فحوى مقولة الدبلوماسية فنٌّ يداري القسوة ببراعة الصبر تُنسب إلى الفكاهي والكاتب الأمريكي الشهير ويل روجرز مقولةٌ قد تبدو للوهلة الأولى ساخرة أو حتى قاسية، لكنها تحمل في طياتها عمقًا فلسفيًا حول جوهر الدبلوماسية والعلاقات الدولية. يقول روجرز: 'الدبلوماسية: هي أن تلاعب الكلب بلطف حتى تجد حجرًا تضربه به.' هذه المقولة، وإن كانت صيغتها الفكاهية تخفي مرارة الواقع، إلا أنها تُلخص مفهومًا معقدًا للدبلوماسية ليس كما يجب أن تكون، بل كما هي عليه في بعض الأحيان في عالم تتنافس فيه المصالح. في ظاهرها، تعكس المقولة نظرة متشائمة، أو ربما واقعية، للدبلوماسية كأداة لتحقيق الأهداف بأي ثمن، حتى لو تطلب الأمر المكر والخداع. 'ملاعبة الكلب بلطف' تشير إلى استخدام اللين، والمجاملة، والمفاوضات، والتنازلات الظاهرية، وحتى بناء علاقات ظاهرية من الود والثقة. هذا الجانب يعكس فنّ الدبلوماسي في إقامة الجسور، وإدارة المحادثات، وخلق انطباع إيجابي، حتى مع الخصوم أو الأطراف التي تحمل لهم أهدافاً غير معلنة. هو فنّ 'المناورة' بامتياز، حيث تُستخدم الكلمات كأدوات تخدير مؤقت، والابتسامات كأقنعة تخفي النوايا الحقيقية. أما الشطر الثاني من المقولة، 'حتى تجد حجرًا تضربه به'، فهو الجزء الذي يكشف عن الوجه الآخر، والأكثر قتامة، لهذا النوع من الدبلوماسية. إنه يشير إلى الهدف النهائي، وهو تحقيق المصلحة الذاتية، غالبًا على حساب الطرف الآخر. 'الحجر' هنا يرمز إلى القوة، أو الفرصة المواتية، أو النقطة الضعيفة التي يمكن استغلالها. إنه يعني أن كل تلك 'الملاعبة اللطيفة' لم تكن غاية في حد ذاتها، بل كانت وسيلة لكسب الوقت، أو جمع المعلومات، أو إضعاف الخصم، أو الانتظار حتى تتهيأ الظروف المواتية لتوجيه الضربة الحاسمة أو فرض الإرادة. هذه النظرة للدبلوماسية، على الرغم من قسوتها، تتفق مع مبدأ 'السياسة الواقعية' (Realpolitik) في العلاقات الدولية، حيث تُعتبر الدولة كيانًا يسعى لتحقيق مصالحه الوطنية العليا، وغالبًا ما تكون القوة (سواء كانت عسكرية، اقتصادية، أو دبلوماسية) هي المحرك الأساسي للعلاقات. في هذا السياق، تصبح الدبلوماسية ليست بالضرورة وسيلة للتعاون وبناء الثقة المتبادلة، بل أداة لتحقيق ميزة استراتيجية أو حماية مصالح حيوية، حتى لو تطلب الأمر التلاعب بالآخرين. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن هذه المقولة لا تمثل التعريف الشامل والوحيد للدبلوماسية. فالدبلوماسية في جوهرها يمكن أن تكون أداة بناءة للسلام والتفاهم والتعاون، حيث تسعى الدول لحل النزاعات بالحوار، وتقوية الروابط الاقتصادية والثقافية، والعمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية. الدبلوماسية الإيجابية تسعى لخلق حلول مربحة للجميع (Win-Win Solutions) وليست بالضرورة مبنية على مبدأ المكسب على حساب الخسارة للآخرين. اذن مقولة ويل روجرز تذكير قوي بأن الدبلوماسية يمكن أن تكون سيفًا ذا حدين. إنها تسلط الضوء على جانب مظلم محتمل في الممارسة الدبلوماسية، حيث قد تٌستخدم الأساليب اللينة للتغطية على نوايا أكثر صرامة أو لتهيئة الظروف لفرض القوة. هذه النظرة تدعو إلى اليقظة والفطنة في التعاملات الدولية، وتُبرز أهمية فهم الدوافع الحقيقية وراء الأقوال والأفعال الدبلوماسية، مع الإبقاء على الأمل بأن الدبلوماسية الحقيقية يمكن أن تكون جسراً للسلام والتفاهم لا وسيلة لتحقيق مآرب خفية.
عمان جو- الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
فحوى مقولة الدبلوماسية فنٌّ يداري القسوة ببراعة الصبر تُنسب إلى الفكاهي والكاتب الأمريكي الشهير ويل روجرز مقولةٌ قد تبدو للوهلة الأولى ساخرة أو حتى قاسية، لكنها تحمل في طياتها عمقًا فلسفيًا حول جوهر الدبلوماسية والعلاقات الدولية. يقول روجرز: 'الدبلوماسية: هي أن تلاعب الكلب بلطف حتى تجد حجرًا تضربه به.' هذه المقولة، وإن كانت صيغتها الفكاهية تخفي مرارة الواقع، إلا أنها تُلخص مفهومًا معقدًا للدبلوماسية ليس كما يجب أن تكون، بل كما هي عليه في بعض الأحيان في عالم تتنافس فيه المصالح. في ظاهرها، تعكس المقولة نظرة متشائمة، أو ربما واقعية، للدبلوماسية كأداة لتحقيق الأهداف بأي ثمن، حتى لو تطلب الأمر المكر والخداع. 'ملاعبة الكلب بلطف' تشير إلى استخدام اللين، والمجاملة، والمفاوضات، والتنازلات الظاهرية، وحتى بناء علاقات ظاهرية من الود والثقة. هذا الجانب يعكس فنّ الدبلوماسي في إقامة الجسور، وإدارة المحادثات، وخلق انطباع إيجابي، حتى مع الخصوم أو الأطراف التي تحمل لهم أهدافاً غير معلنة. هو فنّ 'المناورة' بامتياز، حيث تُستخدم الكلمات كأدوات تخدير مؤقت، والابتسامات كأقنعة تخفي النوايا الحقيقية. أما الشطر الثاني من المقولة، 'حتى تجد حجرًا تضربه به'، فهو الجزء الذي يكشف عن الوجه الآخر، والأكثر قتامة، لهذا النوع من الدبلوماسية. إنه يشير إلى الهدف النهائي، وهو تحقيق المصلحة الذاتية، غالبًا على حساب الطرف الآخر. 'الحجر' هنا يرمز إلى القوة، أو الفرصة المواتية، أو النقطة الضعيفة التي يمكن استغلالها. إنه يعني أن كل تلك 'الملاعبة اللطيفة' لم تكن غاية في حد ذاتها، بل كانت وسيلة لكسب الوقت، أو جمع المعلومات، أو إضعاف الخصم، أو الانتظار حتى تتهيأ الظروف المواتية لتوجيه الضربة الحاسمة أو فرض الإرادة. هذه النظرة للدبلوماسية، على الرغم من قسوتها، تتفق مع مبدأ 'السياسة الواقعية' (Realpolitik) في العلاقات الدولية، حيث تُعتبر الدولة كيانًا يسعى لتحقيق مصالحه الوطنية العليا، وغالبًا ما تكون القوة (سواء كانت عسكرية، اقتصادية، أو دبلوماسية) هي المحرك الأساسي للعلاقات. في هذا السياق، تصبح الدبلوماسية ليست بالضرورة وسيلة للتعاون وبناء الثقة المتبادلة، بل أداة لتحقيق ميزة استراتيجية أو حماية مصالح حيوية، حتى لو تطلب الأمر التلاعب بالآخرين. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن هذه المقولة لا تمثل التعريف الشامل والوحيد للدبلوماسية. فالدبلوماسية في جوهرها يمكن أن تكون أداة بناءة للسلام والتفاهم والتعاون، حيث تسعى الدول لحل النزاعات بالحوار، وتقوية الروابط الاقتصادية والثقافية، والعمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية. الدبلوماسية الإيجابية تسعى لخلق حلول مربحة للجميع (Win-Win Solutions) وليست بالضرورة مبنية على مبدأ المكسب على حساب الخسارة للآخرين. اذن مقولة ويل روجرز تذكير قوي بأن الدبلوماسية يمكن أن تكون سيفًا ذا حدين. إنها تسلط الضوء على جانب مظلم محتمل في الممارسة الدبلوماسية، حيث قد تٌستخدم الأساليب اللينة للتغطية على نوايا أكثر صرامة أو لتهيئة الظروف لفرض القوة. هذه النظرة تدعو إلى اليقظة والفطنة في التعاملات الدولية، وتُبرز أهمية فهم الدوافع الحقيقية وراء الأقوال والأفعال الدبلوماسية، مع الإبقاء على الأمل بأن الدبلوماسية الحقيقية يمكن أن تكون جسراً للسلام والتفاهم لا وسيلة لتحقيق مآرب خفية.
عمان جو- الاستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي
فحوى مقولة الدبلوماسية فنٌّ يداري القسوة ببراعة الصبر تُنسب إلى الفكاهي والكاتب الأمريكي الشهير ويل روجرز مقولةٌ قد تبدو للوهلة الأولى ساخرة أو حتى قاسية، لكنها تحمل في طياتها عمقًا فلسفيًا حول جوهر الدبلوماسية والعلاقات الدولية. يقول روجرز: 'الدبلوماسية: هي أن تلاعب الكلب بلطف حتى تجد حجرًا تضربه به.' هذه المقولة، وإن كانت صيغتها الفكاهية تخفي مرارة الواقع، إلا أنها تُلخص مفهومًا معقدًا للدبلوماسية ليس كما يجب أن تكون، بل كما هي عليه في بعض الأحيان في عالم تتنافس فيه المصالح. في ظاهرها، تعكس المقولة نظرة متشائمة، أو ربما واقعية، للدبلوماسية كأداة لتحقيق الأهداف بأي ثمن، حتى لو تطلب الأمر المكر والخداع. 'ملاعبة الكلب بلطف' تشير إلى استخدام اللين، والمجاملة، والمفاوضات، والتنازلات الظاهرية، وحتى بناء علاقات ظاهرية من الود والثقة. هذا الجانب يعكس فنّ الدبلوماسي في إقامة الجسور، وإدارة المحادثات، وخلق انطباع إيجابي، حتى مع الخصوم أو الأطراف التي تحمل لهم أهدافاً غير معلنة. هو فنّ 'المناورة' بامتياز، حيث تُستخدم الكلمات كأدوات تخدير مؤقت، والابتسامات كأقنعة تخفي النوايا الحقيقية. أما الشطر الثاني من المقولة، 'حتى تجد حجرًا تضربه به'، فهو الجزء الذي يكشف عن الوجه الآخر، والأكثر قتامة، لهذا النوع من الدبلوماسية. إنه يشير إلى الهدف النهائي، وهو تحقيق المصلحة الذاتية، غالبًا على حساب الطرف الآخر. 'الحجر' هنا يرمز إلى القوة، أو الفرصة المواتية، أو النقطة الضعيفة التي يمكن استغلالها. إنه يعني أن كل تلك 'الملاعبة اللطيفة' لم تكن غاية في حد ذاتها، بل كانت وسيلة لكسب الوقت، أو جمع المعلومات، أو إضعاف الخصم، أو الانتظار حتى تتهيأ الظروف المواتية لتوجيه الضربة الحاسمة أو فرض الإرادة. هذه النظرة للدبلوماسية، على الرغم من قسوتها، تتفق مع مبدأ 'السياسة الواقعية' (Realpolitik) في العلاقات الدولية، حيث تُعتبر الدولة كيانًا يسعى لتحقيق مصالحه الوطنية العليا، وغالبًا ما تكون القوة (سواء كانت عسكرية، اقتصادية، أو دبلوماسية) هي المحرك الأساسي للعلاقات. في هذا السياق، تصبح الدبلوماسية ليست بالضرورة وسيلة للتعاون وبناء الثقة المتبادلة، بل أداة لتحقيق ميزة استراتيجية أو حماية مصالح حيوية، حتى لو تطلب الأمر التلاعب بالآخرين. ومع ذلك، من المهم أن نلاحظ أن هذه المقولة لا تمثل التعريف الشامل والوحيد للدبلوماسية. فالدبلوماسية في جوهرها يمكن أن تكون أداة بناءة للسلام والتفاهم والتعاون، حيث تسعى الدول لحل النزاعات بالحوار، وتقوية الروابط الاقتصادية والثقافية، والعمل المشترك لمواجهة التحديات العالمية. الدبلوماسية الإيجابية تسعى لخلق حلول مربحة للجميع (Win-Win Solutions) وليست بالضرورة مبنية على مبدأ المكسب على حساب الخسارة للآخرين. اذن مقولة ويل روجرز تذكير قوي بأن الدبلوماسية يمكن أن تكون سيفًا ذا حدين. إنها تسلط الضوء على جانب مظلم محتمل في الممارسة الدبلوماسية، حيث قد تٌستخدم الأساليب اللينة للتغطية على نوايا أكثر صرامة أو لتهيئة الظروف لفرض القوة. هذه النظرة تدعو إلى اليقظة والفطنة في التعاملات الدولية، وتُبرز أهمية فهم الدوافع الحقيقية وراء الأقوال والأفعال الدبلوماسية، مع الإبقاء على الأمل بأن الدبلوماسية الحقيقية يمكن أن تكون جسراً للسلام والتفاهم لا وسيلة لتحقيق مآرب خفية.
التعليقات