إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

شماغ بسام الموروث


عمان جو - راتب عبابنه

يخرج علينا كلما توفرت مؤشرات حراكية احتجاجية ومطلبية كما هو الحال الآن من يحاول التذكير بالوطنية والمواطنة والولاء والإنتماء بأسلوب كفيل بتحريك الساكن وخلق بلبلة وتعكير الماء الصافي برمي حجارته التي تهدف لدفع البعض باتجاه البعض الآخر للإستقواء والتجييش والتحشيد لإحياء عُقد وأحقاد دفينة ما زالت بقناعة بعضهم قادرة على خلق الفوضى التي من خلالها يمكن للمتصيدين اقتناص الفرص وتمرير مخزونهم البغيض للتشويش والنيل من الأردن انطلاقا من نفسيات تتوهم سهولة النيل من وطن قد فتح أبوابه لكل طالبي العيش بأمان واطمئنان.
لقد اعتدنا على مثل هذه النمطية بالطرح من الصحفي الكاتب بسام البدارين من جريدة القدس العربي وهي جريدة نحترم اتزانها وتوخيها المصداقية بنسبة عالية.
خلال سنوات الإنفجار العربي كان دائم الكتابة وبحرارة مرتفعة كان يمكنها إدخاله الطوارئ حتى لا تسوء حالته ويضطر لدخول غرفة العناية المركزة، لكن المناخ العام المتقلب الظروف الجوية بردا وحرارة ورياحا أحيانا كانت عاتية وأحيانا نسيما مما ساعده على الخروج المؤقت من حالته التي شكلت خطرا على حياته. لقد أسهب واشتط بخصوص الأرقام الوطنية ومنحها وسحبها لحد مزعج مقرف يؤشر لوجود ما يعانيه من مكنونات ومفاهيم مغلوطة وقد نصب نفسه محاميا عن "أصحاب الحقوق المنقوصة" المقولة التي هرف بها مثله الأعلى عدنان أبو عودة.
وعقدته تتأرجح بين أحقية الأرقام الوطنية ومفهوم الولاء والإنتماء. فعندما تمنح الدولة أرقاما لمستحقيها يفسر ذلك تفريغا لفلسطين من فلسطينييها وإن سحبت الأرقام ممن لا يستحقوها أو امتنعت عن منحها لمن لا يستحقها فذلك يفسر هضما للحقوق. فكيف يمكن للدولة أن ترضيك؟؟ فإما أن تكون أو لا تكون هذا هو القول الفصل وبالتالي تبني على اختيارك وتتحرك وتفكر وتعمل بهدي ما يمليه عليك اختيارك. أما أن تطلب هذا وذاك، فذلك ضياع لا يفضي لنتيجة مريحة، هداك الله. ومثلنا الأردني يقول: "مَن طلبه كله فاته كله".
بآخر إتحافاته في "القدس العربي" يتحدث عن الولاء ويغمز كعادته من جهة الدولة وأبناء أهل الأردن الغيارى العشائر التي احتضنت النظام وقبلته مرحبة بالهاشميين حكاما وعملت بمجملها على الحفاظ على الإستقرار والأمن مما كان وما زال ركيزة أساسية من ركائز الحكم المستقر.
ويقزم كاتبنا الولاء بارتداء الشماغ الأحمر ورفع علم الثورة العربية الكبرى وسماع الأناشيد الوطنية والسياقة عكس السير، فيقول : "فرضا إذا إرتديت شماغي الأحمر الموروث عن والدي رحمه الله وزرعت علم الثورة العربية الكبرى على نافذة سيارتي ودخلت في أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة عمان بسيارتي «عكس السير» فهل أنا من جماعة الولاء الجيد ام مخالف لقانون السير؟ إذا تلثمت وأطلقت مكبر الصوت بالأناشيد الوطنية وكرهت الغرباء والأجانب وبقية المكونات واللاجئين والعابرين والأثرياء والعلماء والمثقفين في بلدي فهل أنا في الطريق الصحيح ؟".
كلام يحمل من السخرية والإستهزاء الكثير، بل هو اتهام فج رخيص ينم عن فهم ضحل أو محاولة إضفاء الضحالة على معايير الدولة وعلى الأردنيين من المنبتين. وينسب لنا الكره للأجانب واللاجئين كأساس للولاء. وهذا يدل عل التخبط والذهنية ذات التشعب الإنتمائي اللامستقر الذي دافعه مكتنز بالصدور وراسخ بالنفوس فاقدة الهوية والبوصلة مما خلق منها مصادر يملؤها القلق والتوجس والريبة من كل ما يأتي من الدولة.
وهذا الطرح المتجدد والمتكرر نفهمه ركوبا للموجة وإثارة وإحياء للنعرات وخلقا لمناخ فترة تجاوزناها بمنتهى الحكمة والعقلانية وتابعنا المسير والبناء سوية رغم وجود شوائب ومنغصات كثيرة تاركين الصغائر خلفنا وانطلقنا نحو المستقبل آملين بالتطوير والتحسين، لكن الأيادي البرمكية لم تتركنا وشأننا.
رغم وعي شعبنا إلا أن الكلمة المطبوعة لها سحرها وتأثيرها على القارئ إيجابا أو سلبا. فكلام كاتب من وزن كاتبنا ــ كما يحلو له استخدام كلمتي "من وزن" ــ ومن جريدة بوزن "القدس العربي"، لا محالة سيتفاعل لدى البعض ويفرز ما لا نرغب به.
وهو دائم التذكير بأن والده خدم في الجيش العربي 40 عاما محاولا إثبات مفهوم المواطنة والولاء من هذه الزاوية الضيقة. وهذا يدل على عدم الإستقرار النفسي ومحاولة بلورة الذات من خلال حشر نفسه مع الموالين والمنتمين. والولاء بتعريفه البسيط والسريع هو التقبل العاطفي والوجداني لشخص أو فكرة أو حزب أو دولة أو جماعة ووضع كل ذلك أمامه. أما من المنظور السياسي فيعني أن تكون مواليا لدولة بنظامها وتوجهها.
الولاء للأردن لا يأتي من الولاء لباسم عوض الله أو عدنان ابو عودة أو طاهر المصري أو خليل عطية وغيرهم ممن تعتبرهم رموزك وتحاول حشر أسمائهم قسرا بمعظم كتاباتك وهذا دليل على التأرجح بنقاء ولائك المنسجم مع ما تحمله وتكنه بداخلك ويذهب بك مرة يمينا وأخرى يسارا مما خلق لديك تخبطا وحيرة بين المنبت والمكتسب.
فحتى لو علقت صورة الملك ولبست الشماغ الأردني وشاهدت قناة زوينة ورفعت علم النهضة العربية بقيادة الهاشميين، فلا يدل ذلك على أو يثبت الولاء والإنتماء لأن الولاء شعور يترجم على الواقع بالفعل المقترن بالقول والمنسجم معه، أما التناقض بين الظاهر والباطن فيهلك صاحبه حتى يفقده مصداقيته ويخلق منه عدوا لنفسه قبل الآخرين.
لذلك نقول للسيد بدارين دعك عن رمي حجارتك بمائنا الصافي ودعك من دس السم بالدسم واعرض عن ركوب الموجة واستغلالها لرمي سهامك التي تصيبنا من كل المنابت والأصول. وننصحك بتسخير قلمك للدفع باتجاه الإصلاح المقعد والعمل على الحفاظ على اللحمة الوطنية التي نحن أحوج ما نكون لها في هذا الزمن الرديء وندعو لك بالهداية وتحري الصواب.
حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :