إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

شادي سمحان يكتب .. يوم تربع الحزن فيه على سنوات عمري  


عمان جو – شادي سمحان

لم أمضِ عاماً أطول ولا أصعب منه في حياتي كلها...

فما زالت تلك الصدمة تأسرني .. ومازال فقدانه جرح لايبرأ .. فقد دفن هو .. لكن أنا من مات...

لا أعلم كم من العمر أحتاج، كي ادرك أنه لن يعود مرة أخرى .. ولن أسمع صوته مرة اخرى ، ولن أراه بيننا .. وينتصف مائدتنا .. ويتقدم أفراحنا .. مرة أخرى …

الثالث عشر من شهر نوفمبر.. يوماً انفطرت فيه قلوبنا حزناً وألماً على فراقه .. يوماً مشؤوماً في قاموس القضاء والقدر .. عايشت لحظاته دقيقة بدقيقة وثانية بثانية،، ويالها من لحظات صعبة ورهيبة مرت علي .. لحظات لم يغب وقعها عن مخيلتي .. تماماً كما كانت على والدتي وأشقائي ..

عامٌ محمل بالآلام وحرقات الحنين إليك، بعدما توسد جسدك الطاهر الثرى..! رحلت وتركت بصمة شوق في قلبي لن يمحوها الزمن، ولو شاب رأسي، واحدودب ظهري، فلا أدري كم من العمر سأحتاج لأستوعب أنك لم تعد معنا ولا بيننا؟!! فقد كنتُ على أمل يا أبي أن تطيب من وعكتك، وتقوم من فراش المرض…

دموعي الحارقة المنهمرة على رأسك لحظة الوداع كانت كفيلة بأن توقظك، لتخفف عني هذه المصيبة، وتصحو من غفوتك لتقول لي لا تبكي ، فأنا بخير فلا زال يا أبي، بعد عام كامل ، منظر جسدك المُسجّى على السرير الأبيض أمام عيني، وخبر وفاتك يطرق أذني، لن أنسى ذاك اليوم، الذي فارقت فيه الحياة، ففارقت السعادة قلبي!! حتى وإن ضحكت وتحدثت، وخالطت الناس ومارست الحياة، فالحسرة والحزن مازالتا تعتصر قلبي.!

 والله يا والدي، ما انفردت لوحدي إلا وتمثلت أمام عيني بكل بهائك، ففاضت عيناي عليك حزنا وألماً وشوقاً وحنينا، وما وضعت رأسي على وسادتي إلا ويمر شريط ذكرياتي معك وأستحضر كل الشواهد والأيام التي خلت، فلا أملك سوى ذرف الدموع وقد تقطع قلبي أسفاً على رحيك يا أغلى البشر.. أبي الحبيب.. لقد كنت نعيم حياتي، ومصدر سعادتي، والحضن الدافئ الذي ارتمي فيه عندما تدلهم الحياة، فبجلوسي معك وحديثي إليك تزول عني هموم الدنيا ، ويتسع لي قلبك العامر بالإيمان والحنان ، فأنعم بفيض من الطهارة والأبوة والحب الحقيقي…

فراقك يا والدي، ألمٌ وفجيعة وحزن لن يشعر بها إلا من عاش الفراق، وتجرع مرارته، فأكثر اللحظات ألماً عندما تقف عاجزاً أمام رحيل من تحب.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :