إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

منافسة الحكومة و الشحَادة


عمان جو - عبدالله وشاح


حث خطيب الجمعة المصلين على اداء الزكاة، وبين حكمها ومشروعيتها وكذلك فضائلها المنصوص عليها بالكتاب والسنة، واردف محذراً من التهاون في ادائها، وختم مباركاً جهود صندوق الزكاة والقائمين عليه، وشاكراً تواجدهم لجمعها من المصلين وفق احكام القانون وسندات وايصالات رسمية.
ام وحيد (اسم مستعار) متسولة تجوب مساجد المنطقة منذ سنوات، تأتي "بتاكسي" وتعود "بتاكسي"، لها صوت مؤذي في استجداء الناس، وفي كل مرة تكون حجة التسول لديها مختلفة، فتارة تقول ان ابنها الوحيد بحاجة الى عملية، وتارة بأن بيتها انحرق، و اخرى بأنها المعيلة الوحيدة لسبع ايتام..... "ام وحيد" مكشوفة للجميع بأنها متسولة كاذبة.
في هذه الجمعة تنافس "صندوق الزكاة" مع "ام وحيد"، وحان وقت الحصاد بعد خطبة نارية استمرت ل 45 دقيقةعلى غير العادة، عتبات المسجد "الجامع" كانت مسرحاً لهذه المنافسة، والصندوق الخشبي الانيق و "شليل" ام وحيد هما الحكم، وبعد ان استفتيت فضيلة الشيخ عن زكاة الفطر كعادة كل سنة... كنت واياه اخر الخارجين من المسجد ، فأختلست النظر داخل الصندوق لأجده فارغاً تماماً " ولا نقلة " وام وحيد على اخر درجة بتعزل النقد الورقي عن "الفراطة".
فوز "ام وحيد" المعروفة بكذبها على صندوق الزكاة الحكومي لم يكن مفاجأة، فقد فقدت الحكومة بجميع اجهزتها مصداقيتها وشعبيتها عند المواطنين؛ نتيجة لسياستها المتزايدة بالجباية، وكذلك لقراراتها المستفزة بخصوص التعيينات في المناصب الرفيعة لأصحاب الذوات فقط، ولإستشراء الفساد في جميع مفاصل الحكومة، التي وعدتنا ومجلس النواب بأننا سنرى جدية الحكومة في محاربة الفساد، بل على العكس زاد الفساد و تهمَش دور هيئة مكافحة الفساد وديوان المحاسبة، و اصبحت محاربة الفساد عند حكومتنا بفساد اكبر ينسينا الذي قبله ، فقد "ركل" ملف رفع اسعار المحروقات ملف فساد سلطة العقبة فنحَاه جانباً، و "بطح" ملف الدجاج الفاسد ملف تعيين ابن الملقي مديراً في الملكية المنكوبة والقائمة تطول...
هذه الحادثة – فوز ام وحيد - وان صغرت؛ الا ان لها دلائل على فقدان الحكومة شعبيتها بالمطلق لدى المواطنين، وتنذر بأن الكيل قد طفح وخصوصاً بأن الفساد والمحاباة تأتَى من اصحاب الولاية العامة، حتى مجلس النواب اثبت فشله بالتشريع والرقابة، نتيجة للهث بعض النواب وراء مصالحم الشخصية الضيقة، فباتت تشترى الثقة باعفاء طبي، والسكوت عن الحق بوظيفة او بعرض من عروض الدنيا.
الخوف كل الخوف ان يجر هذا المواطن للِجوء الى الشارع، فحتى شماعة "الأمن والأمان " لم تعد تجدي نفعاً بعد الفشل الأمني في احداث الكرك، وانتشار "الخاوات"، وتفشي السرقات وحوادث اخرى عديدة ، وعندها يحصل ما لا يحمد عقباه وما لا نتمناه...

عبدالله وشاح




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :