إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

محللون: التصعيد السعودي الإيراني يوتر المنطقة و ينذر بصراعات جديدة


عمان جو-عالمي

يتناول سياسيون ومحللون سيناريوهات عديدة محتملة جراء التصعيد السعودي الإيراني في المنطقة، والارتدادات المحتملة في حال تطور هذا التصعيد، غير مستبعدين أن تشهد المنطقة "نزاعا مسلحا"، بالرغم من تراجع حدة الأزمة السورية.

وتبدو تطورات المنطقة في الاسابيع القليلة الاخيرة، وتحديدا منذ الاستقالة المفاجئة لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري من الرياض، في تسارع واضح، وسط ضبابية في المؤشرات التي يمكن أن ترسو عليها هذه التطورات في ظل تعقيد صراع المصالح والأجندات السياسية الاقليمية والدولية.

ويرى وزير التنمية السياسية الاسبق د.صبري ربيحات "صعوبة قراءة مستقبل المنطقة من خلال التسريبات المتداولة".

وقال ربيحات: "من الواضح تماما أن هناك منافسة على قيادة العالم الإسلامي، وهناك التيار السني بقيادة السعودية، والتيار الشيعي بقيادة إيران"، لافتا الى ان متغيرا جديدا بات يتمثل بدخول إسرائيل على الخط، باعتبارها صاحبة مصلحة بالقضاء على النفوذ الإيراني، وكسب نافذة أو بوابة للدخول للمنطقة الخصبة، اقتصاديا واستثماريا، واستثمار كل ذلك لإذابة الموقف العربي حيال احتلالها للأراضي الفلسطينية".

وأضاف أنه "بالرغم من قرب انتهاء الأزمة السورية، إلا أن النزاع المذهبي بين شيعي وسني ما يزال يتفاعل على الساحة العربية أكثر"، ولم يستبعد ان "تشهد إحدى الدول تجددا للنزاع، وربما يوفر التصعيد سحابة من الدخان تضلل الإصلاحات الداخلية، أو إعادة هيكلة الدول نفسها".
وحذر من تفجر صراعات واسعة في المنطقة على أسس مذهبية.
الوزير السابق بسام حدادين يرى هو الآخر أن "أهداف إيران في المنطقة لم تعد محل اجتهاد أو تأويل، بل أصبحت معلنة على لسان قادتها الروحانيين والسياسيين والعسكريين، وتتلخص بإحياء أمجاد الدولة الصفوية، من خلال خلق مجال سياسي واقتصادي وهيمنة عسكرية على محيطها شرقا وغربا، أي المنطقة العربية".

ويضيف حدادين: "بات واضحا للعيان أن إيران لديها مخططات واضحة لاختراق الدول العربية المحيطة، إلى حيث تصل يدها، ولعل ما يدل على ذلك هو التصريح الأخير لولايتي الذي أعلن فيه أن يد إيران حاضرة في العديد من القرارات التي تؤخذ من منطقة واسعة في الدول العربية (اليمن، لبنان، سورية، العراق، البحرين)".

وتابع: "والآن تتركز السياسة الإيرانية على محاصرة القطب العربي الإسلامي السني الأبرز (السعودية)، إضافة إلى تحريك وتعبئة المنطقة الشرقية في السعودية وتأليبها على بلدها، حيث امتدت يدها إلى اليمن، الخاصرة الخطيرة للسعودية، وإلى مضيق باب المندب والساحل البحري التجاري".
وقال: "أصبح الخطر الإيراني يهدد العاصمة الرياض بالصواريخ، ولا يمكن أن تقف السعودية مكتوفة الأيدي أمام هذه الأهداف المعلنة للنظام الإيراني وسعيه للهيمنة السياسية والعسكرية والمذهبية".

وأضاف أن إيران "تمارس سياستها تحت يافطة مضللة، وهي (الموت لأميركا وإسرائيل)، لكن هذا الشعار سقط أمام المصالح الإيرانية العام 1985 في صفقة الكونترا (إيران جيت)، حين مولت الولايات المتحدة صفقة صواريخ وأسلحة كبيرة لإيران تم نقل جزء كبير منها بواسطة إسرائيل".

وتوقع حدادين أن يحدث "تصعيد كبير في مناطق التماس في الدول العربية، وتحديدا اليمن، حيث جرى قصف مكثف ومركز حول صنعاء (الكلية العسكرية ومحيطها)، وفي لبنان جرى سحب الصاعق من خلال استقالة الحريري من رئاسة الحكومة، فسقطت التسوية السياسية، التي تشكل غطاء لحركة حزب الله الداخلية والخارجية، وهناك هجوم سلام للسعودية لدخول الساحة السياسية العراقية ودعم التيارات ومراكز القوة المعادية لإيران، وتشجيع حكومة العبادي على الانفتاح على محيطه العربي".

واستدرك: "لكن التطور الأبعد من ذلك، سيكون الدخول في حرب مع حزب الله أو ضد إيران مباشرة، ولن تظهر حروب من هذا النوع إلا بمقدمات إزاء الصراعات على مناطق التماس".

أما الخبير الاستراتيجي في قضايا المنطقة الدكتور عامر السبايلة، فيعتقد أن "كل التصعيد مجرد خطة أميركية، هدفها الضغط على إيران وعزلها عن المنطقة، وتقليم أظافرها سياسيا".

ويضيف السبايلة: "أعتقد أن الاستراتيجية الأميركية غير قادرة على تحقيق هذا الهدف، لعدم وضوحها، كونها تستخدم أدوات غائمة وقديمة، فهي استراتيجية ظهرت في عهد جورج بوش الابن، ولم تنجح في أهدافها، بل على العكس انتهى العراق في أحضان إيرانية، ولبنان أصبح ذا طعم ومذاق إيراني، وكذلك بالنسبة لسورية".

ويتابع: "في المقابل فإن الإيرانيين اليوم أقوى امتدادا بكثير، ولديهم أدوات متعددة وحلفاء، ما يعني ان عدم وجود استراتيجية حقيقية يؤدي إلى نتائج عكسية، ولا ننسى موسكو فهي حاضرة في المنطقة وبصور تختلف عن أي وقت مضى، فهي جزء من هذا التحالف، ناهيك عن الموقف التركي الذي لم يعد يسير في صالح الولايات المتحدة الأميركية، بل أصبح حليفا أساسيا لإيران".

ويضيف السبايلة: "كما أن التعامل الأميركي مع كردستان يبين قدرة الإيرانيين على التعامل مع الأزمة قبل أن تؤثر عليهم، وفي النهاية فإن أميركا تضع حلفاءها في مواجهة المد الإيراني".




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :