إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

قمة طهران الترويكا الإيرانية الروسية، التركية


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو-احتضنت طهران قمة ضمت روسيا وتركيا .

و الدول الثلاث يجمعها عداء امريكا واوروبا .

و حتى تركيا الضيف ثقيل الدم على الناتو تشاطر روسيا وايران عداء الغرب وامريكا واوروبا .

الاشارات تتولى واحدة تلو الاخرى ، فقمة طهران جاءت متزامنة مع ضبط عقارب الساعة الايرانية والروسية والتركية بعد زيارة الرئيس الامريكي بايدن الى الشرق الاوسط ، وقمة جدة .

وحدة لحلف شرقي قيد الولادة والنمو ضد الغرب ، وتلتقي روسيا وايران وتركيا في مواجهة التحالف الغربي .

روسيا تتخلص من ارث الامبراطورية القيصرية ، وايران من ارث امبراطورية الشاه ، وفيما تركيا مازالت ترنو على اطلال حلم الامبراطورية العثمانية .

قمة طهران جاءت لتقول ان سياسات عزل وفرض العقوبات ضد روسيا وايران فاشلة ، ولاتجني ثمارها في اخضاع وعزل الدولتين ؟

و رسالة التقارب ما بين الدول الثلاث رسالة لكسر طوق العزلة و الحصار المفروض امريكيا واوروبيا على روسيا وايران .

و لربما ان مدى الرسالة ابعد للعالم الغربي ، وان سياسة فرض الحصار والعزلة والعقوبات الامريكية على دول العالم الثالث لن تنجح في قادم الايام ،

و انه لا يمكن لدول ان تعيش في عزلة في ظل محاور لتحالف عالمي جديد .

اوروبا تواجه موجة حر شديد « قيظ» غير مسبوق ، ودرجات حرارة ملتهبة ، وازمة طاقة ، والمانيا اول الدول الاوروبية التي حذرت من انقطاع الغاز الروسي .

من راهنوا على انهيار روسيا ، وان الحصار سوف يسقط بوتين خسروا رهانهم ، وعادوا الى جدولة حساباتهم والنظر الى الحرب الاوكرانية وتوابعها من زوايا اوسع .

العدائية الغربية جعلت موسكو وطهران اشد تقاربا ، ويذهبان الى التوسع في العلاقات الاقتصادية والعسكرية والامنية ، والسياسية .

اتفاقية روسية /ايرانية ب40 مليار دولار لتطوير حقول النفط الايراني ، اول ما انبثق من مخرجات عن قمة طهران .

التقارب الروسي الايراني لا يدخل في تصادم مع الصديق والحليف الصيني ، ومشروع الصين الاستراتيجي طريق حرير .

العالم يتغيير .. وكما يبدو ثمة انقلاب في النظام العالمي ، واعادة نظر في صناعة القرار الكوني ، وتكسير للاحادية والقطبية الامريكية .

روسيا تمضى نحو سياسة اكثر توازن وعدالة وداعمة للتنمية وفي دول العالم الثالث ، وتقاوم الامبرالية الراسمالية وتوحش وجشع المؤسسات الراسمالية الكلاسيكية « البنك الدولي وصندوق النقد الدولي .


اهمية العلاقة الروسية / الايرانية تاتي انها ليست على صعيد اقليمي بل دولي . والعلاقة ما بين البلدين تجاوزت العقبات والاختبارات الصعبة .

تحالف موسكو وطهران يمضى لما هو ابعد في بناء علاقات اقتصادية تكاملية وتشاركية في الطاقة والصناعة والتعاون العسكري ، والتبادل التجاري بالعملة الروسية «الروبل « .

مركزية اوروبا تفككت ، وان مركز العالم هو اوروبا انحرفت عن مسارها ، والعالم يتغير ، واوروبا لم تعد مركزا ، ثروات وطاقة الكرة الارضية ليست موجودة في اوروبا وامريكا .

بوتين واوردوغان يجلسان على طاولة قمة طهران في ضيافة المرشد الاعلى للثورة الايرانية . العلاقة الروسية / التركية تشاركية ، وهناك ملفات وقضايا تتقاطع بها المصالح والعلاقات .

وتركيا بالنسبة لروسيا ليست في خانة الخصومة والعداء رغم انها عضو في حلف الناتو ، وجزء من المنظومة العسكرية والامنية الغربية التي تخوض حربا غير مباشرة ضد روسيا في اوكرانيا ، وتحكم حصارا قاسيا على روسيا .

و هناك مصالح متقاطعة ، وفي حال وقوع خلافات يسعى الرئيسان الروسي والتركي الى تجفيف الزوايا ، وحتى لا تتصاعد الازمات والخلافات وتخرج عن مجال السيطرة وضبط ايقاعها خدمة لمصالح البلدين .

اردوغان لا يشعر بالاترياح ، لو راقبنا سلوكه في الاجتماعات واللقاءات الدولية . سياسة صفر مشاكل التي نهجها وحاول وضع تركيا على سكتها تحولت الى عبء مشاكل ، واخطر ما ان تتخربط الاوراق التركية في ازمات الاقليم وتاثيرها على مصير ارودغان السياسي .

و يسعى اردوغان لاسباب جيوسياسية الى الاقتراب من روسيا وايران ، ويختلى عن حلمه الطوطابي باحياء الخلافة العثمانية ، وتركيا القديمة .

اردوغان يشعر ان رهانات الغرب بدات تسقط وتتعرى ، والتفت بعين تركية استراتجية حذرة ليحجز لنفسه مكانا وموقعا في العالم الجديد .

السياق التاريخي يولد باتجاه الشرق وباتجاه الشمس ، وباتجاه البدايات الحضارية الاولى ، فالشرق هو البدء الانساني والحضاري ، والشرق كان هو المركز الحضاري للكون من حضارات الصين الى الهند وايران ، وروسيا .


وعلى طاولة قمة طهران طرح ارودغان التدخل العسكري في الشمال السوري ضد التنظميات الكردية ..ومن المستعبد والمستحيل ذهاب تركيا نحو الخيار العسكري في الشمال السوري ، وذلك في ضوء الموقف الروسي والايراني الرافض قطعا لاي تدخل عسكري في سورية .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :