إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الأوصياء المجهولون


عمان جو - خالد سامح

لست ضد الدين أو دعوة الناس للإلتزام بأوامره ونواهيه، ولكن أكثر مايثير استهجاني وتعجبي –وربما يشاطرني الكثير من الناس نفس الشعور- ظاهرة الملصقات التي تملأ جدران عمان، مذكرة الناس –بأسلوب الأمر على الأغلب- ب"الصلاة على النبي" والاستغفار والدعاء وعذاب القبر والحجاب...الخ، ولا أدري حقيقة ماموقف دائرة الافتاء واولي الأمر في الفقه والشريعة بتلك الظاهرة!!.
وللتعجب هنا مبرراته:
أولا :هل يدور بخلد هؤلاء الذين ينشرون تلك الملصقات في كل مكان أن الشعب الأردني على حافة الكفر ، أو ينقصه الايمان بالله ولا بد من تذكيره بالأمر والانذار بضرورة "العودة الى الله."!!! ومن وكلهم بمهمة الوصاية الدينية على الناس!!
ثانيا : هل ورد عن النبي أو أصحابه أو حتى الخلفاء الراشدين أنهم نشروا بطرقات مكة والمدينة مثل تلك المنشورات؟
ثالثا: وهو مايجب أن يتصدى له أصحاب الرأي والفقهاء ويتعلق بنسب الكثير من الأدعية والمأثورات المنشورة للنبي!! فما مدى صحتها؟ وهل ورد في الدين ضرورة حض الناس على التقوى بتلك الطريقة المنفره وبأساليب الترهيب لا الترغيب؟.
رابعا: من هؤلاء؟ ولأي جهة ينتمون؟ ومن يدفعهم لتحويل عمان الى معرض مفتوح لأوامرهم ونواهيهم وشطحاتهم؟
في المملكة العربية السعودية وهي دولة تتكأ على الدين في كافة تشريعاتها لم أر في شوارع الرياض مثل تلك الظاهرة على الاطلاق، يبدو أن الأمور هناك مضبوطه بحزم من قبل الدولة، أما نحن فإن تساهل حكومتنا والتدين الفطري ربما عند عموم الجمهور أديا لاستفحال مثل تلك الظواهر التي يفرضها علينا "أوصياء مجهولون" يروجون لتدينهم الزائف ونوازعهم السلطوية في عتمة الليل، والعجيب أن ليس من بين ماينشر مايدعو الى الأخلاق والفضيله وحرمة الغش والكذب وغيرها من الآفات النفسية المنتشره في بلدنا وينهى عنها الدين بنصوص واضحه في القرآن والأحاديث النبوية.
وأخيرا، فإن الايمان الحقيقي لايأت عبر تلك الوسائل، وقد بات الأمر ملحاً لوضع حد لكل من تسول له نفسه احتكار الدين وفرض رؤيته على الناس، وهذه صرخه لعلها تصل الى آذان المسؤولين وشيوخنا الذين مافتأوا يحذورن الشعب من "البدع" ...أوليست "ملصقات الشوارع" بدعه أيضا!!!.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :