إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

جامعات حكومية “تمنع” الهتاف للأقصى وللوصاية الهاشمية” .. لماذا؟


عمان جو - وقف الشارع السياسي الأردني وتحديدا المنتمي لصفوف المعارضة والحراك الشعبي وحتى بعض النخب امام المفارقة غير المفهومة التي تسجلها حادثتين على الاقل في سجلات الحريات السالبة للتعبير في جامعتين حكومتين أراد الطلاب فيهما التعبير عن دعمهما للوصاية الهاشمية في المسجد الأقصى وإظهار جملة من النشاط والفعالية مرتدين الشماغ الأردني الأحمر في توجيه رسالة طلابية قوامها تأييد الوصاية والتضامن مع المرابطين ومع الشعب الفلسطيني في المسجد الأقصى.في الحالتين منع الطلاب من فعاليتهم لا بل في جامعة الحسين جنوبي البلاد شوهد بعض الموظفين الإداريين والأمنيين وهم يستخدمون الأيدي في منع الطلاب من التجمع اصلا.وحصلت حوارات حادة بين بعض الطلاب وموظفي الادارة الجامعية مع ان التجمع الطلابي كان سلميا للغاية ويهتف لصالح الاقصى والوصاية.

وفي جامعة العلوم والتكنولوجيا صدر قرار من ادارتها بمنع تنظيم فعالية تضامنية ولاحظ الجميع ان بعض الهويات التي تعود للطلاب صودرت وان احتكاكات صدرت في الجامعتين بهذا الخصوص عمليا.وفي واحدة من الجامعتين على الاقل كانت ادارة الجامعة نفسها تنظم فعالية تضامنية مع القدس لكن احد الطلاب وهو يرتدي الشماغ الاردني والفلسطيني منع من الهتاف بعدما ظهر بوصلة عتاب متحمسة قليلا.بكل حال منع التجمعات الطلابية من تمكينها من حريات التعبير اصبح علامة اساسية خصوصا في ظل ازدواجية المعايير خلافا لان إصرار السلطات المحلية احيانا وبعض السلطات الجامعية على منع تجمعات وفعاليات تناصر مدينة القدس والمسجد الأقصى أصبح لغزا محيرا بالمفهوم الامني الداخلي.وبالمفهوم السياسي ايضا خصوصا  وان الدور الاردني في رعاية المقدسات في مدينة القدس المحتلة يتعرض لهجمة تستهدفه بشكل جذري وعميق من وزراء الحكومة الاسرائيلية اليمينيين وهذه هي اللهجة التي ظهر يتحدث بها وزير الخارجية ايمن الصفدي عبر قناة محطة الجزيرة.ويعني ذلك ان ازدواجية او حالة  فصام غير مفهومة لان غالبية القوى الطلابية والسياسية والحزبية الاردنية تريد توجيه رسائل بإسم الشعب الاردني لدعم الوصاية الهاشمية.وما تقوله السلطات ضمنا في بعض الأحيان بالرغم من تصريحات وزير الخارجية وكبار المسؤولين ان اظهار هذا التضامن حتى ولو بشكل سلمي ينبغي ان يحصل على موافقة مسبقة او قد لا يسمح به وظهر ذلك جليا من خلال تصرفات الامن الجامعي والموظفين في جامعتين شمالي وجنوبي رغم ان الطلاب بالحالتين تجمعوا بطريقة عفوية وحاولوا اظهار وطنيتهم الاردنية والهتاف لفلسطين والمسجد الأقصى انطلاقا من هويتهم الوطنية الاردنية لا بل بإسم مناطقهم في محيط الجامعات واحيانا باسم عشائرهم الى حد كبير.وبقي هذا التصرف والسلوك لغزا يحير جميع المراقبين عمليا في الوقت الذي برز فيه الامر كمواقف عصية على الفهم والإدراك او حتى التحليل خصوصا وان السلطات بالرغم من إستنجاد وزير الخارجية عدة مرات بشخصيات عامة ونواب ووزراء وأعيان للمساعدة في اسناد الوصاية الهاشمية الا ان السلطات هنا وهناك تقمع بعض الفعاليات او تمنعها او حتى لا تفضلها خلافا لان السلطات الحكومية والرسمية لا تشرف على اي نشاطات ولو من باب دعم الوصي الهاشمي.يشكل ذلك مفارقة لها علاقة على الأرجح بفلسفة الدبلوماسية الرسمية الاردنية القائمة على الانتظار والترقب ومحاولة  ضبط الرأي العام والجمهور الداخلي خوفا  من اي انفلات يمكن ان يتأثر بما  يجري في فلسطين المحتلة.لكن المفارقة قد لا تقف عند هذه الحدود لان الإصرار على منع نشاطات ذات طابع سياسي في الجامعات تحديدا يعني حالة تعاكس واضحة الملامح لا لبس فيها مع مسار تحديث المنظومة السياسية في البلاد.وهو ما لاحظه حتى الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي المعارض الشيخ مراد العضايلة وهو يسجل للسلطات هذه الإزدواجية فالدولة تخاطب الشعب الأردني بهدف ضمه لمسيرة الأحزاب وتحديث المنظومة السياسية وكل قادة ورموز الدولة والحكومة يخاطبون قطاع الشباب تحديدا.لكن الشباب حسب العضايلة وغيره من المراقبين السياسيين الكبار يمنعون وبكل بساطة من التعبير عن موقفهم الوطني والسياسي تجاه أزمة تستهدف المصالح المرتبطة جذريا بالدولة الاردنية وتلك مفارقة أخرى غير مفهومة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :