إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الـدون جــوان


عمان جو - فرح ابراهيم العبداللات

الدون جوان هو لقب يُطلق على الرجل “النسونجي” البارع في إبهار النساء بما يتمتع من الصفات التي تبحث عنها المرأة الحالمة بفارسها الآتي على حصان أبيض ليأخذها إلى عالم الرومانسية والحلم والشعر والكلام المعسول الذي لا حدود له ,وكأنه قد نقلها من الواقع الى الحلم الذي لطالما تاهت في الوصول الى بداية طريقه ,الدون جوان هو انتظار كل امرأة تعيش الحب حالة وهمية عاطفية رومانسية، أو أو تجربة فاشلة سابقة أو حتى تعطشا عاطفيا والتي ترغب في أن يملأه المتمرّس في الحب، لتصبح بالتالي هدفًا سهلاً للوقوع في براثن الخبير النسائي الذي لا يهمه من المرأة إلا جسدها ومفاتنه بكل تفاصيله وبريستيجه في مرافقتها أو حتى التباهي أمام أصدقائه برجولته الزائفة والمنحصرة بايقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا بزمن قياسي.
هو شخصية عالمية اثارت الجدل على مستوى الادب والشعر والسينما والدراسات الاجتماعية والنفسية..اتصفت بصفات مثل الوسامة , الجاذبية والسحر وقد تساعده الشهرة والمنصب والمادة في جذب اكبر عدد من النساء ,أثارت أسطورة دون جوان إعجاب العديد من الفنانين والكتاب عبر القرون, فتداولتها أقلام لمعت في عالم الفن والأدب، أمثال دي مولينا، وموليير، وبلزاك ، وبراون.
الدون جوان .. رحالة سندباد تعددت موانئه ومراسيه وله في كل مرسى رواية, فالكلام الحالم العسول لغة حواره والمشاعر الفياضة امهر ادواته والحيلة والخداع وسيلة نجاته ورغم التطور الذي يلاحقنا ويحيط بنا ويحوينا في شتى المجالات الا ان هنالك ثوابت ورواسخ في العقول والمعتقدات ما من سبيل الى تغييرها او العبث بها، ومن ضمن تلك الثوابت تأتي الضوابط التي على أساسها يتم اختيار شريك العمر وفارس الاحلام, يملك حب فضول فظيع في اكتشاف الجميلات والخوض في خصوصياتهم و حياتهم الشخصية منها, ولأجل "العين بالعين" يلقوا خطابات عن وعود زواج و أحلام و تخيلات حياة ما بعد الزواج بكل تفاصيلها,من سياحة و انجاب أطفال و تأسيس عائلة و غيرها الكثير, على أمل أن يصطاد المزيد من الضحايا وبالتالي يمنحنه كلمات و أجساد و لمسات تشبع احتياجاته المريضة,وبمجرد ان يشعروا بالاكتفاء التام من هذه الفتاه الى ان ينتقلوا مباشرة الى وجهٍ وكيانٍ و تخيلات مختلفة كل الاختلاف عما سبق, فتبدأ تلك الفتاة بندب حظها و الشعور بالندم المساوٍ لحجم الخسارة تماما.
بعد الكثير من الدراسات و أبحاث علم النفس التي أُجريَت في سبيل فهم طريقة تفكير هذا الرجل المتشعب بعلاقاته الى مدى كبير كان قد وصل الى مرحلة عدم الاكتفاء الدهري بل دائما بحاجة الى المزيد والمزيد, تبين بأن هنالك عوامل عدة تقف وراء هذه الشخصية والتي أهمها : الثأر من الجنس الآخر عن طريق جرح المزيد والمزيد,وهذا ينتج عن تجربة زواج ام علاقة عاطفية قد كان مصيرها الفشل أم كره أحد الأبوين بشدة,النرجسية :حيث أن النرجسي يُوجّه حبه لذاته فقط؛ لذلك فهو لا يحتاج المرأة لذاتها وإنما لإشباع رغباته العاطفية أو الجنسية منها، ولهذا تتعدد علاقاته وكأنه يستخدم أكثر من امرأة لتحقيق أكبر قدر من الإشباع لحاجاته النرجسية التي لا تشبع، وكلما زاد عدد محظياته كلما ازداد شعوره بقيمته وقدرته وجاذبيته،ثالثا الرتابة والملل: حين تدب الرتابة ويسود الملل حياة الزوجين ربما يندفع أحدهما أو كلاهما لكسر هذا الطوق من خلال بعض المغامرات ,وقد يصل بعض الأزواج بسبب الروتين والرتابة والملل إلى حالة من الفتور العاطفي الشديد أو الضعف الجنسي، وتصبح هذه الأشياء دافعا للبحث عن شريك جديد يحرك هذا الفتور أو يعالج هذا الضعف، رابعا تواجد الميول السادية: فالسادي (الذي يستمتع بإيذاء الآخرين وإذلالهم) يجمع أكثر من امرأة لإشباع حاجته في السيطرة والتحكم والإذلال، وهو يسعد بمشاعر الغيرة والألم لديهن جميعا سواء, الجوع العاطفي أو الجنسي أو كلاهما: هذا الجوع يصيب الأشخاص الذين حرموا حنان الأم أو حنان الأب في الطفولة، وهذا يجعلهم يبحثون عن الحب والحنان بقية حياتهم لدى كل من حولهم، يصل بهم الأمر إلى حد "التسول العاطفي" بمعنى أنهم يأخذون المظهر الضعيف المسكين المحتاج الذي يستدر مشاعر الآخرين تجاههم فيقتربون منهم ويمنحونهم الحب والعطف والحنان وربما الجنس, وقد يلجأ الجائع عاطفيا إلى رشوة الآخرين لحبهم والارتباط بهم، فتجدهم يكثرون من الهدايا والخدمات للفتاة لضمان حبهم واستمراره,واخيرا يكن الزواج بالنسبة له هو المقبرة التي يدفن بها ذاته النادرة، ويعتبر كذلك أن الزواج هو نهاية لقدراته الساحرة ومواهبه الذاخرة حيث كونه متعدد العلاقات ولا يستطيع الرسو بسفينة عواطفه الزائفة على شاطئ واحد,و الحب بالنسبة له هو وسيلة إغواء لفريسته وليست مشاعر حقيقية تجاه أي أحد من النساء، حيث كونه يعتبر أن الحب لا يكون إلا لأهله فقط وبخاصة أمه كونها المرأة الوحيدة التي تستحق الحب في نظره.
في أيامنا هذه وللاسف الشديد, يصعب عليّ كأنثى رؤية رجلا بكل ما عنته الكلمة من صفات ,بل أصبحتُ أقطن في مجتمع قد امتلأ شوارعه ومنازله بالذكور لا الرجال, بعد أن أخذت عقولهم الموضة والأزياء والهواتف والتكنولوجيا و السيارات و المال الذي ما كان سبب في رجولة أي منهم, ما عدت أرى الشهامة و المروءة ولا النخوة ,ما عدت أرى الفعل يسبق القول,ما عدت أرى الاخلاص في الحب وفعل المستحيل لاقتناء قلب امرأة ,بل كثرت البدائل و رخصت الأنفس والاجساد, ان الرجولة يا بشر ان تنام مظلوما لا ظالما,أن تمسح دمعة حبيبة أم زوجة,أن تصدق قولك مع امرأة و تفي بوعودك ولو كلفك ذلك الموت,الرجولة في احترام الوالدين و العطف على الطفل ,ان تصون عرض الفتيات ولا تأخذ شيئا ليس من حقك, وان ترحم و تعطف و تحن على من خلقت من ضلعك أنت,غير ذلك فإني أراه ذكرا تافها سفيه قومه و مجتمعه,يقولون ان الرجل الأحمق والسفيه, هوالذي يبحث عن جميع النساء , وبين يديهِ إمرأه أجمل من الجميع روحا و شكلا, وأقلها احتفظ عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :