إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

«نيو إسرائيل» واستراتيجية الحرب واللاحرب


عمان جو- نتنياهو ينتقل من معركة إلى أخرى، ومن جبهة إلى أخرى، ومن حرب إلى أخرى. في إسرائيل علت أصوات تحذر من انفجار داخلي، وإذا ما مضت حكومة اليمين في خطة إعادة احتلال غزة، ووسط حالة من الارتباك والتشويش داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
وفي داخل الكيان الإسرائيلي يشهد تحولات بنيوية سياسيًا، ومن يسمون أنفسهم الإسرائيليين الأصليين، وأغلبهم قادمون من أصول شرقية، ويمثلون الحريديم والمتطرفين الدينيين، والقوميين بقيادة بن غفير وسموتيريتش، نقلوا الثقل السياسي والجغرافي إلى الضفة الغربية، ما يعني نهاية فكرة مشروع الدولة الفلسطينية، وحل الدولتين، والسلام والتفاوض السياسي.
ومن بعد 7 أكتوبر، الصراع الإسرائيلي/الفلسطيني/والعربي تغيّر من وجهة نظر إسرائيل من صراع حدود إلى وجود.
مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي يقوم على إستراتيجية فضاء عربي غير مقاوم، وطوق ومجال إقليمي وعربي مجاور لإسرائيل مسالم ومنزوع السلاح.
وتتبلور الإستراتيجية على عدم احترام معاهدات واتفاقيات السلام ولا حتى التطبيع.
وإسرائيل ترمي إلى إبرام اتفاقات تطبيع مع دول عربية بعيدة جغرافيًا. ولاحظوا كيف تمهد وتفرش أمريكا، الراعي والداعم المطلق لدولة الاحتلال، لاتفاقات سلام ومعاهدات مع دول عربية في المغرب العربي والخليج.
الأولوية الأمنية من منظور إسرائيل الكبرى، أن تُمنح إسرائيل قوة مطلقة، وأمنًا إقليميًا مطلقًا، وخصوصًا في الضفة الغربية وغزة ولبنان وسورية.
وفي سورية الجديدة، منحت إسرائيل امتيازات إستراتيجية داخل الجغرافية السورية، وكما هو حال أيضًا مع السلطة الوطنية في رام الله، والتمهيد لإعلان ضم الضفة الغربية لإسرائيل، كما تسعى إلى ضم جنوب لبنان.
«نيو إسرائيل»، وكما يروّج ويقاتل نتنياهو من أجل تحقيق مشروع خرائطها على الأرض، هي إسرائيل القادرة على خوض حروب مفتوحة في الإقليم، ونتنياهو هو القائد والزعيم القادر على القيام بالمهمة والوصية الربانية لإسرائيل الكبرى.
وسياسيًا، يملك نتنياهو «ملك ملوك أورشليم» مواصفات أسطورية «سوبر مان»، حيث إنه يمسك بالمؤسستين: العسكرية والدينية، والكنيست، والشاباك، والقضاء.
ويمسك أيضًا بدعم أمريكي وحماية أمريكية لضخ المال والسلاح والعتاد، رغم بعض الملاحظات الأمريكية حول الانقلاب في اتجاهات الرأي العام الغربي والدولي حول حرب غزة وإسرائيل. «نيو إسرائيل» ردعت إيران، ودمرت قوتها النووية. ونتنياهو ينتظر الحرب الكبرى على إيران، واختلاق موازين قوى إقليمية بالشراكة مع أمريكا لتقويض الحكم في إيران وإسقاطه.
وفي سورية ولبنان لا ترى إسرائيل أنها مجبرة أو محتاجة إلى تسوية سياسية، بل إن نتنياهو يسوّق لنظرية الحروب المفتوحة، وهي أدوات لتهجير السكان من جنوب سورية وجنوب لبنان وغزة والضفة الغربية.
والاستراتيجي الإسرائيلية تقوم على إعادة التوازن الديمغرافي في فلسطين المحتلة لصالح اليهود، بعد تهجير مئات الآلاف من فلسطيني الضفة والقدس وغزة.
والحرب في المنظور الإستراتيجي الإسرائيلي ضرورة، ما بين تصعيد عالٍ ومتوسط ومنخفض، مع الابتعاد عن سيناريو الحروب الكبرى؛ لأنه يهدد الأمن القومي في عمق دولة الاحتلال.
غزة، وبعد عامين من الحرب، هي العقدة في المنشار الإسرائيلي، فالحرب عجزت عن هزيمة المقاومة، وعجزت عن خلق بيئة رافضة للمقاومة في القطاع المنكوب والمحاصر، وفشلت في نزع سلاح المقاومة. كما أن استمرار الحرب تسبب في حالة من الغضب العالمي بدأت من أوروبا وأمريكا، وحتى أن نوابًا من الحزب الجمهوري عبّروا علنًا عن هول جريمة التجويع والإبادة في غزة. مبادرة ترامب حول وقف إطلاق النار في غزة كُشف جزء يسير من تفاصيلها، وتحدث الرئيس الأمريكي عن مفاوضات عميقة مع حركة حماس. ولربما ما يرمي إليه ترامب خفض وتيرة الحرب لا وقفها نهائيًا، كما جرى على جبهة لبنان، وتزامنًا مع السنة الانتخابية الأمريكية.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :