان لا يحب والده وكان والده ينتهز من العمر تسعين عاما فمر من جانب بئر فالقى والده في البئر ومشى وبعد فترة كبر ابن هذا الرجل ففكر كيف سيكون مصيره مع ابنه فجاء بصوف خروف وقصه نصفين اعطى نصفه لأبنه والنصف الاخر بقي معه فقال له ابنه لماذا فعلت هذا قال له يا ابني هذا النصف الاول لي لأنك سترميني في البئر كما رميت والدي اما النصف الاخر فهو لك لانك بعد القائي في البئر سيلقيك ولدك لانني لحد الان لم انسى صوت طرقة رأس والدي عندما قذفته في البئر فاريد ان تلف رأسي بهذا الجاعد ونلف رأسك انت بالمثل.
فرد الابن على والده انا لن اتصرف كما تصرفت انا سأحافظ علىولدي
ولن القي بك في البئر حتى لا اسمع صوت رأسك كما سمعت صوت رأس والدك الله اكبر.
ولا تعجل باللوم علي ايها الوالد إذ أذكرك بحق ولدك عليك , فإننا إن أهملنا ذلك الجانب فلا عيب على الأولاد إن وجد فيهم العاق و المتمرد و المنحرف والحاقد والمكتئب والمعاند , وقد لا ننتبه لذلك إلا بعد فوات الأوان ..... فالقضية مشتركة فإن هناك كثيرا من الأسر والمجتمعات تعاني من هذه المآسي و من هذه الأوضاع و المشكلات تجاه أولادها فكل أمل الوالد أن يرى فلذة كبده في خير حال من الصلاح و الاستقامة و حسن الخلق , فكيف نخطو الى هذه المرتبة و نحن لاهين عن أولادنا .


إن ثم خللا في أساسيات تربية أبنائنا لايكاد بيت من بيوتنا يبرأ منه , فالمراقبة والمتابعة والموادعة والرفق والمصاحبة والثقة والعطاء وإعطاء الفرص وغيرها من المعاني الاساسية في التربية تكاد أن تغيب عنا .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها" ، وكان صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه رضوان الله عليهم: " ارجعوا إلى أهليكم فأقيموا فيهم وعلموهم وامروهم" البخاري

فالأب منهمك خارج البيت للعمل و تحصيل الرزق وعندما يعود لا يرى أمامه إلا النواقص, و لا يسأل عن شيء إلا عن بضع ساعات نوم يريح بدنه من هذا العذاب , يقوم بعدها فزعا عندما يرى تقصيرا أو انحرافا !

أما الأم فطوال اليوم في صراع تبذل كل جهد وتنفد كل طاقاتها من اجل إشباع رغبات أولادها, من طلباتهم اليومية هدفها تغذية أولادها وبناء أجسام سليمة. وتنسى الغذاء الإيماني الذي لابد أن تغرسه في قلوب أبنائها منذ الصغر. يجب ان تعلمهم اهم الصفات الحميدة واولها محبة الله سبحانه وتعظيمة ورجائه والخوف منه والتوكل عليه .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :