عمان جو-يحظى الفيلم السعودي الجديد 'سلمى وقمر' بإقبال جماهيري واسع وإشادات نقدية إيجابية منذ عرضه، حيث نجح في مزج عناصر الرومانسية والواقعية والكوميديا ببراعة، تاركًا لدى المشاهدين شعورًا بالسعادة والحنين إلى زمن ربما ولى، وذلك دون إغفال جمالية العناصر الفنية السينمائية التي تميز العمل.
وقد حققت المخرجة السعودية الموهوبة عهد كامل إنجازًا لافتًا بفيلمها الروائي الطويل الأول 'سلمى وقمر'، حيث استطاعت أن تحصد جائزة النخلة الذهبية المرموقة لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أفلام السعودية الذي اختتم فعاليات دورته الحادية عشرة قبل أيام قليلة.
وجاءت هذه الجائزة الأولى للفيلم، الذي صدر في العام الماضي، تتويجًا لإشادات النقاد الذين أثنوا على جودته وتميزه رغم بعض الملاحظات النقدية الطفيفة التي تناولت بعض المشاهد الطويلة التي قد تبطئ الإيقاع العام للفيلم، أو بعض عناصر الحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، مثل الأغاني وتسريحات الشعر التي رأى البعض أنها قد لا تتناسب تمامًا مع تلك الفترة الزمنية.
وتدور أحداث فيلم 'سلمى وقمر'، الذي قامت بكتابة السيناريو الخاص به مخرجته عهد كامل أيضًا، حول علاقة إنسانية فريدة من نوعها تجمع بين طفلة سعودية صغيرة وسائقها السوداني الخاص. فمن خلال هذه العلاقة، تعوض الطفلة سلمى بشكل جزئي انشغال والدها الدائم وبُعد والدتها عنها، بينما يعوض السائق قمر افتقاده لطفلته وعائلته البعيدة في السودان.
وتكشف قصة الفيلم عن كونها تجربة شخصية للكاتبة والمخرجة عهد كامل، حيث تظهر في نهاية الفيلم إهداءً مؤثراً من المخرجة لفيلمها 'سلمى وقمر' إلى سائقها السوداني الحقيقي الذي يدعى محي الدين، والذي جمعتها به ذكريات جميلة وعميقة خلال فترة طفولتها.
وفي هذا السياق الزماني والمكاني الذي تدور فيه الأحداث في مدينة جدة خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تتوالى مشاهد الفيلم بهدوء وسلاسة، بعيدًا عن الإثارة والتشويق التقليدي وتصاعد الأحداث الدرامية المفتعلة، بل يركز الفيلم بشكل أساسي على إبراز الحالة الإنسانية الصادقة ومشاعر الاعتياد والأمان التي نشأت وتطورت بين الطفلة سلمى والسائق قمر.
ويُبرز الفيلم بوضوح قوة مشاعر الأبوة الحانية والحرص الشديد والحب العميق الذي نشأ بين الطفلة الصغيرة والسائق، خاصة عندما تظهر البيئة الثرية التي ترعرعت فيها هذه المشاعر، حيث قصر عائلة الطفلة المليء بالأثاث الفاخر والعديد من العاملين فيه.
إلا أن الفيلم يؤكد على حقيقة إنسانية بسيطة وعميقة، وهي أن أبناء تلك الطبقة الثرية، مثلهم كمثل بقية الناس في مختلف الطبقات الاجتماعية، لا توجد طبقة خاصة للمشاعر التي تجمع بين البشر، ولا يمكن الاستغناء عن هذه المشاعر مهما بلغ المرء من الغنى أو السلطة، طالما توفر الشخص الذي يبادلهم هذه المشاعر بصدق وإخلاص، حتى لو كان هذا الشخص من خارج دائرة العائلة أو حتى من خارج المدينة والوطن.
ويبدو فيلم 'سلمى وقمر' أشبه بسيرة ذاتية للمخرجة عهد كامل، بما تحمله السير الذاتية وأسرارها من جاذبية خاصة للمشاهدين، وهو في الوقت ذاته عمل درامي مليء بالأحداث والتفاصيل الإنسانية المؤثرة، حيث يصور الفيلم بطلته الطموحة والمفعمة بروح المغامرة في مرحلتين زمنيتين مهمتين في حياتها، وهما الطفولة والمراهقة، وذلك جنبًا إلى جنب مع كونه عملًا سينمائيًا فنيًا متكامل الأركان.
وفي زمن مادي طغت عليه الفردانية والانشغال المفرط بالهواتف النقالة ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتلاشى تدريجيًا الكثير من المشاعر الإنسانية العميقة والانفعالات الصادقة، نجح فيلم 'سلمى وقمر' في جرّ مشاهديه إلى حقبة زمنية ليست بالبعيدة عنا كثيرًا، وقد عاصرها الكثيرون منا وما زالوا يحنون إلى بساطتها ودفئها، عندما كانت الأغاني العذبة والمغامرات الصغيرة تصنع يومنا وتمنحنا السعادة.
ويضم فريق عمل فيلم 'سلمى وقمر' نخبة من الممثلين الموهوبين، من بينهم رولا دخيل الله التي لعبت دور البطولة، ومصطفى شحاتة الذي جسد دورًا رئيسيًا أيضًا، بالإضافة إلى رنا علم الدين، وقصي خضر، وأمجد أبو العلاء، ومحمد هلال.
عمان جو-يحظى الفيلم السعودي الجديد 'سلمى وقمر' بإقبال جماهيري واسع وإشادات نقدية إيجابية منذ عرضه، حيث نجح في مزج عناصر الرومانسية والواقعية والكوميديا ببراعة، تاركًا لدى المشاهدين شعورًا بالسعادة والحنين إلى زمن ربما ولى، وذلك دون إغفال جمالية العناصر الفنية السينمائية التي تميز العمل.
وقد حققت المخرجة السعودية الموهوبة عهد كامل إنجازًا لافتًا بفيلمها الروائي الطويل الأول 'سلمى وقمر'، حيث استطاعت أن تحصد جائزة النخلة الذهبية المرموقة لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أفلام السعودية الذي اختتم فعاليات دورته الحادية عشرة قبل أيام قليلة.
وجاءت هذه الجائزة الأولى للفيلم، الذي صدر في العام الماضي، تتويجًا لإشادات النقاد الذين أثنوا على جودته وتميزه رغم بعض الملاحظات النقدية الطفيفة التي تناولت بعض المشاهد الطويلة التي قد تبطئ الإيقاع العام للفيلم، أو بعض عناصر الحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، مثل الأغاني وتسريحات الشعر التي رأى البعض أنها قد لا تتناسب تمامًا مع تلك الفترة الزمنية.
وتدور أحداث فيلم 'سلمى وقمر'، الذي قامت بكتابة السيناريو الخاص به مخرجته عهد كامل أيضًا، حول علاقة إنسانية فريدة من نوعها تجمع بين طفلة سعودية صغيرة وسائقها السوداني الخاص. فمن خلال هذه العلاقة، تعوض الطفلة سلمى بشكل جزئي انشغال والدها الدائم وبُعد والدتها عنها، بينما يعوض السائق قمر افتقاده لطفلته وعائلته البعيدة في السودان.
وتكشف قصة الفيلم عن كونها تجربة شخصية للكاتبة والمخرجة عهد كامل، حيث تظهر في نهاية الفيلم إهداءً مؤثراً من المخرجة لفيلمها 'سلمى وقمر' إلى سائقها السوداني الحقيقي الذي يدعى محي الدين، والذي جمعتها به ذكريات جميلة وعميقة خلال فترة طفولتها.
وفي هذا السياق الزماني والمكاني الذي تدور فيه الأحداث في مدينة جدة خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تتوالى مشاهد الفيلم بهدوء وسلاسة، بعيدًا عن الإثارة والتشويق التقليدي وتصاعد الأحداث الدرامية المفتعلة، بل يركز الفيلم بشكل أساسي على إبراز الحالة الإنسانية الصادقة ومشاعر الاعتياد والأمان التي نشأت وتطورت بين الطفلة سلمى والسائق قمر.
ويُبرز الفيلم بوضوح قوة مشاعر الأبوة الحانية والحرص الشديد والحب العميق الذي نشأ بين الطفلة الصغيرة والسائق، خاصة عندما تظهر البيئة الثرية التي ترعرعت فيها هذه المشاعر، حيث قصر عائلة الطفلة المليء بالأثاث الفاخر والعديد من العاملين فيه.
إلا أن الفيلم يؤكد على حقيقة إنسانية بسيطة وعميقة، وهي أن أبناء تلك الطبقة الثرية، مثلهم كمثل بقية الناس في مختلف الطبقات الاجتماعية، لا توجد طبقة خاصة للمشاعر التي تجمع بين البشر، ولا يمكن الاستغناء عن هذه المشاعر مهما بلغ المرء من الغنى أو السلطة، طالما توفر الشخص الذي يبادلهم هذه المشاعر بصدق وإخلاص، حتى لو كان هذا الشخص من خارج دائرة العائلة أو حتى من خارج المدينة والوطن.
ويبدو فيلم 'سلمى وقمر' أشبه بسيرة ذاتية للمخرجة عهد كامل، بما تحمله السير الذاتية وأسرارها من جاذبية خاصة للمشاهدين، وهو في الوقت ذاته عمل درامي مليء بالأحداث والتفاصيل الإنسانية المؤثرة، حيث يصور الفيلم بطلته الطموحة والمفعمة بروح المغامرة في مرحلتين زمنيتين مهمتين في حياتها، وهما الطفولة والمراهقة، وذلك جنبًا إلى جنب مع كونه عملًا سينمائيًا فنيًا متكامل الأركان.
وفي زمن مادي طغت عليه الفردانية والانشغال المفرط بالهواتف النقالة ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتلاشى تدريجيًا الكثير من المشاعر الإنسانية العميقة والانفعالات الصادقة، نجح فيلم 'سلمى وقمر' في جرّ مشاهديه إلى حقبة زمنية ليست بالبعيدة عنا كثيرًا، وقد عاصرها الكثيرون منا وما زالوا يحنون إلى بساطتها ودفئها، عندما كانت الأغاني العذبة والمغامرات الصغيرة تصنع يومنا وتمنحنا السعادة.
ويضم فريق عمل فيلم 'سلمى وقمر' نخبة من الممثلين الموهوبين، من بينهم رولا دخيل الله التي لعبت دور البطولة، ومصطفى شحاتة الذي جسد دورًا رئيسيًا أيضًا، بالإضافة إلى رنا علم الدين، وقصي خضر، وأمجد أبو العلاء، ومحمد هلال.
عمان جو-يحظى الفيلم السعودي الجديد 'سلمى وقمر' بإقبال جماهيري واسع وإشادات نقدية إيجابية منذ عرضه، حيث نجح في مزج عناصر الرومانسية والواقعية والكوميديا ببراعة، تاركًا لدى المشاهدين شعورًا بالسعادة والحنين إلى زمن ربما ولى، وذلك دون إغفال جمالية العناصر الفنية السينمائية التي تميز العمل.
وقد حققت المخرجة السعودية الموهوبة عهد كامل إنجازًا لافتًا بفيلمها الروائي الطويل الأول 'سلمى وقمر'، حيث استطاعت أن تحصد جائزة النخلة الذهبية المرموقة لأفضل فيلم روائي طويل في مهرجان أفلام السعودية الذي اختتم فعاليات دورته الحادية عشرة قبل أيام قليلة.
وجاءت هذه الجائزة الأولى للفيلم، الذي صدر في العام الماضي، تتويجًا لإشادات النقاد الذين أثنوا على جودته وتميزه رغم بعض الملاحظات النقدية الطفيفة التي تناولت بعض المشاهد الطويلة التي قد تبطئ الإيقاع العام للفيلم، أو بعض عناصر الحقبة الزمنية التي تدور فيها الأحداث، مثل الأغاني وتسريحات الشعر التي رأى البعض أنها قد لا تتناسب تمامًا مع تلك الفترة الزمنية.
وتدور أحداث فيلم 'سلمى وقمر'، الذي قامت بكتابة السيناريو الخاص به مخرجته عهد كامل أيضًا، حول علاقة إنسانية فريدة من نوعها تجمع بين طفلة سعودية صغيرة وسائقها السوداني الخاص. فمن خلال هذه العلاقة، تعوض الطفلة سلمى بشكل جزئي انشغال والدها الدائم وبُعد والدتها عنها، بينما يعوض السائق قمر افتقاده لطفلته وعائلته البعيدة في السودان.
وتكشف قصة الفيلم عن كونها تجربة شخصية للكاتبة والمخرجة عهد كامل، حيث تظهر في نهاية الفيلم إهداءً مؤثراً من المخرجة لفيلمها 'سلمى وقمر' إلى سائقها السوداني الحقيقي الذي يدعى محي الدين، والذي جمعتها به ذكريات جميلة وعميقة خلال فترة طفولتها.
وفي هذا السياق الزماني والمكاني الذي تدور فيه الأحداث في مدينة جدة خلال حقبتي الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، تتوالى مشاهد الفيلم بهدوء وسلاسة، بعيدًا عن الإثارة والتشويق التقليدي وتصاعد الأحداث الدرامية المفتعلة، بل يركز الفيلم بشكل أساسي على إبراز الحالة الإنسانية الصادقة ومشاعر الاعتياد والأمان التي نشأت وتطورت بين الطفلة سلمى والسائق قمر.
ويُبرز الفيلم بوضوح قوة مشاعر الأبوة الحانية والحرص الشديد والحب العميق الذي نشأ بين الطفلة الصغيرة والسائق، خاصة عندما تظهر البيئة الثرية التي ترعرعت فيها هذه المشاعر، حيث قصر عائلة الطفلة المليء بالأثاث الفاخر والعديد من العاملين فيه.
إلا أن الفيلم يؤكد على حقيقة إنسانية بسيطة وعميقة، وهي أن أبناء تلك الطبقة الثرية، مثلهم كمثل بقية الناس في مختلف الطبقات الاجتماعية، لا توجد طبقة خاصة للمشاعر التي تجمع بين البشر، ولا يمكن الاستغناء عن هذه المشاعر مهما بلغ المرء من الغنى أو السلطة، طالما توفر الشخص الذي يبادلهم هذه المشاعر بصدق وإخلاص، حتى لو كان هذا الشخص من خارج دائرة العائلة أو حتى من خارج المدينة والوطن.
ويبدو فيلم 'سلمى وقمر' أشبه بسيرة ذاتية للمخرجة عهد كامل، بما تحمله السير الذاتية وأسرارها من جاذبية خاصة للمشاهدين، وهو في الوقت ذاته عمل درامي مليء بالأحداث والتفاصيل الإنسانية المؤثرة، حيث يصور الفيلم بطلته الطموحة والمفعمة بروح المغامرة في مرحلتين زمنيتين مهمتين في حياتها، وهما الطفولة والمراهقة، وذلك جنبًا إلى جنب مع كونه عملًا سينمائيًا فنيًا متكامل الأركان.
وفي زمن مادي طغت عليه الفردانية والانشغال المفرط بالهواتف النقالة ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما تتلاشى تدريجيًا الكثير من المشاعر الإنسانية العميقة والانفعالات الصادقة، نجح فيلم 'سلمى وقمر' في جرّ مشاهديه إلى حقبة زمنية ليست بالبعيدة عنا كثيرًا، وقد عاصرها الكثيرون منا وما زالوا يحنون إلى بساطتها ودفئها، عندما كانت الأغاني العذبة والمغامرات الصغيرة تصنع يومنا وتمنحنا السعادة.
ويضم فريق عمل فيلم 'سلمى وقمر' نخبة من الممثلين الموهوبين، من بينهم رولا دخيل الله التي لعبت دور البطولة، ومصطفى شحاتة الذي جسد دورًا رئيسيًا أيضًا، بالإضافة إلى رنا علم الدين، وقصي خضر، وأمجد أبو العلاء، ومحمد هلال.
التعليقات
فيلم "سلمى وقمر" السعودي يحصد الإشادات ويمجد المشاعر الإنسانية
التعليقات