في مشهد بات يتكرر بوقاحة غير مسبوقة آخرها اليوم، يصر المتطرف الإسرائيلي إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستفزا بذلك مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، ومنتهكا كل المواثيق الدولية والقرارات الأممية التي تقر بعدم شرعية أي تغيير في الوضع القائم داخل الحرم القدسي. 'بن غفير' ليس مجرد متطرف عابر، بل يمثل تيارا يمينيا عقائديا يتسلل إلى مفاصل القرار في دولة الاحتلال، مدفوعا برؤية دينية متطرفة تسعى لفرض سيادة يهودية كاملة على الحرم الشريف ولو بالقوة، تمهيدا لمشروع بائس نحو تقسيمه زمانيا ومكانيا، على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وسط هذا المشهد المتفجر، يبرز الدور الأردني بثبات ومسؤولية تاريخية، بوصفه صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهي وصاية تعود جذورها إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وتمثل صمام أمان قانوني وسياسي لحماية هوية المدينة ومقدساتها. لقد خاض الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، معارك سياسية ودبلوماسية طويلة على الساحة الدولية، من أجل الدفاع عن الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، ووقف محاولات التهويد، ورفض أي مساس بالمقدسات، ويكاد لا يخلو محفل دولي -من الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، ومن منظمة التعاون الإسلامي إلى القمم العربية-؛ من صوت أردني واضح ومبدئي، يحذر من عواقب هذه الاقتحامات المتكررة، ويدعو إلى تحرك عاجل لحماية المسجد الأقصى من التدنيس المنظم. ورغم شح الإمكانات مقارنة بدول أخرى، فقد بذل الأردن جهودا مضنية على الأرض، من خلال دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، التي تدير شؤون المسجد الأقصى، وتعد خط الدفاع الأول في مواجهة الانتهاكات، كما أن الأردن يصر على التصدي لأي محاولات إسرائيلية لتغيير الوضع القائم، وترى أن المساس بالأقصى هو مساس مباشر بالوصاية الهاشمية، وبمكانة القدس لدى مليار ونصف المليار مسلم. إن الصمت الدولي والتعامل مع اقتحامات 'بن غفير' باعتبارها قضايا داخلية، لا يبرئ أحدا، بل يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والتصعيد والعبث بمصير مدينة مقدسة تحت الاحتلال، هي في جوهر الصراع وليست على هامشه. القدس ليست ملفا تفاوضيا، بل جوهر الكرامة العربية والإسلامية، ولن تحترم القرارات الدولية ما لم تجد من يحميها كما يفعل الأردن بكل ما يملك من صبر ورؤية وإصرار. ويبقى السؤال الأهم: إلى متى يترك الأردن وحده في ميدان الدفاع عن أولى القبلتين ومتى تتحول الغضبة الشعبية إلى موقف عربي وإسلامي موحد يضع حدا لغطرسة 'بن غفير' وأمثاله؟
عمان جو- بقلم: د. ماجد عسيلة
في مشهد بات يتكرر بوقاحة غير مسبوقة آخرها اليوم، يصر المتطرف الإسرائيلي إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستفزا بذلك مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، ومنتهكا كل المواثيق الدولية والقرارات الأممية التي تقر بعدم شرعية أي تغيير في الوضع القائم داخل الحرم القدسي. 'بن غفير' ليس مجرد متطرف عابر، بل يمثل تيارا يمينيا عقائديا يتسلل إلى مفاصل القرار في دولة الاحتلال، مدفوعا برؤية دينية متطرفة تسعى لفرض سيادة يهودية كاملة على الحرم الشريف ولو بالقوة، تمهيدا لمشروع بائس نحو تقسيمه زمانيا ومكانيا، على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وسط هذا المشهد المتفجر، يبرز الدور الأردني بثبات ومسؤولية تاريخية، بوصفه صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهي وصاية تعود جذورها إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وتمثل صمام أمان قانوني وسياسي لحماية هوية المدينة ومقدساتها. لقد خاض الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، معارك سياسية ودبلوماسية طويلة على الساحة الدولية، من أجل الدفاع عن الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، ووقف محاولات التهويد، ورفض أي مساس بالمقدسات، ويكاد لا يخلو محفل دولي -من الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، ومن منظمة التعاون الإسلامي إلى القمم العربية-؛ من صوت أردني واضح ومبدئي، يحذر من عواقب هذه الاقتحامات المتكررة، ويدعو إلى تحرك عاجل لحماية المسجد الأقصى من التدنيس المنظم. ورغم شح الإمكانات مقارنة بدول أخرى، فقد بذل الأردن جهودا مضنية على الأرض، من خلال دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، التي تدير شؤون المسجد الأقصى، وتعد خط الدفاع الأول في مواجهة الانتهاكات، كما أن الأردن يصر على التصدي لأي محاولات إسرائيلية لتغيير الوضع القائم، وترى أن المساس بالأقصى هو مساس مباشر بالوصاية الهاشمية، وبمكانة القدس لدى مليار ونصف المليار مسلم. إن الصمت الدولي والتعامل مع اقتحامات 'بن غفير' باعتبارها قضايا داخلية، لا يبرئ أحدا، بل يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والتصعيد والعبث بمصير مدينة مقدسة تحت الاحتلال، هي في جوهر الصراع وليست على هامشه. القدس ليست ملفا تفاوضيا، بل جوهر الكرامة العربية والإسلامية، ولن تحترم القرارات الدولية ما لم تجد من يحميها كما يفعل الأردن بكل ما يملك من صبر ورؤية وإصرار. ويبقى السؤال الأهم: إلى متى يترك الأردن وحده في ميدان الدفاع عن أولى القبلتين ومتى تتحول الغضبة الشعبية إلى موقف عربي وإسلامي موحد يضع حدا لغطرسة 'بن غفير' وأمثاله؟
عمان جو- بقلم: د. ماجد عسيلة
في مشهد بات يتكرر بوقاحة غير مسبوقة آخرها اليوم، يصر المتطرف الإسرائيلي إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي في حكومة نتنياهو، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك، مستفزا بذلك مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، ومنتهكا كل المواثيق الدولية والقرارات الأممية التي تقر بعدم شرعية أي تغيير في الوضع القائم داخل الحرم القدسي. 'بن غفير' ليس مجرد متطرف عابر، بل يمثل تيارا يمينيا عقائديا يتسلل إلى مفاصل القرار في دولة الاحتلال، مدفوعا برؤية دينية متطرفة تسعى لفرض سيادة يهودية كاملة على الحرم الشريف ولو بالقوة، تمهيدا لمشروع بائس نحو تقسيمه زمانيا ومكانيا، على غرار ما جرى في الحرم الإبراهيمي في الخليل. وسط هذا المشهد المتفجر، يبرز الدور الأردني بثبات ومسؤولية تاريخية، بوصفه صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، وهي وصاية تعود جذورها إلى ما قبل الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، وتمثل صمام أمان قانوني وسياسي لحماية هوية المدينة ومقدساتها. لقد خاض الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، معارك سياسية ودبلوماسية طويلة على الساحة الدولية، من أجل الدفاع عن الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس، ووقف محاولات التهويد، ورفض أي مساس بالمقدسات، ويكاد لا يخلو محفل دولي -من الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن، ومن منظمة التعاون الإسلامي إلى القمم العربية-؛ من صوت أردني واضح ومبدئي، يحذر من عواقب هذه الاقتحامات المتكررة، ويدعو إلى تحرك عاجل لحماية المسجد الأقصى من التدنيس المنظم. ورغم شح الإمكانات مقارنة بدول أخرى، فقد بذل الأردن جهودا مضنية على الأرض، من خلال دائرة أوقاف القدس التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، التي تدير شؤون المسجد الأقصى، وتعد خط الدفاع الأول في مواجهة الانتهاكات، كما أن الأردن يصر على التصدي لأي محاولات إسرائيلية لتغيير الوضع القائم، وترى أن المساس بالأقصى هو مساس مباشر بالوصاية الهاشمية، وبمكانة القدس لدى مليار ونصف المليار مسلم. إن الصمت الدولي والتعامل مع اقتحامات 'بن غفير' باعتبارها قضايا داخلية، لا يبرئ أحدا، بل يفتح الباب أمام مزيد من الفوضى والتصعيد والعبث بمصير مدينة مقدسة تحت الاحتلال، هي في جوهر الصراع وليست على هامشه. القدس ليست ملفا تفاوضيا، بل جوهر الكرامة العربية والإسلامية، ولن تحترم القرارات الدولية ما لم تجد من يحميها كما يفعل الأردن بكل ما يملك من صبر ورؤية وإصرار. ويبقى السؤال الأهم: إلى متى يترك الأردن وحده في ميدان الدفاع عن أولى القبلتين ومتى تتحول الغضبة الشعبية إلى موقف عربي وإسلامي موحد يضع حدا لغطرسة 'بن غفير' وأمثاله؟
التعليقات
من يوقف المتطرف المسعور "بن غفير" عن سلسلة اقتحامات المسجد الأقصى؟
التعليقات