إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

خاص : ​سلسلة ريال مدريد التاريخية .. الجانب المضيء


عمان جو - مقال كتبه "عمر ابو زيد" -

عندما تتحدث عن ما فعله زين الدين زيدان في الريال فأنك تتحدث عن وثبة حقيقية وليس تحسن في الاداء ، تتحدث عن ثورة معنوية وليس مجرد احياء امال الريال بعد كبوة التعاقد مع بنتيز ، وحقيقة لم يكن كل هذا التحسن في الاداء ليشغل تفكيري ككاتب ان لم يكن مقروناً ببطولات ، فالثمرة الحقيقية التي يجب ان ينتجها هذا التحول الشامل في فكر نادي بعراقة الريال هي سلسلة وردية من اللا خسارة ،مع بعض البطولات التي ستسهم في تعزيز اسطورة الريال الاوربية وسطوته على دوري الابطال .

اولاً : العلاج بالصدمة:

ان كنت تعتقد ان جلوس رافا بنتيز على دفة القيادة الفنية للريال كان واحد من الاخطاء الكارثية للرئيس فلرنتينو بيريز فأنت على صواب ، لكن الصورة ليست بهذا السواد التام كما يبدو ، فبعد اشهر قليلة كان الجميع في مجتمع ريال مدريد يسلّم بموسم آخر للنسيان يخرج فيه الريال بيد فارغة واخرى لا شئ فيها ، اللاعبون كان اول من سرى فيهم هذا الشعور.

ظهور زيدان بغتة وبفكر مغاير وشخصية مختلفة وقبل كل شئ محبوبة كان الصدمة التي ايقظت قدرات اللاعبين الكامنة ، كما ان ميركاتو بينتيز الهادئ كان بمثابة الشئ الجيد الذي قام به رافا بالنيابة عن زيزو ، فحتى لو كان الاخير قد استلم المهام الفنية مباشرة بعد كارلو انشيلوتي وهو كان الخيار الطبيعي والمتوقع لولا شذوذ بيريز عن القاعده فأنه كان سيقوم بنفس الميركاتو المتواضع بالمقارنة مع صفقات سابقة قام بها الريال ، لكن بقيمة فنية اكثر من ممتازة.

صدمة ظهور زيدان الاسم الكبير لدى جماهير الريال والملهم للكثير من لاعبي الملكي كانت بحق نصف المطلوب للخروج من نفق الاحباط الذي دخل فيه لاعبو الريال ، والنصف الاخر هو شعورهم انهم قد بدأوا في التحسن فعلياً ، وانهم ربما فقدوا المنافسة في الدوري لكن هناك بطولة تعتبر قد بدأت للتو هي دوري الابطال ، وقبل كل شئ اثبات ان المشكلة كانت تكمن في الشخص غير المرغوب فيه الذي كان يعطى التعليمات التكتيكية وليس من ينفذها .

ثانيا : نخسر القليل لنكسب الكثير

ان كنت مشجعاً للملكي فأنك دون شك قد شعرت بالحنق وربما الغضب تجاه سلسلة التعادلات التعيسة التي ضربت نتائج الريال في وقت من الاوقات ، الكثير من النقاط المهدرة امام فرق ربما تبدو مبدئياً في المتناول ، لكن ما رأيك ان قلت لك ان هذه التعادلات هي احدى الاسباب الجوهرية في ما تشهده الان من تكامل عددي لدى ريال مدريد .

سياسة المداورة المبكرة هي بحق النقطة الفارقة في مسيرة زيزو الناجحة الى الان ، لا تعبر المداورة حيلة جديدة من حيل كرة القدم ، فتقريبا كل مدرب يقوم بها ، فهي من مسلمات التدريب ، لكن اعتقد ان عبقرية العملية هنا تكمن في التوقيت الذي بدأ فيه زيزو هذه العملية الحيوية للمحافظة على شغف كل اللاعبين للعب ، وعدم فقدان اي لاعب بحجة الابتعاد الطويل عن المعشب الاخضر وجو اللعب التنافسي.

لذلك كان في الوقت الذي تضرب فيه الاصابات صفوف الريال كان البدلاء يندمجون في تكتيك الفريق المتبع بكل اريحية ولطف ، فالكل ليس بغريب على تشكيلة تغيرت لعشرات المرات لمنح فرص متكافئة لدخول التشكيل ، والاهم انها فرص حقيقية لأثبات الذات فعندما تنحج في هذه الفرص فأنك تجني ثمار الاجتهاد بفرص اوسع وفي مباريات اهم ، واقرب مثال لوكاس فاسكيز اللاعب الذي تحول تدريجيا الي لاعب يحظى بثقة غير منتهية من قبل المدرب لدرجة ان يلعب نهائي الابطال بل وينفذ اول ركلة ترجيح في وجود كبار القوم من لاعبي الريال .

ثالثاً : العمل للافضل والاستعداد للاسوء

كثيرا ما كانت سلسلة الريال التاريخية في تجنب الهزيمة على بعد ثوانٍ معدودة من الانهيار ، لكن الرقم الي الان استطاع الصمود وربما يصمد في مباريات قادمة، قد يكون وجود سيرجيو راموس عرَاب الدقائق الحاسمة عاملا ساعد في بقاء الرقم وازدياده بعد كل مباراة ، لكن ليس هو فقط كل الحكاية لما حدث . فالفريق ككل يبدو انه يفضل ترك روحه على الملعب على ان يقبل الهزيمة.

لكن من زاوية اخرى فأننا نقول ان هذا الرقم سيتحطم على كل حال ، هذا سيحدث عاجلا ام آجلاً ، ربما الفريق قد خرج من ملاعب صعبة بسلام على رأسها ملعب برشلونه ، دورتموند ، اتلتيكو ، وانويتا حيث ريال سوسيداد كل هذه الملاعب الشرسة لم تستطيع ان تقهر عزيمة الصمود لدى الريال لكن حتما كان زيزو يعد فرقته في كل مرة على تقبل الخسارة ان حدثت ، في كل مباراة كان يضع زيزو هامشا واسعا لاحتمال ان تنتهي سلسلته الوردية والعودة من جديد لنقطة البداية ، والمدخل لتقبل الخسارة ان حدثت هو ان الفريق لا يضع هذه الارقام هدفاً اساسيا ، وسيكون من الرائع ان حقق الريال رقما تاريخيا ، لكنه يستهدف البطوله في النهاية ، والتي يمكن ان تتحقق بفارق نقطة واحده او حتى بفارق هدف لذلك طالما ان جدول الترتيب يبدأ بريال مدريد في كل جولة فليس من الكارثي ان لا يحتفل العالم برقم قياسي طويل من عدم قبول الفريق لخسارة.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :