إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

تسونامي استقالات في الجيش الإسرائيلي


الكاتب : فارس حباشنة

عمان جو- من حق نتنياهو «بيبي ملك « ان لا يكترث الى نصائح بايدن.
فمتى اسرائيل خافت من العرب، ومتى اسرائيل حسبت في سياستها للعرب حسابا او اقامت وزنا عسكريا ؟!
نعم، الرئيس الامريكي خائف على اسرائيل، وخائف على اسرائيل من اسرائيل ذاتها. اليوم، في اسرائيل مناخ «سيكو سياسي « متكدس : هجرة عكسية، انشاقات وتشتت وضياع، وسقوط للثقة في الجيش والمؤسسة الامنية، وانعدام القدرة على البقاء، واحتجاجات مفتوحة في تل ابيب.
المواجهات اليومية امام الكنيست في تل ابيب اظهرت انشقاقا وانقساما في المجتمع والدولة. ورؤية جنرالات تل ابيب في الحرب تنكسر وتذوب في « رمال وبحر غزة «.. والساسة في تل ابيب تائهون بلا افق ولا حل وسبيل سياسي للخروج من وحل غزة. اول من امس، استقال رئيس المخابرات العسكرية الجنرال اهارون هاليفا، قد تكون الاستقالة قد تأخرت، والجنرال في استقالته اعلن تحمله لمسؤولية الفشل في توقع
طوفان الاقصى، وتوقعه ايضا في الرد الايراني بعدما استهدف الطيران الاسرائيلي السفارة الايرانية في دمشق.
في الاعلام الاسرائيلي حديث عن تدحرج استقالات في المؤسسة العسكرية والامنية. وتوقعات بان متوالية الاستقالات سوف تصل الى المطالبة برحيل حكومة نتنياهو، وتحميله المسؤولية المباشرة عن حرب غزة، وفقا لصلاحياته كرئيس حكومة.
تبريد امريكا لجبهة الرد الايراني على اسرائيل، وما يستشف من تعليقات ومواقف امريكية من التصعيد الايراني / الاسرائيلي، ان هناك مخاوف حقيقة من ثقافة «الحماقة الاسرائيلية» التي تحكم عقل «حاخامات تل ابيب» الذي من اولوياتهم فتح جبهة مع لبنان وجر المنطقة الى حرب كبرى، وانزلاق امريكا نحو الحرب والمواجهة المباشرة ضد ايران.
ليلة الرد، وصواريخ ومسيرات ايران لم تهدد امن واستقرار اسرائيل فحسب، وانما وجودها ومصيرها، وفي حين ان امريكا اصرت على الهدوء والتهدئة في الاقليم، ولجمت احلام واشباح نتنياهو للتصعيد والانجرار نحو حرب كبرى. امريكا، من زوايا استراتجية وعسكرية من الصعب ان تفكر في حرب كبرى في الاقليم، مادامت حرب اوكرانيا قائمة ومشتعلة ولم تنجل بعد.
في السياسة الاسرائيلية اعراف تقليدية، واذا ما اشتدت ازمة او مأزق ما، فمباشرة يجري البحث عن مأزق آخر.
حكومة حاخامات اليمين المتطرف و»الاتئلاف الحاكم» لم تأبه بتظاهرات تل ابيب، ولا نوعية المتظاهرين ومطالبهم في تسريع ابرام صفقة مع المقاومة في غزة لتبادل الاسرى الاسرائيليين. وصيغة الحكم في تل ابيب صمدت، ولكن الصراع والتصدع في المجتمع الاسرائيلي يكبر ويتضخم.
و اخطر ما يواجه اسرائيل من تصدع وانشقاق وشبه انهيار في الجيش «المؤسسة العسكرية «، واغلب الاسرائيليين متدينون وعلمانيون يدينون بالولاء الى الجيش، واعتباره عقيدة الدولة وجذر نشوئها، , وكون الجيش ذراعا توراتيا منذ البداية، والدولة قامت وولدت وتعيش على عقديته.
و في اسرائيل ينظرون الى الجنرالات كسوبر مان، وظواهر تفوق الالهية وفوق بشرية.. وان انتصاراتهم في الحروب على العرب ربانية وسماوية ومن وحي التوارة. و ان كانت انتصارات اسرائيل سببها وهن وضعف العرب، وان العرب مازالوا ورثة لترسبات وبقايا اديولوجيات دينية وقبلية فشلت في انتاج دولة ومجتمع، والخروج من الكهوف. اسرائيل كانت بحاجة الى صدمة كبرى، ولكي تكتشف في الصراع العربي / الاسرائيلي ان الزمن لا يتوقف عند هزيمتي 48 و67، وان المعادلات الاستراتيجة في الصراع ليست مقدسة والالهية تهبط على معابد الهيكل في اورشليم.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :