إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

ليلة الرعب : يوفنتوس x اتلتيكو مدريد .. ما بين عبقرية اليغري وصرامة سيميوني


عمان جو - عمر ابو زيد - سفرت قرعة دور الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا عن مواجهات نارية لاغلب الفرق كما كان متوقعا حيث اصطدم البايرن بالليفر والريال يواجه اياكس والبرسا ضد ليون واليونايتد في مواجهة عملاق باريس ، ومن ابرز المواجهات تلك التي تجمع سيد ايطاليا يوفنتوس مع الفريق العنيد أتلتيكو مدريد.

مواجهة اليوفي والاتلتي تتوقع جماهيرنا العربية انها ستكون مملة ودفاعية ولكن على العكس هو لقاء ناري بكل ما تحمله الكلمة من معنى وتكتيكي من طراز رفيع .. كيف لا وهو لقاء يجمع بين اللوتشو سيميوني الذي لطالما عودنا على الحضور بشكل قوي امام الفرق الكبيرة حيث تشعر وان كتيبة اتلتيكو مثل الجيش من حيث الانضباط التكتيكي والقتالية العالية واللعب بروح الجماعة .

اما بالنسبة لاليغري فهو ثعلب ماكر تشعر في بعض مبارياته انه قليل الحيلة ولكن سرعان ما يتحول الى عبقري امام الكبار خاصة في المباريات التي تلعب بنظام الذهاب والاياب .. ومما يزيد من قوة اليغري هو الزاد البشري الذي تمتلكه فرقة اليوفي وهو ما يتمناه اي مدرب بالعالم (بصرف النظر عن خط وسط الفريق الذي يحتاج الى تدعيم في سوق الانتقالات الشتوية) اضف على ذلك سلاح رونالدو والذي يعد من ابرز اسلحة الثعلب الايطالي .

قبل القرعة تحدث اليغري عن توقعاته للصحفيين قائلا: " إن واجهنا أتلتيكو مدريد أو ليفربول فسيكون ذلك نهائيا".

وشاءت الاقدار ان تتحقق نبوءته فأوقعت يوفنتوس مع أصعب خصم ممكن من بين أصحاب المستوى الثاني، ولو عدنا بالذاكرة نرى ان اتلتيكو كان ضمن مجموعة اليوفي في نسخة عام 2015 ولم يتمكن البيانكونيري من تصدرها على الرغم من أنه أكمل المشوار حتى النهائي.

بالنظر الى اسلوب لعب الفريقين نجد ان هناك تشابه كبير بين اليغري وسيميوني من حيث الالتزام التكتيكي والصرامة والتحفظ الدفاعي كيف لا وهما اللذان تكونا بالمدرسة التدريبية الايطالية والتي تعتمد بالمقام الاول على الدفاع .. ومن ثم المباغتة بالمرتدات .. مما يعطي اثارة كبيرة لهذه المواجهة خاصة لعشاق التكتيك.

ونستنتج مما ذكرناه سابقا العوامل التالية :

1 – لا يمكن التنبؤ قبل المباراة بمن يستأهل .

2 – الاهداف والفرص ستكون شحيحة حسب المعطيات واسلوب لعب الفريقين.

وبالنظر الى نتائج الفريقين عندما التقيا في 2015 نجد ان أتلتيكو مدريد فاز ذهابا بهدف اردا توران، وتعادلا إيابا على أليانز ستاديوم دون أهداف، في واحدة من أكثر المباريات تحفظا وانعداما للفرص ورغبة في عدم الخسارة على الرغم من أن فوز البيانكونيري كان يعني الصدارة.



هاجس الابطال وفشل اليغري :

استعصى لقب دوري الابطال على اليوفنتوس في مرات عديدة منذ عام 1996 عندما حققه البيانكونيري بركلات الترجيح على حساب اياكس الهولندي .. وعجز اليغري خلال اربع مواسم في قيادة دكة اليوفي على الفوز به حيث خسر النهائي مرتين أمام كل من برشلونة وريال مدريد (2015، و2017 على التوالي.

بعد خسارة لقب 2017 اقدمت ادارة اليوفي على الجنون حيث تعاقدوا مع رجل دوري الابطال الاول كريستيانو رونالدو ، بالإضافة إلى تدعيمات نوعية مثل كانسيلو في الرواق الأيمن، استعادة ليوناردو بونوتشي في الدفاع، جلب إيمري تشان لتقوية الوسط، ودون التخلي عن أي لاعب مهم سوى غونزالو هيغواين الذي لم يعد له مكان بعد قدوم رونالدو، بالإضافة إلى رحيل الأسطورة جانلويجي بوفون.

بعد كل هذه المعطيات اليكم الآن مقارنة بين الفريقين : في حراسة المرمى، نجد ان التفوق يصب في مصلحة أوبلاك على حساب تشيزني، صحيح أن الأخير تطور كثيرا في يوفنتوس خاصة بعد مزاملة بوفون، لكن أوبلاك واحد من بين أفضل حراس العالم إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق.

الدفاع:

مرجع الفريقين والركيزة الاساسية للمدربين ، فثنائية بونوتشي وكيليني قوية وصلبة وايضا ثنائية خيمينيز وغودين لا تقل قوة عن الطليان رغم ان هناك تفوق بسيطة لقلبي دفاع الاتلتي خاصة في الكرات العرضية.

أما في الأظهرة فكل من الفريقين لديه خصائص مختلفة، أليكس ساندور وكانسيلو لديهما القوة الهجومية الكافية لتشكيل الخطورة على أي منافس، لكن يعيبهما الضعف الدفاعي.

في المقابل لدى البرازيلي فليبي لويس توازن بين الدفاع والهجوم رغم بعض هفواته الدفاعية وقلة سرعته بسبب التقدم بالعمر، بينما لا يختلف الامر كثيرا في الرواق الأيمن الذي يحتله الكولمبي سانتياغو أرياس الذي قدم من إيندهوفن لكنه لا يزال في مرحلة الانسجام ولم يقدم الكثير.

الوسط :

تبدو الكفة متساوية حيث يملك اليوفنتوس ميراليم بيانيتش والمتألق الأروجوياني رودريغو بنتانكور، مع سامي خضيرة وتشان وماتويدي الذين لا يكلون أو يملون من التحرك والركض ، نفس الشيئ ينطبق على الثلاثي رودريجو وكوكي وساؤول الذين لديهم شيئ اضافي يميزهم وهو التنوع والذكاء والقدرة على الخروج من الضغط بسلاسة.

ورقات رابحة :

في الخط الأمامي لا يحتاج الأمر إلى الكثير من الحديث، فالفريق الذي يمتلك كريستيانو رونالدو لديه افضلية ، إضافة إلى المحارب مانزوكيتش، و دوغلاس كوستا وكوادرادو، وبيرنارديسكي، وجوهرة لا نظير لها: باولو ديبالا.



في المقابل سيكون على دييغو كوستا أن يقدم أكثر بكثير مما فعل منذ عاد إلى إسبانيا، وسيحتاج غريزمان إلى التأكيد على حديثه المتكرر أنه لا يقل عن رونالدو وميسي.. في المجمل الكفة تميل لصالح اليوفنتوس من ناحية الأسماء في خط المقدمة.

توقع شخصي : يوفنتوس يمتلك طفيف بالنظر الى ان مباراة الإياب ستقام في إيطاليا، ولأن رونالدو يعرف تماما كيف يسجل في مرمى أوبلاك.. (سجل 22 هدفا وصنع 8 خلال 31 مواجهة ضد أتلتيكو). 55 % لليوفي مقابل 45 لأتلتيكو مدريد.

ختاما : فرجة ممتعة للمشاهدين .. انصحكم بحضور القمة صحيح انها ستكون قليلة الاهداف ولكنها ممتعة تكتيكيا .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :