إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

الأردن و«الخطة بـ«… ومعادلة جنين ـ إربد ـ التهجير


عمان جو- بسام البدارين - صعب جداً الاعتقاد بأن الأردن سيبقى متفرجاً إذا ما صدقت نبوءة وزير الخارجية أيمن الصفدي وهو يعلن بأن الأوضاع في الضفة الغربية تتفاقم وفي طريقها للانفجار.
بعد اقتحام الوزير إيتمار بن غفير المسجد الأقصى مجدداً صباح الأربعاء، وإعلان وزير الدفاع الإسرائيلي إلغاء قانون فك الارتباط مع شمال الضفة الغربية، تصبح المعادلة التي اقترحها على الأردنيين القياديان عباس زكي والدكتور مصطفى البرغوثي ومعهما أيضاً عضو الكنيست أيمن عودة، أقرب فعلاً إلى توفير الواقع الموضوعي القائل إن عودة أربع مستوطنات إلى شمالي الضفة الغربية تعني، لوجستياً وسياسياً وإجرائياً، تدشين أول خطوة في التهجير في اتجاه الأردن؛ لأن عودة المستوطنات ستحصل بالتزامن مع اقتحامات جنين الذين يوزع مستوطنون على أهلها منشورات تطالبهم بالرحيل إلى «إربد» شمالي المملكة.
بعد سلسلة التطورات الحادة في الساعات القليلة الماضية، سأل بكثافة سياسيون أردنيون: ما هي أوراق القوة والضغط التي يمكن للأردن استخدامها لإعاقة برنامج اليمين الإسرائيلي في فرض السطوة والسيطرة الأمنية على كامل أراضي الضفة الغربية؟
السؤال حمال أوجه الآن، والجواب على هذا السؤال الذي طالما تجاهله تيار التكيف الأردني، يكمن فيما اقترحه وزير البلاط السابق وعلناً الدكتور مروان المعشر، على مسؤولي بلاده بعنوان ضرورة الانتقال إلى الخطة «ب». المعشر كان واضحاً طوال الوقت، وحتى بعدما عاد من زيارته الأخيرة لواشنطن وتمكن من استطلاع المناخ في الإدارة الأمريكية، وهو يقول بعدم وجود أي إرادة إسرائيلية لدعم خيار الدولتين.
وكان الرجل، وهو السياسي والدبلوماسي، أكثر وضوحاً عندما اقترح وضع الخطة «ب» ضمناً طبعاً، التفافاً على أن الطاقم الحالي في إسرائيل الذي يؤمن بإقامة وطن للفلسطينيين خارج فلسطين خلافاً لأن الطاقم الحالي في الإدارة الأمريكية وقبل الانتخابات، ليس بصدد ردع اليمين الإسرائيلي.
الخطة «ب» من وجهة نظر السياسي والبرلماني الدكتور ممدوح العبادي، تبدأ بإعلان وإدراك الحقيقة؛ فيمين إسرائيل لا يسعى فقط للسيطرة على الضفة الغربية، بل انتخب على أساس أن الضفة الشرقية جزء من إسرائيل الكبرى.
الإجراء المضاد السريع بملخصات العبادي هو تدريب الأردنيين على السلاح وتدريس الصغار في المدارس اللغة العبرية وتسليح الشعب الأردني، لكي يدافع عن نفسه وعن بلده.

بعد تصريحات الصفدي: أوضاع الضفة في طريقها للانفجار

ما يعنيه ذلك أن يمين إسرائيل يمضي قدماً في خطوات حسم الصراع بدلاً من إدارته، وإن ذلك لا شكوك في أنه يقرع أجراس الإنذار في وجه الدولة الأردنية، فقد درج رئيس الوزراء الأسبق المخضرم عبد الرؤوف الروابدة على الإشارة إلى أن الخطة «ب» للإسرائيليين هي الأردن.
عملياً، كل الذين هاجموا القيادي في حركة «حماس» الدكتور موسى أبو مرزوق عندما قال إن أبناء الحركة الأردنيين سيعودون إلى بلدهم، صمتت أقلامهم بعدما اقتحم بن غفير الوصاية الأردنية في المسجد الأقصى، ثم صمتت لاحقاً عندما أعلن الوزير غالانت خطته الجديدة بعنوان إلغاء فك الارتباط مع شمال الضفة الغربية، وهو إجراء يفهمه الناشط والسياسي والحزبي المعروف محمد الحجوج بأنه خطوة في اتجاه ضم الأراضي شمالي الضفة للمشروع الإسرائيلي.
مجدداً، يطرح الحجوج السؤال القديم: ماذا نحن فاعلون؟
بدا واضحاً للمراقبين جميعاً أن خطوات إسرائيل في حسم الملف بالضفة الغربية برزت بالتزامن مع استقبال عمان لضيف كبير يزور المملكة لأول مرة، هو السلطان هيثم بن طارق، في إشارة يمكن فهمها بأنها محاولة أردنية عميقة قليلاً لفهم المعطيات الإيرانية ـ الأمريكية في المنطقة من خلال صديق موثوق للطرفين وللأردن.
في مسألة الضفة الغربية، تحدث التفاعلات بإيقاع سريع دفع الصفدي للتحذير من مخاطر الانفجار، فيما يجدد السياسي المخضرم طاهر المصري تحذيره من خبايا وخفايا دفع إسرائيل للأوضاع في الضفة الغربية للانفجار، مقترحاً صيغة كان قد وجه البعض لوماً له عندما أشار لها قبل سنوات، وهي أن الأردن هو الهدف الثاني للمشروع الإسرائيلي في تصفية القضية الفلسطينية وإغلاق ملفها.
مجدداً، يعود السؤال مجلجلاً وصارخاً ومطروحاً بقوة في أوساط عمان: ما هي الخطة «ب» وكيف نتصرف، وأين تلك الخطة؟
رموز مسار التكيف لا يستطيعون الإجابة عن السؤال، وكل الخطاب الحكومي العلني الإعلامي يتحدث عن دولة أردنية قادرة على الدفاع عن مصالحها، والصيغة التي اقترحها رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز يوماً أمام « القدس العربي» هي تلك التي تقول إن الشعب الأردني مسالم ويجنح للسلم، لكنه يملك كل أوراق المواجهة والاشتباك عندما يهدد أي طرف مصالحه الأساسية.
لا يتعلق الأمر بخطاب تعبوي عسكري الآن، بل بإجابة على سؤال عن الأوراق السياسية للخطة «ب».
ويجتهد الخبير والمتابع الدكتور دريد محاسنة، في الإشارة إلى قوة كامنة مهمة في قرار الأردن فك الارتباط الإداري والقانوني مع الضفة الغربية.
تراجع غالانت عن فك الارتباط. وعمان، برأي خبراء، تملك سلاحاً مؤثراً ومربكاً إن اقتضت الحاجة ولم يتدخل الأمريكيون، اسمه أيضاً التراجع عن قرار فك الارتباط مع الضفة الغربية؛ في خطوة تصعيدية جداً قد تربك كل خطوط إنتاج العدو المرتبطة بمنع ولادة دولة فلسطينية.
قد لا يقتصر الأمر على تموقع الأردن القانوني والإداري في مسألة الضفة الغربية، فالحدود أيضاً مع فلسطين المحتلة سواء أضمها العدو أم لم يفعل، ليس لعبة بل سلاح.

«القدس العربي»




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :