إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

أولى خطوات اختيار الشريكة


عمان جو - ندى السوالمه 


-فضفضة لما دار في فكري وأحببت ان اشارككم إياه..

استوقفت تفكيري صورة لزوج اجنبي بملامح غربية متزوج من امراة ناعمة الملامح جدا و على قدر من الدين والاخلاق الحميدة، من دولة افريقية وذات ملامح افريقية ايضا ؛ فسالت عقلي سؤال سلبي، هل لو كان الزوج عربيا و اختار زوجة من قارة اخرى بملامح لا تشبهه مع كل احترامي لكل انسان ولكل دين و اعوذ بالله ان اقلل من قيمة اي انسان لانني احمل عيوب كثيرة كغيري من البشر واحيانا لا أعجِب الكثيرين سواء في الشكل او الطباع وهذا طبيعي، لكن هل ستكون الموافقة سريعة بسبب اختلاف العادات والبلاد وتوابعهم!لا أعتقد ذلك ؛فأغلب قصص الزواج عندنا تبدا بهذه الخطوة :
بداية الامر يقوم العربي بالتلميح عن رغبته باكمال نصف دينه او أن الوالدة ترى ان ابنها اكتمل نصف دينه الاول و لم يتبقى سوى النصف المتعلق بالزواج فتصارحه هي عن رغبتها بأحفاد يملؤون الغرف الفارغة في البيت، في كلا الحالتين تقتني نظارة طبية و تبدا بزيارة كل بيت يحتوي على فتيات جميلات يصغرن العريس ب 5 او 10 سنوات لا ادري لماذا لكن هكذا جرت العادة المتعلقة بالعمر، أو كما يقول البعض (ليربيها) ويشعر بقوته، وكانها لم تمر بمرحلة التأديب في حياتها وكانه هو لا يمتلك قوة شخصية الا حين يستضعفها، فيعتبر صغر سنها نوع من الضعف عندها.
تطرق الوالدة حفظها الله الباب الاول والثاني و العاشر و كل بيت تجلس فيه ستجدها تنظر للفتاة من الامام و من الخلف وعن اليمين وعن الشمال بكل ثقة، و تعاين العفش و تسال عن ملكية البيت و تطلب بعد فنجان القهوة ان تدخل دورة المياه للتشييك على النظافة بكل اريحية وبعدها تخرج لتتوضأ و تصلي في غرفة الفتاة و هكذا تختبر النظارة الجديدة جيداً.

اثناء كل جلسة تذكر لهم محاسن العريس تصدقُ احيانا و تبالغ في عدة مواضعِ، و تخبرهم عن نسبهم و حسبهم و تمدح جمال بناتها واخلاقهن لتعزز فكرة المقارنة لدى العروس و تجعلها تتمنى لو أنها تشبههن، وتبتسم وتطمئِن قلب والدة العروس أنه لو تم النصيب ستكون الام الثانية لإبنتها ، كما أن هناك نوع اخر من الامهات اللواتي ينشرن الرهبة من اول جلسة تعارف كي تقطع راس الافعى بنظرات غريبة نوعا ما وتبدأ بالأسئلة الغير ملائمة والشخصية والسطحية جدا التي تستحق عليها جائزة نوبل لطرح الاسئلة السخيفة في هذا العام.
بعد ذلك تعود للبيت و تخبر الابن عن طول الفتاة و لون شعرها و لغتها مدنية ام فلاحية، تخبره عن صوت ضحكتها و مدى خشونة حروفها، عن وظيفتها واوقات دوامها، وفي نهاية المطاف تحدثه عن شخصيتها؛ فاذا اجابت الفتاة على الاسئلة جميعها بصوت هادئ فهي مناسبة واذا امتنعت من باب احترام الخصوصية و قامت بتغييرت مسار الحوار فهي ستُعتَبر من الفتيات (الكاسرات)بلغتنا العامية.
وبعد كل زيارة تبقى العروس تنتظر المكالمة التي تحدد مصيرها، فتبحث عن ذلك العربي في مواقع التواصل الاجتماعي لتشاهد صوره مع صديقاتها وتلاحظ تعليقات الفتيات عنده و طريقة ردوده و مواقفه السياسية و مدى تأثره بالقضية الفلسطينية.
في هذه الأثناء يقوم العريس و اخوات العريس و صديقات اخوات العريس وبعض الجارات بالبحث عن الفتاة ايضا في وسائل التواصل لكن باختلاف الاسلوب ونسبة التدقيق على التعليقات و على عدد الذكور الاصدقاء لديها، نوع الصور و طريقة لفة الحجاب واخيرا وليس آخرا كمية مستحضرات التجميل التي تضعها، فيبدأن بالتحقيقات و محاولات صنع كمين ما للدخول في حياتها من كل الزوايا للتأكد من أخلاقها، فهي الان الصفحة المستهدفة.
وبعد فترة وجيزة يصدر قرار العريس و يكون اما بالرفض لانه يريد فتاة ناصعة البياض و ذات بشرة خالية من اي شوائب وغالبا هذين السببين بسبب تعلقه بثلاجة البيت وما تحويه من طعام لذيذ، او انه يوافق عليها لكن يستأذن ان يقدم على طلب زيارتها لانه لم يسبق له رؤيتها ولا الحديث معها وجها لوجه فالام و الاخوات أحياناً يقمن بالمهمة بدون وجوده،
هكذا يبدأ معظمهم خطوات اختيار شريكة حياته، ساترة
عيوبه، سنده في المحن، صديقة افراحه واتراحه، ام لذريته، صائنة لعرضه.

هذه فقط الخطوات الاولى فلم امتلك مجلدات كافية لكتابة مابعد الزيارة و ترتيبات حفل الخطوبة و الفستان و البيت والتدخلات....و الى اخره..
وبعد مضي سنين من الزواج و النجاح في العمل يتقدم العربي للترشح في منصب قيادي ليقود الموظفين او المواطنين و يطور في مجال عمله و يحمل شعار الراي السديد والاختيار المدروس هو سر نجاحي، لكن اي تناقض هذا! فان لم تستطع اختيار شريكة حياتك بالطريقة الصحيحة كيف لي ان ادعمك بصوتي لتكون رئيسي في العمل او قائد لمشروع يهمني او غيره
خلاصة الفضفضة :

1_اتقوا الله خلال الزيارات لاختيار العروس، ولا داعي لأي احراج ف للبيوت حرمات .
2_دربوا اولادكم على اتقان كيفية اختيار كل ما يخص حياتهم سواء في تخصص دراسي او مجال عمل او زواج وحتى في اختيار اسم مولودهم الاول.
3_من لا يمتلك القدرة على اختيار ما يخص حياته، فلا نأمل منه ان يكون شخصية قيادية او حتى مسؤولة في حياة الآخرين .
4_اخرج عن المألوف و فكر خارج الصندوق فانت اب المستقبل، اب في بيتك و اب في عملك.

هي مجرد فضفضات دارت في فكري فأحببت أن أشارككم إياها.
ندى السوالمه

 

 




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :