إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

"اختطاف" لأيمن زيدان: محاكاة ساخرة لواقع أليم


عمان جو -

إضاءة بسيطة وموسيقى خافتة صاحبت خروج الممثلين الى الخشبة مع بداية مسرحية "اختطاف " التي انتجها المسرح القومي السوري وأخرجها الممثل ايمن زيدان عن نص
للكاتب الإيطالي “داريو فو”٠

الحكاية تصور حادث يتعرض له صاحب سلسة مصانع سيارات ” فيات” الإيطالية ويقدم على أنه عملية اختطاف تشبه ما تعرض له رئيس الوزراء الايطالي سنة 1978وانتهى بإعدامه من قبل خاطفيه الذين رفضت الحكومة الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في
الإفراج عن ثلاثة من معتقليهم.

ولكن ما قدم على أنه اختطاف لرجل الأعمال حسب نص “داريو فو” فهو لا يعدو أن يكون سوى حادث مرور نتج عنه تشوه في ملامح المصاب صعّب عملية التعرف عليه خصوصا مع فقدانه للذاكرة جزئيا وحمله لأوراق ثبوتية لا تخصه، إنما تعود لعامل
نشط في واحد من مصانعه العرض الذي قُدّم السبّت 13 جانفي 2018 أكّد ما قاله مخرجه خلال الندوة الصحفيّة “داريو فو” يحمل بين طياته رؤية إخراجية لذلك لم يعمد والفريق العامل
معه من الشباب إلى كثير من التفلسف.

لا يجد المتابع الكثير من التعقيد في بناء اللّوحات المسرحية بوجود راوٍ يساعد على رسم الحركة الزمنية وتقدمها لبناء الأحداث و متانة في بناء الشخصيات مع ديكور بسيط في الغالب وملابس عصرية اكثر بساطة مع لمسات طفيفة مدخلة عليها
لربطها بالصناعة واخراجها مما هو انساني عاطفي.

الاختطاف في بيئته الإيطالية “المافيوزية” كان وسيلة ايمن زيدان للحديث عن اختطاف الأوطان في أكثر من مكان وطحنها بين فكّيْ الة راس المال الجهنمية التي تعيد تشكيل الحدود والرقع الجغرافية وفق مسطرة المصالح الإقتصادية.

العمل المسرحي تشكّل دون مجهود إخراجي كبير لكّنه قام في المقابل على جهد فائق لمجموعة من خريجي معاهد المسرح في سوريا ابدعوا في تقديم عرض جيد تملؤه الحيوية والإتقان ولم يسقط العرض بفضل ادائهم في الرتابة إذ وضفوا حيويتهم
وطاقاتهم في اسر المتابع عبر السخرية من الواقع دون اسقاطات أو سقوط في المباشرتية.

الآداء الجيّد للمجموعة مثّل نقطة ضوء في مسرحية “اختطاف” أخرجته وارتفعت به إلى مرتبة “الباروديا” أو المحاكاة الساخرة رغم واقع الموت والحرب والتهجير الذي تعيشه سوريا.

الممثّلون سخروا من الواقع المرّ و أضحكوا جمهورهم في أكثر من مشهد و تجلّت “ركاكة بعض التلميحات التي بدت موقّعة بخط ايمن زيدان الذي عرفه المشاهد لأعماله التلفزيّة الهزليّة.

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :