إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

إنعام المومني تنتج الخبز في بيتها لتحافظ على أسرتها من العدوى


عمان جو- من لانا الصمادي/ كلية الإعلام جامعة البترا 

للخبز مكانة غذائية كبيرة لدى الأردنيين، وهو السبب الذي جعل كُثر منهم يتهافتون على باصات توزيع الخبز بعد عدة أيام من الحظر الكلّي الذي تحوّل فيما بعد إلى جزئي من الساعة العاشرة صباحاً وحتى السادسة ليلاً.

 

للأسف شهدت بعض المناطق تزاحماً كان الخوف أن تزيد العدوى إذا ما كان هناك مصاباً، والسبب العميق للازدحام ليس الخبزُ بحد ذاته، بل لأننا لم نعد نصع الخبز كما كان يفعل الأوائل من الأهالي، إلا القليل من النشميات الأردنيات اللاتي يصنع الخبز في بيوتهن وبهذا فهنّ يحافظن على أسرهن من التهافت أو الاختلاط كما وفرن هذه المادة الأساسيّة لأولادهن.

 

إنعام المومني ذات الخمسة عقود تمت محاورتها وطرح العديد من الأسئلة عليها وهي ماهرة ومثابرة على انتاج الخبز في منزلها، إذ بدأت تجربتها معه في العشرينيات من عمرها وكانت تجربة ممتعة وجميلة بحسب وصفها، وبسبب الحظر وانتشار وباء "كورونا" والقرارات التي اتخذتها الحكومة، قررت صنع الخبز بالمنزل تجنباً للازدحام الذي من الممكن أن ينتج عنه عدوى وبالتالي هي وكما تقول : "أُحافظ على سلامتي وسلامة أسرتي وسلامة المواطنين".

 

شجعتها أزمة الكورونا ومنع الخروج من المنزل بأن تعمل على انتاج الخبز بكميات كما كانت الأمهات في السابق واللاتي ينتجن ويصنعن حاجات الأسرة بخلاف هذه الأيام التي لا تصنع النساء الخبز أو غيره في المنزل.

 

السيدة انعام وهي قاطنة في ضاحية الاستقلال، تحرص على أن تحتفظ بالطحين والخميرة في مطبخها وأنها أساسيات لا يجوز أن يخلو بيتاً منها كما تقول، مضيفة أنها مواد متوفرة ويمكن الحصول عليها بسهولة ومتسائلة عن عدم اهتمام الناس بوجود هذه المواد في بيوتهم لوقت الحاجة ؟

 

وتفسّر صانعة الخبز أن أسباب عدم معرفة كثير من النساء لآلية صنع الخبز، أن مادة الخبز باتت سلعة متاحة للجميع وبسهولة يمكن الحصول عليها والناس تبحث عن الراحة هذه الأيام، بينما أيام زمان كما تقول كان فيها صناعة الخبز ضرورة بسبب كثرة الضيوف وكثرة الأولاد، مشيرة إلى سهولة عملية صناعة الخبز في المنزل وهي موروث يجب المحافظة عليه.

 

هل أزمة الكورونا قدمت درساً بأهمية أن تصنع المرأة الخبز بالمنزل؟ أجابت المومني "أكيد تضاعفت الحاجة واصبحت النساء تلوم نفسها على عدم توفر المواد لديهن، في الوقت الذي على المرأة أن تدير الأزمات داخل منزلها بصنع الخبز وغيره من المتطلبات الغذائية، وقائلة " لمّة العائلة والأطفال بجانب والدتهم وهي تصنع الخبز يزيد من شعور الأمان والحنان.

 

كل يومين تقوم بانتاج 15 رغيفاً يتم استهلاكها في يومين، ثم تقوم بإنتاج كمية أخرى ليومين آخرين وهكذا، فهي تُغني أسرتها عن خبز المخابز والخروج والاختلاط في ظل تعليمات الدولة التي تطلب من المواطنين عدم الازدحام، كما أنها تشعر بإحساس جميل حسب قولها وهي تنتج الخبز البيتي الذي يمتاز بجودته ويكون الأولاد سعداء وهم يأكلون خبز أُمهم.

 

ختمت انعام المومني: "أتمنى من كل سيدة تخوض التجربة الجميلة حتى من دون وجود أزمة، اتذكر أيام زمان وقد كنا نجتمع عند الوالدة وهي تعجن وتخبز ويصبح البيت مليء بالحب والحنان والقصص الجميلة التي لا ينساها الأولاد أبداً .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :