إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الواقع بين برج المسؤول العاجي وجموع نمل المواطنين .. أردنيا 


عمان جو - شادي سمحان

يسلم الناس زمام أمورهم لمسؤوليهم، فهم الذين يعطون ثقتهم بنواب الأمة مرة كل أربعة سنوات حتى يمثل الفائزون في الانتخابات النيابية، جميع أطياف الشعب الأردني، للسعي نحو تحقيق الازدهار الغائب والأمان والاستقرار المفقودين، بسبب سياسات الحكومات الأردنية المتعاقبة، والتي لا تجد من يقف بوجهها من ممثلي الشعب الذين فقدوا في اخر عمليتين انتخابيتين عمليا ثقة الشعب، ولم يعد يرجوا أحد منهم شيئا.

 

ضاقت الدنيا على الناس، وبات الفقر مرافقا لهم يومياً، فلا مجلس النواب يراقب أداء الحكومة لكي لا تبطش بهم أكثر واكثر، ولا احد من المسؤولين الذي لا يعلم أحد كيف وصلوا إلى مواقعهم، يشعرون بآلام الناس وفقرهم واحتياجاتهم التي تتفاقم يوما اثر يوم بلا حل حقيقي.

 

يعيش مسؤولينا الأردنيين حياتهم الباذخة في قصورهم العاجية، متنعمين بامتيازاتهم التي يحصلون عليها، كونهم مؤتمنين على حياة الشعب الأردني، لكن هذا الشعب اخر من يفكرون به.

 

هم يهمهم كيف تزيد ارصدتهم البنكية، وكيف يحققون مزيدا من المكاسب السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤهلهم ليكونوا دائما في دائرة الاختيار، بعد أن يغادروا مواقعهم التي يشغلونها دون أن يعرف لهم جفن التفكير بحال الشعب المسكين الذي بات أكثر من نصفهم لا يجد قوت يومه.

 

كلنا شاهدنا الفيلم المصري الشهير "صرخة نملة"، الذي يعاين واقع المهمشين في مصر، وكيف أن معاناتهم لا يراها أحد ولا يهتم بها أي مسؤول، حتى تفجر بركان الناس وغضبهم واقتصوا من مسؤوليهم الذين فضلوا أنفسهم عن المواطنين.

 

اليوم المشهد يتكرر أردنيا للأسف وإن كان بصورة مختلفة.

فالصورة التعبيرية التي ترافق هذا الكلام، هي أدق تعبير عن حال المسؤول الأردني الذي ينظر الناس من برجه العاجي ويرى المواطنيين نملا لا يؤثرون عليه بشيء




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :