إتصل بنا من نحن إجعلنا صفحتك الرئيسية

آينشتاين رئيسًا لدولة إسرائيل


عمان جو- فارس الحباشنة
هولاكو قضى صريع الجنون، وهتلر قضى جثة محترقة في قبو. وإذا ما راجعنا التاريخ، فهذه نهاية الأباطرة المجانين عادة، وهكذا تنتهي الإمبراطوريات المجنونة.
التاريخ في الشرق الأوسط يضج على وقع أقدام الأنبياء والرسل، واللاهوت. ومتى كان التاريخ يمشي في خط مستقيم دون أن يرتطم بتضاريس أيديولوجية وقبلية؟
ألبرت آينشتاين، عالم الفيزياء الشهير، وهو من أصل يهودي، رفض أن يتولى رئاسة الدولة في إسرائيل. وسخر من حاخامات تحدثوا غداة إعلان قيام الدولة العبرية عن بدء الزمن الإلهي في الشرق الأوسط.
واليوم، نردد ما قاله السفير الأمريكي في إسرائيل من أن التغيير في الشرق الأوسط سيكون بأبعاد توراتية. ومتى سوف يقام الحفل الكبير لتتويج نتنياهو ملكا؟
سارة، زوجة نتنياهو، قالت عندما اعتلت أصوات المعارضة الإسرائيلية لمحاكمة زوجها والمطالبة بإقالته بعد 7 أكتوبر، إن خروج زعيم الليكود من رئاسة حكومة الائتلاف يستتبع، حكما، خروج اليهود من أرض الميعاد.
اليهودية التي أنتجت آينشتاين أنتجت نتنياهو وبن غفير، واليهودية التي أنتجت الفيلسوف سبينوزا أنتجت سموتريتش وشارون، يا لها من مفارقة! وكذلك المسيحية التي أنتجت الراهب الأسيزي أنتجت هتلر، وفي الإسلام الذي خرج منه علي بن أبي طالب، وأبو ذر الغفاري، والحسن البصري، أنتج الحجاج بن يوسف، وأبا بكر البغدادي، وابن لادن.
زمن الأنبياء انتهى، والسماء أغلقت أبوابها أمام آخر الأنبياء... ونحن في هذا القرن نسأل: أين الإنسان في هذا العصر؟
المقدس هو القوة، ومن يملك ترسانة نووية هو الأقوى، ومن يملك صواريخ عابرة للقارات وبوارج هو الأقوى؟ أمريكا هي الأقوى في العالم دون منازع، وإسرائيل مجرد ظل لأمريكا، ونحاول عبثا أن نتسلق وراء جدران من الوهم في علاقة أمريكا بإسرائيل.
في تراجيديا غزة، ما نلاحظه أن اليهود لم يعودوا «أمة الآلام». الغطرسة الإسرائيلية بلغت حد صناعة جحيم على الأرض وهولوكوست فلسطيني، وحولت غزة إلى مقبرة كبرى، لقد وصل الموت في غزة حد الفجيعة، وأن الفلسطينيين هم الأمة الحقيقية للآلام.
إسرائيل في حالة هذيان توراتي، وما نتوقعه ولا نتوقعه قد يحصل. غزة وفلسطين والإقليم أمام مفترق وجودي. حدقوا في الخطة، والمشهد الإقليمي من كل جوانبه. ماذا تبقى من غزة ليكون السلام! الحياة تحولت إلى رماد وركام وحطام. ليالٍ من هيروشيما عاشتها رفح وغزة ودير البلح وخان يونس، في كل بيت وخيمة وكل قبر، قاذفة وقنبلة أمريكية. قتلى في طوابير الانتظار، ينتظرون الحصول على أكياس طحين وسكر مكتوب عليها: مساعدة من الحكومة والشعب الأمريكي الشقيق.




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة عمان جو الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق :
تحديث الرمز
أكتب الرمز :