إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

"عين على القدس": المصالحة الفلسطينية وضروراتها الأمنية والسياسية والانسانية


عمان جو-عالمي

وصف وزير الاقتصاد الفلسطيني السابق، عضو مجلس أوقاف القدس، مازن سنقرط، سنوات الانقسام العشر الماضية، بأنها مليئة بالآلام سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية او في الشتات، وعانى منها الشعب الفلسطيني سياسيا وأمنيا واقتصاديا واجتماعيا الكثير.

وتوقع سنقرط في حديث لبرنامج "عين على القدس" الذي بثه التلفزيون الأردني مساء أمس الاثنين، أن تكون المصالحة هذه المرة مختلفة عن سابقاتها، لأن الجبهة الداخلية ضعفت كثيرا جراء هذا الانقسام، وازداد التشتت الفلسطيني وضعفت مرجعياته، وبالتالي كان لا بد لهذا الوئام وهذه الوحدة التي وجدت مبرراتها الأمنية والسياسية والانسانية.

ورأى سنقرط أن القيادة الفلسطينية أرادت أن تكون الشرعية في الجغرافيا الفلسطينية متحدة ومتكاملة بين الضفة والقطاع أمام الطرف الاسرائيلي والأميركي والدولي، مشيرا في قراءته لموضوع المصالحة والوحدة الوطنية، بأنها لم تعد خيارا فلسطينيا فحسب، وإنما خيار عربي واسلامي ودولي ايضا.

واعتبر وثيقة المصالحة خارطة طريق وطنية فلسطينية، بإرادة مصرية عربية، مشيرا الى أن هذه المصالحة ستكون لها مراحل مختلفة، بدءا ببسط ادارة حكومة الوفاق الوطني على القطاع كما هو الحال في الضفة الغربية، ومن ثم تكامل البرامج والسياسات والوزارات.

وقال، ان الامتحان يكمن في انعقاد المجلس التشريعي بموجب هذا التوافق، وأن تكون هناك مساءلة للحكومة في قضايا تتعلق بمتابعة الملفات الوطنية المختلفة، سواء أكانت الاجرائية او الادارية او المالية او السياسية، وكذلك استلام المعابر، وقضايا الانفكاك التدريجي والبعد الاقتصادي والاجتماعي، وتخفيف وانهاء حالة الحصار الظالمة المفروضة على مليوني انسان في القطاع.

وحول تداول الحديث عن سيناريوهات للعلاقة المستقبلية بين الأردن وفلسطين، قال سنقرط، ان العلاقة الفلسطينية الأردنية لها خصوصية تختلف عن العلاقة الفلسطينية مع أي دولة عربية أخرى في تكوينها وتداخلاتها وأبعادها المترابطة، مشيرا الى الوصاية والرعاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ما يجعل الأردن حاضرا كشريك سياسي واقتصادي أساسي ورئيس.

وقال أمين سر حركة فتح في القدس سابقا، عمر شلبي، ان الحركة كانت دائما الأحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية، وكانت تنادي دائما بتوحيد الجهود، خاصة أن القدس تعاني الأمرين من الهجمة الاحتلالية والانتهاكات التي طالت كل مفاصل الحياة التي تمس الانسان المقدسي، معربا عن أمله بتطبيق هذه المصالحة فعليا على الأرض.

وقال القيادي في حركة حماس في الضفة الغربية، حسن يوسف، ان انهاء الانقسام وانجاز المصالحة كان من الخيارات الاستراتيجية للحركة التي قدمت سابقا ولاحقا خطوات جادة وعملية وأساسية تمهيدا لطي صفحة الانقسام للأبد، مشيرا الى أن الحركة اتخذت خطوات عملية من أجل تمكين حكومة الوفاق من بسط سيطرتها على الأمور كلها في قطاع غزة وادارته بكافة وزاراته ومؤسساته وأجهزته.

وأكد متحدثون مقدسيون أهمية المصالحة الوطنية الفلسطينية لمجمل الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده سياسيا واجتماعيا، وخاصة في مدينة القدس، معربين عن أملهم في أن تسير هذه المصالحة التي انتظروها طويلا بالشكل المطلوب الذي يلبي تطلعاتهم، وتلافي آثار الانقسام الكارثية.

وقال رئيس التجمع السياحي المقدسي، رائد سعادة، أن المقدسات المسيحية في القدس تعاني بنفس المستوى من الاستهداف مثلها مثل المقدسات الاسلامية، وخاصة الكنيسة الأرثوذكسية التي تتعرض لانتهاكات وضغوط مستمرة في محاولة للاستيلاء على بعض الأملاك والأراضي التي تتبع الكنيسة بطرق ملتوية وباطلة قانونيا، مشيرا الى أن مساعي الاحتلال مستمرة في محاولة تهويد المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس بشتى الوسائل.

وأوضح سعادة أن القطاع السياحي يشكل محركا أساسيا للقطاع الاقتصادي المقدسي، ويعطيه القيمة والقدرة على الحركة، مؤكدا أهمية استعادة مركزية المدينة ومركزها السياحي والثقافي.

وقال الأكاديمي والمحلل السياسي، الدكتور رياض حموده، لتقرير "القدس في عيون الأردنيين"، ان التحدي الأكبر له علاقة بغياب مصطلحات مرتبطة بالقضية الفلسطينية، بمعنى أنه لا يوجد توافق بين الدول العربية على مصطلحات معينة لها علاقة بالقضية الفلسطينية وقضية القدس تحديدا، وكل دولة تستقي اعلامها من الاعلام الأجنبي، مشيرا الى أن هناك تمايزا وعدم اتفاق على مصطلحات موحدة، لأن الدول العربية لم يعد لديها خطاب موحد تجاه قضية فلسطين وقضية القدس.

وأرجع مدير عام وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، الزميل فيصل الشبول، سبب الانكفاءات التي حصلت الى مواقف دول عربية أولا، وثانيا بسبب الظرف الراهن في المنطقة، وخاصة الدول التي يفترض أن يكون لها أدوار أساسية في المنطقة، مثل العراق وسوريا ومصر، ودول أخرى تعاني من أزمات مختلفة، لذلك لا بد من أن نعيد التقييم للخروج من هذا المأزق الذي تعيشه الأمة العربية، وخاصة فيما تعانيه من صراعات طائفية ومذهبية .

وقال الشبول، ان القدس وفلسطين ما يزالان حاضرين في وجدان العرب، على الأقل من الناحية النظرية على صعيد الاعلام، مشيرا الى أن المشكلة الأكبر في هذه الآونة، تكمن في تشتت الجهود والتشظي والصراعات والعداوات والحروب، وهذا يصرفنا عن الهدف الأكبر الذي نسعى له، مؤكدا أن القدس ستبقى رغم مختلف الظروف في وجدان كل العرب والمسلمين، نظرا للمكانة الدينية التي تحظى بها.

من جانبه، أعرب مدير دار العروبة للدراسات السياسية، سلطان الحطاب، عن اعتقاده أن الاعلام مسؤول مسؤولية كبيرة في اضاءة كل المساحات لهذا الصراع الطويل المتعدد والمتلون، والذي يشتمل على أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية واعلامية عديدة، يجب أن يخوضه الاعلاميون بالقدرات التي يجب أن يخوضوه فيها، لأن لديهم رسالة يجب أن يوصلوها في سبيل السلام والدفاع عن الحقوق العربية في القدس .

وطالب الحطاب الاعلام العربي بأن يبرز انسانية وعدالة القضية الفلسطينية ومركزيتها في خطابه الاعلامي، كونها قضية تهم كل العرب والمسلمين .

(بترا)




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :