إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

المجالي يكتب: المذهب التفجيري


عمان جو- عبد الهادي راجي المجالي

أمس تابعت مشهدا ، صور قبل أسبوعين..
هو لمقاتل من (ح م ا س) ، ركض وناور ثم صعد على متن ناقلة جند (إس رائيلية ) وضع القنبلة ، كانت الحصيلة (6) قتلى ..
ما اسم الفتى الذي فعلها ؟ أنا لا أعرف ، الله وحده من يعرف اسمه ، والمسؤول الذي وجهه ، وبعض رفاقه ، ورمل (غ زة ) يعرفه أيضا ....حين كان يركض للمدرعة ، كان التراب يصعد من خلف الحذاء ، هل كان التراب يقاتل معه ؟ ..أم أن وقع الخطى على الأرض هز التراب ؟ قلت لا أعرف ..ولكن ما أعرفه أن ارتفاع التراب من أسفل كعب قدمه ، كان أعلى من رايات دول ..وأعلى من ضمير أوروبا وأعلى أعلى بكثير ، من كل مباديء الثورة الفرنسية ...اصلا كعب قدمك هوالمذهب والدستورالذي قهر كل المباديء يافتى .
يا ليت أني امتلكت حفنة من التراب ذاك ، لخلدتها وعلقتها في صدر بيتي ...فهي على الأقل من تراب ( غ زة) .
حين عدت يا فتى من العملية ، ماذا تناولت على العشاء ؟ كسرة خبز وشربة ماء ، أم بقايا أرز طبخ من أيام ، أم تناولت ما تبقى في علبة فاصولياء ، جاءت كمساعدة مما يسمى بالعالم المتحضر ، أم أنك التحفت الجوع ...وصليت العشاء وخلدت للنوم ، أنت لا تفصح عن أسرارك أيها المجاهد أعرف ، أنت كنت ترتشف القليل من الماء ..وتشد الحزام على خصرك ، وتحاول النوم على حصيرة قديمة ، في حين أن العالم كله من أقصى نقطة في البرازيل ، وحتى الصين كان متسمرا على التلفاز ويتابع وقع خطاك وينظر للتراب كيف يرتفع لقدمك ، مثل معشوقة رفضت أن تترك كتف العاشق حين غادر وتعلقت به .
لقد نظرت للعالم كله من كعب قدمك ، وفجرت أعلى تكنلوجيا وقتلت (6) عسكر من عسكرهم ، هم الأعلى أجرا والأعلى تدريبا ، في حين أن تدريبك كان في زاوية من شاطيء غزة ، على وقع الايات التي تتلى في الهزيع الأخير من ليل التحرير ، ومقابل صورة ابن عمك الذي استشهد في قصف غادر ... هي وحدها (ف ل سطين) من يحق لها أن تنظر لهذا العالم من كعب أقدام فتيتها ، هي وحدها من يحق لها ذلك وليس غيرها .
لقد قرأت عن (ابو الفضل العباس) في كربلاء ، قرأت كثيرا عن رجولته ..قرأت عن صولاته في (الطف) وكيف شق الصفوف وأحضر الماء دون أن تسقط رايته ..لو كان (العباس بن علي ) حيا أقسم ، لأعطاك رايته ولقبل وجهك ، قرأت أيضا عن رجولة خالد بن الوليد وفروسيته ، خالد كان يقتل رجالا ويطعن الخيل ..أنت قتلت دبابة ، أنت قتلت الحديد لابل صهرته وذوبته مع أجسامهم ، ماذا سيقول خالد لك لو شاهد كفك ، حتما سيكون جنديا في خدمتك ...ولقد سمعت عن شجاعة عمر ، سمعت عن سعد بن أبي وقاص ، عن سيف الدولة ...أتدري أنت اختصرت تاريخ السيف وتاريخ العرب، وتاريخ الدولة الأموية، وتاريخ الدولة العباسية ، أنت نظرت للعالم من كعب قدمك ..قلي يا فتى من أي طين قد عظمك ؟
ماذا تفعل الان يا حبيبي وسيدي ومؤسس المذهب التفجيري ، أنا على مذهبك منذ هذا اليوم وسنسميه المذهب التفجيري ، أنا على مذهبك يا شيخي ..فاعقد درسك من اليوم على بقايا دباباتهم وعلمنا أن نكتب تعاليمك على عبوات (ال شو اظ) ووصاياك يا إمامي وشيخي سندونها ( بال ي ا سين 105) .,ليس بغيره تدون الوصايا ، ووالله لولا الحلال والحرام لزرت قبر أمك وتبركت به .
منذ اليوم أنا مسلم وعلى المذهب التفجيري ، على الأقل مذهبك طاف الصين والبرازيل ، طاف العالم كله واختصاره كان في (35) ثانية فقط ، ركض ومناورة وصعود دبابة ووضع العبوة والعودة ...بقية المذاهب منذ ألف عام ونحن يا ابن دمي نختصم فيها ، سفكنا دمنا .. تناحرنا ، ذبحنا من الوريد إلى الوريد باسم المذاهب ..أنت صاحب المذهب الموحد ، أنت مؤسس المذهب التفجيري ، الذي يعترف به الكل ويتبعه الكل .
نم يا حبيبي هذه الليلة ، لدينا عملية أخرى غدا ...نم يا حبيبي على الحصيرة القديمة في أطراف (خان يونس) ، ولا عليك إن لم تجد شيئا تأكله ، أعرف أنك ستحتمل الجوع ، وأعرف أن الشيخ ( أ ح م د ي ا س ي ن) يراقبك من عليين ، وهو فرح جدا بما فعلت ، هو يعرف اسمك وقد جاء وطبع قبلة على وجهك دون أن تدري ..هو يفتخر بك وبأهلك ، ويتباهي من جنته أمام الملائكة بك، ويقرأ عليهم في كل لحظة قوله تعالي : ( بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) ...
نم يا حبيبي الليلة ، لدينا عمل غدا ، نم بعمق فأنت التعريف الدقيق للشرف ...أتعرف كم صدر حر في هذا العالم قد أشفيته من الغليل ، أتعرف أن النخل في العراق رمى التمر من تلقاء نفسه فرحا بك ، وهل تعرف أن الحمام في تطوان حلق فوق المحيط بتشكيلات تشبه خارطة (ف ل س طين) ...هل تعرف كم أم افتخرت بك وتمنتك ابنها ، وكم جديلة حلقت على وقع بطولتك ، وكم تكبيرة انطلقت من الحناجر حين أقدمت باسم الله ..
نم يا مؤسس المذهب التفجيري ، أنا منذ اليوم على مذهبك ، ومنذ اليوم أنت شيخي وإمامي وأنت قدوتي ، وضميري ..أنت المسار والمنحنى وأنت الدرب والمنعطف .. نم يا حبيبي ، فلاثورة في العالم كله ولاثائر من زمن (أبي ذر الغفاري) تجرأ أن ينظر للدنيا من كعب قدمه غيرك .
ألا بوركت الكعب وبورك التراب وبوركت اليد .




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :