عمان جو -
على دوار المدينة الرياضية ظهر اليوم لم أصدق أن وزيرا واقف بازمة السير الخانقة ينتظر فرجا من شرطي السير بفك عقدة الانتظار , طبعا أصابتني دهشة غامرة و أنا أشاهد مركبة الوزير الفاهرة من نوع لاند كروز وافقة كحال بقية المواطنيين "الغلابة .

ولكن الدهشة لم تستمر طويلا ، ولربما هي مشاعر متوقعة ، فمركبة الوزير خطفت لحظة الانتظار ، وسارعت دون سابق اشارة أو توجيه من شرطي المرور الى عبور الدوار ، مخلفا ورائه رتل من المركبات تنتظر الفرج من شرطي السير .

كنت أتوقع أن يقدم الوزير على هذه الخطوة ، فثقتي بالوزراء عالية ولا حدود لها ، وأعرف كم يحترمون تطبيق القانون بعدالة ومساواة و حكمة ؟ وكم هم حريصون على بث صور في المجال العام مثالية عن سلطة العدل والمساواة ؟

اكملت يومي و أنا اضحك ، ماذا لو أن الوزير انتظر بصبر كبقية الناس ؟ تخلل ضحكي المتواصل فاصل من الهمهمات عن حكايا سوداء ومرعبة و اعرفها جيدا عن هذا الوزير و آخرين . ولربما هذا أكثر ما ألمني أنا اضحك اليوم .

لست حامل لنوايا سئية للحكومة ، و لكن كم كنت أتمنى لو أن الوزير صبر كبقية الاردنيين التعساء والمغلوب على أمرهم في طواعية رجل السير . ولكن يبدو أن النوايا السئية هي التي تطاردنا ولها نصيب وفير من يومياتنا ، والسبب و الله عليم أننا لا نرى غير الويلات والمصائب .

فارس حباشنة