إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

"عين على القدس" يشخص المستقبل الفلسطيني في ظل قوانين يهودية الدولة


عمان جو-عالمي

اكد الأكاديمي والمؤرخ المختص في تاريخ المنطقة، الدكتور محمد علي الفرا أن اليهود ليسوا شعبا حتى يطالبوا بدولة، وهذا ما يؤكده مفكرو اسرائيل واليهود في كتبهم التي تظهر اختلاق ما سمي بالشعب اليهودي.

وأشار الفرا الى أن اليهودية ديانة تنتشر في كل أنحاء العالم، ومنها البلاد العربية واليهود الذين كانوا في الجزيرة العربية هم عرب تهودوا وليسوا يهودا هاجروا، واليهود الذين أقاموا اسرائيل وشكلوها، ليس لهم علاقة بالشرق، وانما هم يهود من منطقة بحر قزوين وأوروبا، عروقهم ليست شرقية، فكيف يطالبون من ديانة منتشرة في كل أنحاء العالم، ويلصقون بها مصطلح قومية، وهو ما ينطبق ايضا على المسيحية التي لا يمكن أن تكون قومية، ومثلها الاسلام.

وأوضح في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، ان هذا يفضح التناقضات والمغالطات التي وقع فيها من أسسوا لهذا الفكر، مشيرا الى أول من طرح هذه الفكرة كان مفكرا ألمانيا اسمه (هاندريتش غيتس)عام 1850، في كتابه "تاريخ اليهود من العصور القديمة حتى الآن"، ثم استقى ثيودور هرتسل الفكرة بعد إضفاء البعد القومي عليها في كتابه (دولة اليهود)، وهو الخطأ الكبير الذي وقعت فيه فكرة تأسيس الدولة الاسرائيلية لعدم انطباق مصطلحي القومية والشعب عليها، معتبرا أياها مغالطة تاريخية، وتسير عكس التيار والواقع والمنطق، لأنه لا يجوز قيام دولة لشعب ليس هو شعبا في الأصل وانما ديانة ولا يمكن أن تقام دولة في الوقت الحاضر على أساس ديني، لأن هذا يعيد التاريخ الى عصور عصر الحروب الصليبية.

وقال ان الحركة الصهيونية التي قامت على قامت اسرائيل هي حركة علمانية، لكنها استخدمت الدين كي تستقطب المتدينين اليهود الذي كانوا ضد فكرة الصهيونية، ويعتبرونها خطرا على اليهودية، وهي أيضا عكس النبوءة الاسرائيلية، مشيرا الى أن هذه المنطقة لم تعرف استقرارا منذ فجر التاريخ، وقمت فيها دول وزالت، ضاربا مثلا بالممالك الصليبية، معربا عن اعتقاده، وكما يعتقد كبار مفكري اسرائيل بأنه اذا لم تستدرك الحركة الصهيونية الأبعاد المستقبلية، فمصيرها ومصير اسرائيل الى زوال، وهو ما حدث فعلا في جنوب افريقيا وفكرة (الابريهاتيد).

وقال رئيس الحركة العربية للتغيير، الدكتور أحمد الطيبي، انه لا يوجد في اسرائيل دستور، وانما قوانين أساسية أقل من الدستور وأكثر من القوانين العادية، وطبقا لقانون الأساس الاسرائيلي، فإن اسرائيل معرّفة منذ أكثر من 30 عاما بأنها دولة يهودية وديمقراطية، وتريد من الشعب الفلسطيني الاعتراف بيهوديتها، لافتا الى أن هذا خط أحمر.

وأوضح أن اسرائيل التي تعرّف نفسها بأنها دولة يهودية ديمقراطية، تتناقض بين قيمتين، فأن تكون ديمقراطيا يعني أن تؤمن بالمساواة بين المواطنين العرب واليهود، لافتا الى أن اسرائيل فعلا ديمقراطية، ولكنها ديمقراطية تجاه اليهود، ويهودية تجاه العرب، أي أنها ديمقراطية اثنية عرقية.

وأشار الى أن هذا الوضع يضع علامة سؤال على مفهوم الديمقراطية المطلقة والمساواة بين المواطنين، ونريد تعريف الدولة بأنها دولة كل قومياتها من خلال الاعتراف بفلسطينيي الداخل الذين لهم حقوق طبقا لكل المواثيق والعهود الدولية، واسرائيل ترفض الاعتراف بهم حتى كأقلية، وتسعى الى تهويد الحيز العام والأمكنة وتكرّس التفاوت الكبير في الميزانيات والحقوق.

من جانبه قال المحلل السياسي المقدسي، الدكتور محمد جاد الله، ان يهودية الدولة يمكن أن تكون أمرا واقعا بقوة الاحتلال الذي يفرض نفسه بقوة السلاح، لكن المقدسيين تحديدا لا يقبلون أن يكونوا جزءا من هذه الدولة اطلاقا، لأن قدسهم مدينة محتلة وهي عاصمة الشعب الفلسطيني.

وأضاف، من هنا يأتي الصراع الذي نراه يوميا وخاصة في القدس، وله عنوان واحد هو الوجود، مؤكدا أننا موجودون ولن نسمح لأحد أن يكون صاحب السيادة علينا وعلى هذه الأرض، وبالتالي فإن الصراع بتعبيراته الوجودية لن يسمح للدولة اليهودية أن تفرض نفسها على ضمير الفلسطيني وعقله الذي لا يقبل بأي شكل أن يتأسرل، لأنه عربي فلسطيني مسلم ومسيحي، ولا يمكن أن يقبل بأي كيان آخر يفرض سيطرته وسيادته عليه.

وقال عضو المجلس المركزي في منظمة التحرير الفلسطينية، عبد الله غيث، ان التطور الجديد في الحركة الصهيونية هو الادعاء بأن اسرائيل دولة يهودية، بمعنى أن فلسطين ملك لليهود فقط، وليس من حق أي قومية أخرى او مكون مجتمعي يعيش في فلسطين، سواء كان عربيا اسلاميا او مسيحيا، أن يملك أي حق في هذه البلاد.

وأشار الى أن مفهوم الدولة اليهودية يعني اقامة دولة عرقية صافية لليهود تنفي وجود المكون العربي الاسلامي المسيحي الأصيل الموجود في فلسطين، ولا حياة او تعايش او امكانية للعربي الفلسطيني أن يعيش في دولة لليهود فقط، لأن الحياة ستكون حياة صراع، في ظل قوانين واجراءات الدولة اليهودية ذات العرق الواحد في فلسطين، وهذا بالطبع ينفي وجود شعب آخر أو قومية أخرى أو مكون آخر على هذه الأرض.

وأكد متحدثون من المخيمات الفلسطينية في الأردن، أن الفلسطينيين أينما كانوا لا يمكن أن يسلموا بموضوع يهودية الدولة، الذي يستهدف تفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها الشرعيين، ويحرمهم من حق العودة، مشددين لتقرير "القدس في عيون الأردنيين" أنهم لا يقيمون وزنا لخرافة يهودية الدولة، لأنها أضغاث أحلام وهلوسات، ولا يعترفون بالكيان الغاصب الذي شردهم من أرضهم الى مخيمات اللجوء والشتات وسائر المنافي في الأرض، ومتمسكون بحقهم المقدس بالعودة الى أرضهم وديارهم على كامل تراب فلسطين.

وفي المحور المتعلق بمحاولة سلطات الاحتلال تطبيع صلوات وشعائر اليهود المتطرفين في المسجد الأقصى، ومسارعة دائرة الأوقاف الاسلامية والجهات والمرجعيات الدينية في القدس، الى إصدار بيان يناشد كل مسلم قادر على شد الرحال والوصول الى المسجد الأقصى المبارك وحمايته من الاجراءات الاسرائيلية المتسارعة، قال مفتي الديار الفلسطينية، الشيخ محمد حسين، "كان نداء الجهات والمرجعيات الدينية في المدينة المقدسة بشد الرحال الى المسجد الأقصى، لأننا نستشعر وندرك مدى خطورة هذه الدعوات اليهودية من الجمعيات المتطرفة، التي تدعو بشكل سافر لفرض واقع جديد في المسجد الأقصى المبارك" .

وقال المحلل السياسي المقدسي، الدكتور جمال عمرو، ان المؤسسات المقدسية التي وقعت على هذا البيان وصاغته بشكل غير مسبوق، هي مؤسسات عريقة ولصيقة بالهم المقدسي والمسجد الأقصى المبارك على وجه الخصوص، ولهذا استشعرت كمؤسسات وازنة ورزينة وعقلانية ما يحيط بالمسجد الأقصى من أخطار حقيقية، وما كان لها أن تكتب بهذه الصيغة المتقدمة الا عندما شاهدت أن الأمور قد خرجت على كل عقل وعلى كل منطق، وأن سلطات الاحتلال قد ذهبت بعيدا في انتهاك المقدسات والأقصى على وجه الخصوص.

وحذّر عمرو من أن الاسرائيليين انتقلوا الى المرحلة الخامسة والأخيرة على نحو علني وغير مسبوق، لمرحلة اعلان المسجد الأقصى المبارك بأنه (جبل الهيكل)، مشيرا الى أن هذه مرحلة جديدة ملموسة منذ عدة أشهر يلمسها المقدسيون وتملأ صدورهم مخاوف حقيقية منها، وعلى وجه الخصوص المؤسسات التي وقعت هذا البيان.

ويرى عمرو أن الاحتلال يعتقد أن المناخ السائد دوليا وما تمر به البيئة الاقليمية العربية والاسلامية وحتى الفلسطينية، توفر له الفرصة الذهبية للانطلاق الى هذه المرحلة التي وصل لها فعليا في الحرم الابراهيمي في الخليل، ويذهب بعيدا جدا في هدف حاول تحقيقه عدة مرات في السابق، وهي مرحلة إعلان الحرم القدسي الشريف منطقة متنازعا عليها وليست مقدسة للمسلمين وحدهم، مشيرا الى أن الأقصى بأمس الحاجة لبث الروح بالوصاية الهاشمية عليه، ورفع مستوياتها الى أعلى درجات الخطر بالمفهوم الحقيقي الكامل.

--(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :