إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية
  • الرئيسية
  • عربي و دولي

  • مسرحية الاطفال اللبنانية "يا قمر ضوي عالناس" تنهض على جماليات السيناريو والنص

مسرحية الاطفال اللبنانية "يا قمر ضوي عالناس" تنهض على جماليات السيناريو والنص


 

عمان جو-

نهضت مسرحية الاطفال اللبنانية "يا قمر ضوي عالناس" على جماليات السيناريو والنص الذي جاء بين الفصحى والمحكية اللبنانية المبسطة والقريبة في نسجها لحكاية العرض إلى ذهنية الطفل باسلوب تشويقي درامي. 
العرض المسرحي "يا قمر ضوي عالناس" الذي قدم في إفتتاح مهرجان مسرح الطفل الدولي مساء امس الخميس على مسرح مركز هيا الثقافي، إتكأ على ثراء عناصر السينوغرافيا وتوظيف الدمى بمختلف انواعها واحجامها وخيال الظل، والحكواتي/الراوي الذي يمثل بطل الحكاية، و"الداتا شو" لخلق فضاء يداعب مخيلة الطفل في قالب شاعري يبعث فيه الحلم والامل في ظل المشاهد القاسية التي تزدحم بها مخيلته من تساؤلات حول ما يجري من حوله من حروب وقتال ودمار وانتهاك للطفولة بمختلف اشكالها.
حكاية العرض التي تأسست على فكرة حكاية النبي يوسف (عليه السلام) ومزج لحكايات اخرى من الموروث الديني وقصص الاطفال الكلاسيكية، 
تتحدث عن ذئب يمثل شخصية بطل الحكاية ويروي حكايته مستهلا بطرح تساؤل قد يراود بعض الاطفال في ظل الازمات التي يشاهدونها في راهننا المعاش 
وعلى لسان الذئب الراوي من خلال مؤثر صوتي "مرات لما كنت صغير كنت اسأل حالي ليش ما خلقت شمس تضوي عالدنيا وتخلي الزرع يكبر او ليش ما خلقت قمر... بس ولا مرة سألت حالي ليش ما خلقت إنسان" لتشكل هذه الجملة الافتتاحية عنوانا للطرح الذي ينتاب العديد من اطفال الراهن العربي ووفق المخرج في معالجتها لاحقا في سياقات العرض وختامه.
ويستهل العرض مشاهده بعرض بصري على السيكوراما بمثل بدرا انتصف في ليلة صافية فيما ظلا شخصين يقتل احدهما الاخر بحجر في استحضار لحكاية هابيل وقابيل وبمصاحبة مؤثر موسيقي، في الوقت الذي تتموضع فيه قطعة ديكور كبيرة نسبيا في منتصف الخشبة اقرب الى العمق بوصفها تمثل سلسلة جبال، يقوم محركوا الدمى بتحريك دمى صغيرة تمثل قطيع ذئاب وثم دمية اخرى تمثل طفلا شديد الجمال، يسيرون على حوافها بوصفها قمم الجبال لا تلبث ان تنفصل قطعة الديكور الى 3 اجزاء تاخذ كل واحدة منهم دورا وموضعا يتناسب مع سياقات المشاهد والحكاية فيما المحركون يتموضعون خلفها موظفين ادوات العرض المختلفة من دمى متنوعة ومختلفة.
السيناريو جاء ملبيا لشروط مسرح الطفل الذي يعتمد على سهولة الحوار وبساطته ووضوحه والتشويق والاختيار المناسب للحكاية التي تهيئ للفعل الدرامي، وزيادة خيال ومدركات الطفل، وتوفر عنصر الصراع بمختلف تواتراته، ووضوح الشخصيات وأدوارها وسماتها الأخلاقية وتصاعد الاحداث. 
لم يخلو العرض المسرحي من اسقاطات تنمي مدركات الطفل ومنها اشكال الدمى التي مثلت الرجال الاشرار الذين القوا بالطفل في البئر في استحضار رمزي لحكاية النبي يوسف، اذ كانوا دميمي الخلقة بانوف كبيرة ولحى طويلة، لربما احالتنا الى العصابات الارهابية التكفيرية التي تمارس القتل في اكثر من قطر عربي، ويصفهم النص من خلال المؤثر الصوتي بانهم "رجال وجوههم مثل الصحراء يابسة".
ويتحدث العرض المسرحي عن ذئب الذي هو بطل الحكاية يعيش مع انثاه وجرائه الصغار وذات مرة يذهب الى الصيد مصطحبا معه احد جرائه وانثاه فيشاهد الجرو اولئك الرجال الاشرار يلقون بالطفل الجميل في البئر ما يلبث الجرو ان يهم بانقاذه فيندفع الذئب الكبير لحماية جروه فيُقبض عليه من قبل الرجال ويصطحبوه في قفص الى والدهم الشيخ ليبلغوه انه من قتل ذلك الطفل الذي هو شقيقهم الاصغر بعد ان عرف بذلك الهدهد صديق الذئب الذي كان يؤدي دور ناقل الاخبار في استحضار آخر للموروث الديني من قصة هدهد النبي سليمان.
وتتوالى الاحداث ليكتشف والد الرجال الاشرار انهم تآمروا على شقيقهم الاصغر فيطلق سراح الذئب ليعود الى اسرته في الوقت الذي يطلعه الهدهد انه الطفل سيكون له شأناً عظيما. 
لم يوفق المخرج في ترسيخ فكرة ان الانسان شرير وقاتل وذلك بتكرار مرادفات هذه الجملة في العرض لاكثر من مرة وخصوصا اثناء سرد حكاية "ليلى والذئب" من قبل انثى الذئب لصغيرها باسلوب يظهر فيه الذئب انه بريء، وكان يلعب مع ليلى ويمازحها حين انتحل صفة جدتها فيما صياد اراد قتله هو من شوه صورته أمام الناس وهو ما لا يتفق مع شرط مراعاة القواعد النفسية التي تؤثر في الطفل، وإن عمد المخرج في ختام العرض الى اظهار فضائل الانسان من خلال شخصية الطفل الجميل التي يقول الرواي/الذئب بحقها "لما شفت هالولد قلت ليه ما خُلقت انسان في عنده حلم يضوي طريقه وطريق اولاده" بما تحمل من مضامين ورسائل.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :