إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

هوشة جامعة مؤتة


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو - امس انشغل الاردنيون بهوشة جامعة مؤتة ، والتي اسفرت عن طعن 3 شباب ، وبحسب مصادر طبية فان اصابتهم ما بين خطيرة وحرجة ومتوسطة .
اخبار الجامعات في بلادنا صغرت وقزمت ، وانا اطالع اخبارا لجامعات في دول مجاورة وبعيدة ، ويخرج عليك خبر عن اختراع لطالب ومدرس ، وخبر عن دراسة وبحث ، وخبر عن سبق علمي واكتشاف واختراع .
في الاردن ، اكثر اخبار الجامعات رواجا هوشات وطعن طلاب .. ولا ادرى لماذا وصلت الجامعات الى هذا المنزلق والانحدار نحو الاسفل ، ومعقول ان الجامعات لا تنتج اكثر من هوشة وعملية طعن ، واخبار مخدرات وتحرش ، وتزوير ابحاث وترقيات اكاديمية .
تشعر بالخجل من اخبار الهوشات ، ولماذا وقعت المشاجرة ؟ ولماذا طعنوا بعضهم البعض ؟ وما الاسباب وغيرها ، ولا اجد ان الناس معنيون في متابعة ومعرفة اخبار هوشة وعملية طعن .
صديق ، عميد شؤون طلبة في جامعة حكومية ، نصح رئيس الجامعة بتعيين مستشار لشؤون العشائر والعطوات والجاهات .. ويقول : اكثر ما يشغلنا في الجامعة الهوشات والطوشات ، وصارت الجامعات مسرحا للعنف ، وتقضي يومك في شؤون الصلحات والجاهات .
الجامعات في خطر واستعادة هيبتها لا تبدا من اصلاح العملية التعليمية والمناهج ، ولكن وقف شلال الدم ونزيف العنف الجامعي غير المقطوع .. وابناؤنا لا يذهبون الى الجامعات لكي يتعلموا ، ويذهبون ليتزودوا بالنعرات وفنون الهوش والمشاجرات وصناعة العنف ، والزعرنة ، وثمة فارق بين الزعرنة والبطولة والرجولة .
هناك امر غريب يحدث في الجامعات .. صرت لما تسمع خبر عن الجامعة اول ما تسال عن عدد الضحايا . كم هو موجع ومقلق حال الجامعات الاردنية ، ومصير اجيال من طلاب جامعات ، واقصى طموحهم في الحياة انتاج هوشة ومشاجرة .
من اعوام ، وتوالي انهيار منظومة التعليم الجامعي صرنا نلامس ونحس كم ان التعليم قد انحدر الى اسفل السافلين .. كنا نفاخر العالم بالجامعات الاردنية ، ونفاخر بالطالب والخريج الاردني ، واما اليوم تشعر بالخجل عندما تسال عن اخبار جامعات الاردن .
الاردن كبير وعظيم ، وجبل لا تهزه ريح .. ووطن كالوردة ، فلماذا نصغر ونهمش من قدرنا واسباب وجودنا ؟ ومعقول ان الاردنيين نسوا حواف الخوف على مصير ومستقبل وطنهم ، وانشغلوا اكثر بالهوشات والطوشات . وهذا ليس الاردن الذي نحلم ونطمح ،ونمطع !




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :